مراقبون: السعودية تعيد ترتيب أوراقها في اليمن بتعيين «فهد بن تركي» قائدا للقوات البرية

الأحد 23 أبريل 2017 04:04 ص

أصدر العاهل السعودي، الملك سلمان بن عبدالعزيز، مساء السبت، سلسلة قرارات ملكية، تضمنت تعيين الأمير «فهد بن تركي» قائدا للقوات البرية.

ويرى مراقبون أن تعيين الأمير «فهد» يشير إلى توجه المملكة لإعادة ترتيب أوراقها بالعمليات ضد «الحوثيين» وقوات الرئيس اليمني المخلوع «علي عبدالله صالح»، مع دخول عملياتها في اليمن عامها الثالث.

وتزامن تعيين الأمير «فهد بن تركي»، وترقيته إلى رتبة فريق في قيادة القوات البرية، خلفا للفريق «عيد الشلوي»، مع أوامر قضت باعتماد صرف راتب شهرين مكافأة للمرابطين الفعليين في الصفوف الأمامية في حرب اليمن.

وقال المراقبون، إن المملكة تبدو وكأنها تريد تدشين العام الثالث من العمليات باليمن، باستراتيجية مختلفة، تهدف إلى تحقيق إنجازات عسكرية كبيرة في طريق الحسم مع «الحوثيين» و«صالح».

فالفريق «فهد بن تركي»، كان الدينامو الفعلي للعمليات منذ انطلاق «عاصفة الحزم» في 26 مارس/آذار 2015، حيث عمل قائدا للعمليات الخاصة للتحالف العربي في اليمن، بجانب عمله نائبا لقائد القوات البرية السعودية وقائد وحدات المظليين والقوات الخاصة.

وطيلة الفترة الماضية من عمر الحرب، لم يكن الأمير السعودي يمارس مهامه من مكاتب، بل ظهر في أكثر من جبهة على جبهات القتال المشتعلة باليمن، برفقة مسؤولين عسكريين يمنيين.

وأطل الأمير «فهد بن تركي»، لمرات مختلفة من الخطوط الأمامية لمديرية «نهم» القريبة من العاصمة صنعاء، وكذلك من منفذ «علب» على الشريط الحدودي بين اليمن والمملكة، وكذلك في عدد من جبهات مأرب وعدن.

ورجح البعض، أن تعيين الأمير «فهد بن تركي»، يهدف إلى ترتيب الأوراق العسكرية في الشريط الحدودي بين اليمن والمملكة.

فإلى جانب ما اكتسبه الرجل من علاقات مع قيادات عسكرية يمنية رفيعة تمكنه من معرفة خطوط سير المعارك، قد يتم الاستعانة بشكل أكبر بقوات يمنية لفتح جبهات جديدة لـ«الحوثيين» في محافظة صعدة، بغرض استنزافهم، وتشتتيت هجماتهم على البلدات السعودية في الحد الجنوبي للمملكة. 

وقبل أربعة أيام من صدور القرار الجديد، ظهر الأمير «فهد» في لقاء مع ولد عهد أبو ظبي «محمد بن زايد»، وناقش معه سير المعارك في اليمن، وفقا لوسائل إعلام إماراتية.

كما التقى «بن تركي»، الرئيس اليمني «عبدربه منصور هادي»، في الرياض، وناقش معه «تطورات العمليات العسكرية في مختلف الجبهات ومناطق التماس مع الحوثيين وقوات صالح».

ووفقا لوكالة «سبأ» اليمنية الرسمية الموالية للحكومة، فقد استعرض اللقاء «عددا من الاستراتيجيات والبدائل التي تتسق مع طبيعة وواقع كل منطقة جغرافية على حدة لتذليل المهام وتحقيق الانتصارات».

كما أن تعيين اللواء «أحمد عسيري»، المتحدث الرسمي للتحالف العربي، المستشار في مكتب وزير الدفاع السعودي، الأمير «محمد بن سلمان»، في منصب هام، هو نائب رئيس الاستخبارات العسكرية، يرجح فرضية ترتيب السعودية لأوراقها في حرب اليمن.

وتلعب الاستخبارات العسكرية السعودية، دورا هاما في عمليات التحالف، فإضافة إلى إبرامها لأبرز التحالفات، يتم إشراكها في أي مشاورات سياسية مع الحوثيين أو مع قيادات الحكومة اليمنية الشرعية لترتيب سير المعارك، وفق مصادر مطلعة على الملف.

وأمس، أصدر العاهل السعودي الملك «سلمان بن عبدالعزيز»، أوامر ملكية تضمنت إعفاء عدد من الوزراء ومسؤولين آخرين، وأوامر أخرى تقضي بصرف راتب شهرين لمنسوبي عمليتي «عاصفة الحزم» و«إعادة الأمل»، وبإعادة جميع البدلات والمكافآت لموظفي الدولة إلى ما كانت عليه.

وبموجب أموار ملكية، أعفى الملك «سلمان» قائد القوات البرية من منصبه، وعين الأمير «فهد بن تركي» خلفا له.

ومنذ أواخر مارس/آذار 2015، تقود السعودية تحالفا عربيا في اليمن يهدف إلى إعادة سيطرة الحكومة الشرعية والرئيس اليمني، «عبد ربه منصور هادي»، على مقاليد الحكم في البلاد، وإنهاء انقلاب نفذته ميلشيات موالية لجماعة الحوثي والرئيس اليمني المخلوع، «علي عبد الله صالح».

وتمكن التحالف في تحقيق بعض الانتصارات على الأرض من خلال مساندة قوات من الجيش اليمني والمقاومة الشعبية، لكنه يواجه انتقادات حقوقية متزايدة بشأن هجمات طالت مدنيين، كما مني بخسائر كبيرة في قواته.

 

المصدر | الخليج الجديد + الأناضول

  كلمات مفتاحية

الحرب في اليمن السعودية الحوثيون علي عبد الله صالح الأمير فهد بن تركي