أعلن مصدر مصري مسؤول بقطاع البترول أن الهيئة العامة للبترول انتهت من توقيع التعاقد مع شركة «سومو» العراقية، بشأن توريد 12 مليون برميل من خام النفط العراقي لمدة عام، خلال الأسبوع الماضي، مشيرا إلى أن مصر ستتسلم الشحنات بداية من شهر مايو/أيار المقبل.

ونقلت صحيفة «اليوم السابع» المصرية عن المصدر، أن الاتفاق بين الطرفين يتضمن توريد 2 مليون برميل من نفط البصرة الخفيف كل شهرين، بشروط دفع ميسرة تصل إلى 90 يوما فترة سماح قبل السداد، موضحا أن الجانب العراقي كان يرغب في أن تكون فترة السماح شهرا واحد قبل الدفع، إلا أن المفاوضات بين الطرفين انتهت إلى 3 أشهر.

وقال المصدر إن هيئة البترول تحصل منذ فترة طويلة على النفط العراقي من خلال التجار والموردين العالميين، لكن الاتفاقات الحكومية تعتبر أفضل لأنها تتضمن شروطا ميسرة وتسهيلات في السداد.

وكان وزير البترول المصري «طارق الملا» قد صرح في وقت سابق، بأن مصر لا تزال تتفاوض مع العراق لاستيراد مليوني برميل من النفط الخام شهريا، وذلك بعدما نقلت صحيفة مصرية عن مصادر حكومية قولها إن القاهرة قررت ألا تتمم الصفقة.

وأكد «الملا» في بيان أصدرته وزارة البترول المصرية في 6 أبريل/نيسان الجاري، عدم وجود أي معوقات تعطل الاتفاق مع الجانب العراقي لتوريد مليوني برميل خام شهريا، وأن المفاوضات قائمة وسيتم توقيع العقد قريبا.

وكانت القاهرة اتفقت مع بغداد في فبراير/شباط الماضي، على استيراد مليون برميل من النفط الخام شهريا لمدة عام بدءا من أول مارس/آذار الماضي بشكل مبدئي، لكن الاتفاق لم يوقع ولم تصل أي شحنات من النفط العراقي إلى مصر خلال الشهر المذكور.

وذكرت صحيفة «المال» المصرية آنذاك، أن مصر طلبت من العراق إمهالها مدة عام لسداد قيمة هذه الواردات، لكن بغداد وافقت على 90 يوما فقط، وهو ما لم تقبله الحكومة المصرية.

ونقلت الصحيفة أيضا أن من أسباب عدم إتمام الصفقة استئناف السعودية توريد المنتجات البترولية إلى مصر.

وقد عاودت شركة النفط السعودية الحكومية «أرامكو» إمداد مصر بنحو 700 ألف طن شهريا من المواد البترولية في نهاية مارس/آذار الماضي، بعد أن توقفت في أكتوبر/تشرين الأول 2016.

وعن سبب توقف «أرامكو» عن إمداد مصر بالمواد البترولية منذ أشهر، قال «الملا»: «إن الشركة لم تصدر أي بيان رسمي بذلك، لكن تم إفادتنا أنه كان لديها بعض الالتزامات وبعض الصيانات في المعامل».

وتستورد مصر المنتجات البترولية من «أرامكو» بموجب اتفاق مدته 5 سنوات بتسهيلات كبيرة في السداد، تم توقيعه خلال زيارة العاهل السعودي الملك «سلمان بن عبدالعزيز» للقاهرة في أبريل/نيسان 2016.

وبموجب الاتفاق، تشتري مصر شهريا منذ مايو/أيار الماضي، 400 ألف طن من السولار، و200 ألف طن من البنزين، و100 ألف طن من المازوت.

وقد شهدت الفترة التي سبقت استئناف «أرامكو» إمداد مصر بالمواد البترولية حالة من الارتباك للحكومة المصرية، ما دفعها للإعلان عن استقدام شحنات نفطية من السوق الدولية.

وذهبت التكهنات بشأن ما حصلت عليه مصر من منتجات نفطية بديلة إلى إيران، بسبب التماهي الذي اتسم به الموقف المصري مع محور إيران روسيا بشأن الأزمة السورية.

كما ذكرت أنباء أن القاهرة تسلمت شحنات من ليبيا بعد سيطرة قوات الجنرال «خليفة حفتر» على موانئ النفط، أواخر سبتمبر/أيلول الماضي.

وأثار توجه النظام المصري إلى بغداد للحصول على المشتقات البترولية جدلا واسعا، حيث رأى فيه خبراء ومراقبون تسارعا من مصر في توجيه بوصلتها السياسية والاقتصادية ناحية المعسكر الإيراني الروسي، خاصة في ظل ما نقلته وسائل إعلام عن مسؤول عراقي أن تزويد العراق لمصر بالنفط سيكون مقابل سلاح وذخيرة.

يذكر أن وزير البترول المصري «طارق الملا» قد أجرى زيارة إلى العاصمة العراقية بغداد في نهاية أكتوبر/تشرين الأول الماضي، بينما دعا عدد من نواب التحالف الوطني الشيعي الحكومة العراقية إلى منح مصر النفط الخام بالآجل ردا على ما قالوا إنه «ابتزاز» تمارسه المملكة العربية السعودية ضد القاهرة.