اتهام للمعارضة السورية بالتساهل في ملف المعتقلين خلال اتفاق المدن الأربع

الثلاثاء 25 أبريل 2017 08:04 ص

حالة من الغضب، بين النشطاء وأهالي، بعد ما أسموه «تساهل كتائب المعارضة السورية بملف المعتقلين»، خلال اتفاق المدن الأربع.

والجمعة، أنهت الأطراف المعنية باتفاق المدن الأربع، مرحلته الأولى، بالإفراج عن 750 معتقلا من سجون النظام السوري، تنفيذا لبنود أساسية في الاتفاق.

ووصل إلى مناطق سيطرة المعارضة في ريف إدلب شمالي سوريا؛ 120 من المعتقلين الـ750 الذين أفرج عنهم النظام السوري ضمن اتفاق المدن الأربع الذي يشمل بلدتي الفوعة وكفريا المواليتين للنظام في ريف إدلب ومدينتي مضايا والزبداني في ريف دمشق الغربي.

وكانت أغلبية من أفرج عنهم النظام من المعتقلين الجدد الذين لا تتجاوز مدة اعتقالهم الشهر، وقد أثار ذلك غضبا شعبيا في مناطق سيطرة المعارضة، حيث كانت هناك مطالب بالإفراج عن معتقلين يمضون أحكاما طويلة.

مظاهرات

وتظاهر أهالي المعتقلين وعدد من الهيئات المدنية في مدينة إدلب، معبرين عن غضبهم ومطالبين بضغط الفصائل على النظام للإفراج عن أبنائهم المعتقلين في سجونه منذ سنوات، وذلك خلال الدفعات المقبلة، حيث رفع المتظاهرون لافتات وصوراً لأبنائهم المعتقلين وعبارات تطالب بالإفراج عنهم.

وأتت التظاهرات على خلفية دعوات متعددة من قبل فعاليات ثورية، وناشطين وأهالي المعتقلين، لتنظيم تظاهرة غاضبة تحمل عنوان «معتقلونا أمانة في أعناقنا»، لمطالبة كل من «هيئة تحرير الشام» و«أحرار الشام» على مراجعة بنود الاتفاق، والوقوف عند مراوغة النظام في ملف المعتقلين، بعد أن أفرج عن معظم الموالين له، أو ممن تم اعتقالهم قبل مدة أقصاها ثلاثة أشهر.

ستسقط الاتفاقية

من جانبه، عقب كبير المفاوضين السوريين «محمد علوش» على اتفاق المدن الأربع بالقول: «لم أجد سورياً يؤيد الاتفاقية إلا بعض خفافيش تويتر»، حسب تعبيره.

وقال «علوش» الذي يشغل أيضاً رئيس الهيئة السياسية لـ«جيش الإسلام»: «ستسقط الاتفاقية تحت أقدام الشعب السوري».

وحول إخلاء بعض بلدات جنوب دمشق بموجب الاتفاقية، قال «علوش» إن «إخراج أهالي جنوب دمشق ضمن الاتفاقية المشؤومة من منازلهم هي جريمة تقارب الكفر».

أما «أبو عيسى الشيخ» قائد «ألوية صقور الشام» فعقب بالقول: «بشأن اتفاق الفوعة الأخير فلن أنظر من منظور السلع والأثمان، سواء ربحت تجارتهم أم خسرت، وهل قايضوا العين بالعين أم قايضوا الدرهم بالدينار، ولكن من منظور الهدنة هل حرمت على الثوار الذين جاهدوا من أجل التخفيف عن أهل الشام وحلت لكم لإبرام اتفاق يكون أهل الشام آخر من يعلم به».

خديعة

كما انتقد الناشط المدني السوري «عيسى عبارة»، بند إطلاق سراح المعتقلين ضمن اتفاق المدن الأربع، معتبراً أن النظامين السوري والإيراني تلاعبا بفصائل المعارضة السورية وخدعاها في ما يخص إطلاق سراح المعتقلين، بحسب صحيفة «القدس العربي».

وأكد «عبارة» خلو الدفعة الأولى من عملية إطلاق سراح المعتقلين، من أي معتقل رأي أو سياسي أو حتى ناشط ثوري، ممن قضوا سنوات طوالاً في معتقلات النظام السوري من دون معرفة مصيرهم حتى الساعة.

وقال: «مطلبنا بإطلاق جيل الثورة الأول هو مطلب شعبي، وهذا لا يعني بالمطلق تخلينا عن المعتقلين حديثاً، بل ندعو إلى تبيض سجون الأسد من كافة المعتقلين، ولكن الثورة السورية اليوم بمرحلتها الحالية شديدة الحاجة لجيل الثورة الأول، خاصة مع مرور فترة طويلة على اخفائهم قسراً من دون أي شرعية وبلا محاكمات».

قوائم

كما طالب المتظاهرون في الشمال السوري من مدنيين ومنظمات وفعاليات مدنية وإعلامية «جيش الفتح» بتقديم قوائم اسمية للمعتقلين في سجون النظام السوري، وعدم القبول بإعطاء النظام إمكانية اختيار المعتقلين المراد إطلاق سراحهم، بشكل كيفي.

وانقسمت المعارضة السورية المسلحة والسياسية منها حول اتفاق المدن الأربع، فيما اتسع الشرخ بين الفصائل الإسلامية و«الجيش الحر»، بعد انتقادات لاذعة وجهّها «الجيش الحر» لـ«هيئة تحرير الشام» و«أحرار الشام».

يشار إلى أنه في إطار المرحلة الأولى من الاتفاق بين حركة «أحرار الشام» وهيئة «تحرير الشام» من جهة، وبين ممثلين لإيران والنظام السوري من جهة أخرى، تم مؤخرا خروج نحو 8 آلاف من المدنيين والمقاتلين من المدن والبلدات الأربع نحو مناطق خاضعة للمعارضة أو للنظام.

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

اتفاق سوريا المدن الأربع المعارضة مظاهرات