باكستان تقود وساطة بين السعودية وإيران

الاثنين 24 أبريل 2017 05:04 ص

أطلقت باكستان مبادرة للتقريب بين السعودية وإيران تشمل أيضا انضمام طهران للتحالف العسكري الإسلامي ضد تنظيم «الدولة الإسلامية» المكون من 41 دولة.

ونقل موقع «ذا إكسبرس تريبيون» الباكستاني، اليوم الإثنين، عن مصادر وصفها بـ«الموثوقة» قولها إن رئيس الوزراء الباكستاني «نواز شريف» كلف الشهر الماضي المدعي العام «أشتار آوصاف» بمهمة خاصة تمثلت في زيارته  للرياض للتشاور بشأن انضمام إيران للتحالف الإسلامي.

ومن المقرر أن يتوجه المدعي العام الباكستاني إلى طهران في الأيام المقبلة كجزء من خطة «دبلوماسية هادئة» لتعزيز وحدة العالم الإسلامي.

ونقلت الصحيفة عن مسؤول باكستاني، أن بلاده تحاول إحداث تقارب بين إيران والسعودية، مضيفا أن جعل المتنافسين في الشرق الأوسط يسيرون على نفس الخط «مهمة شاقة بالفعل»، مؤكدا أن علاقات بدون توتر بين إيران والسعودية ستجعل مهمة باكستان أكثر سهولة، فق فضائية «روسيا اليوم».

وكشفت الصحيفة، عن نشاط دبلوماسي كبير لعبته باكستان خلال الأسابيع الستة الماضية خاصة من قبل قائد الجيش الحالي قمر جواد باجوا الذي التقى مرتين بالسفير الإيراني لمناقشة هذه القضية.

وتأتي الوساطة في وقت شهد فيه العلاقات السعودية- الإيرانية أزمة حادة، عقب إعلان الرياض في 3 يناير/كانون ثان 2016، قطع علاقاتها الدبلوماسية مع الأخيرة.

الأزمة جاءت بين البلدين على خلفية الاعتداءات التي تعرضت لها سفارة المملكة في طهران، وقنصليتها في مدينة مشهد شمالي إيران، وإضرام النار فيهما، احتجاجاً على إعدام «نمر باقر النمر» رجل الدين السعودي (شيعي)، مع 46 مداناً بالانتماء لـ«التنظيمات الإرهابية».

ومؤخرا، اعتبر بعض المحللين أن موافقة باكستان على إرسال قوة عسكرية مكونة من 5 آلاف جندي إلى الحدود السعودية اليمنية، لحماية المملكة بمثابة تخل عن مبدأ التوازن الإقليمي الذي تنتهجه باكستان على مدار تاريخها في النزاع بين السعودية وإيران.

وقالوا إن هذه الخطوة مخالفة لقرار البرلمان الباكستاني الذي اتخذه في عام 2014، ويلزم الحكومة باتخاذ موقف محايد في حرب اليمن، بعد أن أعلنت الرياض افتراضيا أن إسلام أباد هي جزء من التحالف الذي تقوده لإعادة تمكين حكومة الرئيس اليمني «عبدربه منصور هادي».

وبحسب تقرير صحفي، اتخذت المملكة خلال الأشهر القليلة الماضية العديد من الإجراءات والخطوات للتقرب من إسلام أباد، وظهرت في مشاركة قوات سعودية في عرض عسكري أقامته باكستان في مارس/آذار الماضي، في العاصمة إسلام أباد بمناسبة اليوم الوطني للبلاد، حيث ظهرت القوات السعودية جنبا إلى جنب مع القوات الباكستانية لتكون هذه المناسبة الأولى التي  تشارك فيها قوات من خارج البلاد في عرض عسكري وطني.

وذكر التقرير أن المملكة قامت بتعيين الجنرال الباكستاني المتقاعد «رحيل شريف»، لقيادة «التحالف العسكري الإسلامي» الذي تقوده السعودية والمؤلف من 39 دولة.

ورأى محللون أن موافقة باكستان جاءت محاولة لإرضاء المملكة بعد أن أدت عدم مشاركتها في حرب اليمن إلى برود في علاقاتها مع السعودية، مشيرين إلى أن تولي «شريف»، المنصب الجديد من شأنه أن يعطي الفرصة للدبلوماسية العسكرية الباكستانية لإعادة بناء ودفع العلاقات مع دول الخليج العربي، لكن في الوقت نفسه فإن هذه الخطوة دليل على تغير استراتيجية إسلام أباد وابتعادها عن سياسية التوازن في علاقاتها مع السعودية وإيران وخضوعها للضغوط التي تمارسها عليها المملكة.

وقد أعربت طهران عن تحفظها على هذه الخطوة، حيث قال السفير الإيراني لدى باكستان، «مهدي هوناردوست»، إن طهران أبلغت إسلام أباد رسميا، بأن لديها ملاحظات حول موافقة الأخيرة على تعيين «شريف» في هذا المنصب، على الرغم من أن الجنرال «شريف» أكد للقادة الإيرانيين أنه سيقبل المنصب شريطة ألا يكون التحالف معاديا لإيران، وطالب أن يقوم بلعب دور دبلوماسي للحد من التوتر بين الرياض وطهران.

المصدر | الخليج الجديد+ متابعات

  كلمات مفتاحية

باكستان إيران السعودية وساطة العلاقات السعودية الإيرانية