تصاعد التوتر بين الأردن وسوريا بعد دعوة رسمية لتنحي «الأسد»

الأحد 23 أبريل 2017 05:04 ص

تشهد العلاقات الأردنية-السورية، توترا حادا، في أعقاب تصريحات وانتقادات صدرت عن القيادة السياسية في البلدين المجاورين، وسط مؤشرات على تفاقم الخلافات بين عمان ودمشق.

كان الملك الأردني، «عبد الله الثاني»، دعا إلى خروج الرئيس السوري «بشار الأسد» من المشهد، محملا إياه مسؤولية الدماء التي أريقت في البلاد منذ أكثر من 6 سنوات.  

وقال «عبد الله»، في مقابلة مع صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية، إن «المنطق يقتضي بأن شخصاً ارتبط بسفك دماء شعبه من الأرجح أن يخرج من المشهد»، قاصداً رئيس النظام السوري «بشار الأسد».

تصريح العاهل الأردني نقل موقف السياسة الأردنية من «الأسد» إلى العلن، بعد سنوات حرص فيها الأردن على تجنب الخوض في هذا الشأن. لكنه أثار غضب دمشق الناقمة أصلاً على عمّان.

ولم يتأخر رد أذرع النظام السوري على الأردن. وأتى هذا الرد ضمن هجوم استهدف القيادة الأردنية، وقاده السفير السوري المطرود من عمان، اللواء «بهجت سليمان»، الذي أطلق تصريحات أخيراً، مستخدماً عبارات تخوينية، لاقت ترحيباً حتى من قبل مجموعات أردنية مؤيدة للنظام السوري. وتوجت الحملة السورية بتصريحات غير مسبوقة لـ«الأسد» خلال مقابلته مع وكالتي «ريا نوفوستي» و«سبوتنيك» الروسيتين، نشرت الجمعة الماضية، والتي تعتقد مصادر أردنية أنها جاءت مبرمجة للرد على مقابلة «عبد الله الثاني» مع صحيفة «واشنطن بوست».

ولم يتوقف «الأسد» منذ عام 2011 عن اتهام الأردن بتسهيل عبور الإرهابيين إلى سورية، وتدريبهم في معسكرات أردنية لمقاتلة جيش النظام السوري، على الرغم من إعلان الأردن تدريبه المعارضة على مقاتلة «تنظيم الدولة». إلا أن «الأسد»، في مقابلته، نقل العداء إلى مستوى جديد وغير مسبوق، حين شكك باستقلال الأردن واعتبره أداةً بيد الأميركيين وينفذ ما يريدونه، وفق قوله.

والأردن الذي صمت على الاتهامات السورية القديمة، وتعمد عند الضرورة الرد بلغة دبلوماسية، وتجاهل الحملة التي شنتها أذرع النظام السوري أخيراً، فضل عدم الصمت على التصريحات المنسوبة لـ«الأسد»، ورأى ضرورة الرد بلغة يعتقد أنها مناسبة، بحسب صحيفة «العربي الجديد».

وصرح المتحدث باسم الحكومة الأردنية، «محمد المومني»، قائلا إنه من المؤسف أن يتحدث الرئيس السوري عن موقف الأردن وهو لا يسيطر على غالبية أراضي بلاده.

ودعا «المومني»، «الأسد» للاهتمام بإعطاء الأمل لشعبه وجلب الاستقرار لبلاده، بدلاً من كيل الاتهامات. وهذه لغة لم يسبق أن استخدمها الأردن الرسمي في التعامل مع نظام الأسد منذ اندلاع الأزمة، وحتى في أكثر مراحل العلاقة بين البلدين عدائية وتوترا.

ويرى مراقبون أن التصعيد المتبادل هو مؤشر على هشاشة العلاقات التي حافظ عليها الأردن مع نظام «الأسد»، طوال سنوات الأزمة، وحتى تلك العسكرية والأمنية التي تحدّث بإيجابية عنها رئيس هيئة الأركان المشتركة الأردنية، الفريق الركن محمود فريحات، في مقابلة نادرة نهاية العام الماضي. وساد اعتقاد بأن هذه العلاقات تدار عبر قناة تواصل روسية، لا سيما في ظل التقارب الأردني الروسي، الذي كان عنوانه إدارة الجبهة السورية الجنوبية، المحاذية للمملكة، بما يضمن استقرارها.

بين مقابلة الملك الأردني ومقابلة رئيس النظام السوري، حدثت تغيرات دراماتيكية على الأزمة السورية وبشأن تعاطي المجتمع الدولي معها. وأهم التحولات تتمثل في الموقف الأميركي الذي تجاوز الصبر الاستراتيجي الذي تمسكت به إدارة الرئيس السابق، «باراك أوباما». وبات الرئيس الحالي «دونالد ترامب»، يتبنى موقفاً صارماً من مصير «الأسد»، وهو تغيّر التقطت جديّته السياسة الأردنية وأدمجته في خطابها تجاه الأزمة السورية دون أن تتراجع عن موقفها المعلن لناحية حل الأزمة سياسياً.

بالتوازي مع ذلك، تم الكشف عن انخراط الأردن في الحملة العسكرية الرباعية التي من المرتقب إطلاقها في الجنوب السوري، بمشاركة السعودية والولايات المتحدة وبريطانيا، والهادفة للقضاء على «تنظيم الدولة» الناشط على مقربة من الحدود الأردنية.

وتهدف الحملة لتعزيز قوة وسيطرة المعارضة المعتدلة، للحد من أي اندفاع محتمل لعناصر تنظيم الدولة، في حال انطلقت معركة تحرير الرقة. كما تهدف لإعادة الأمن والاستقرار للجنوب السوري لتشجيع اللاجئين السوريين على العودة إلى مناطقهم.

  كلمات مفتاحية

الأردن سوريا عبد الله الثاني بشار الأسد الحكومة الأردنية

بقيمة 79 مليون دولار.. مساعدات عسكرية أمريكية لتأمين الحدود الأردنية

«محمد بن سلمان» يبحث مع رئيس الأركان الأردنى تعزيز العلاقات على الصعيد الدفاعي

الأردن يرسل وفدا أردنيا إلى سوريا لتطبيع العلاقات