تركيا: التركيز ينصب الآن على المقاتلين الأكراد في شمال العراق

الأربعاء 26 أبريل 2017 11:04 ص

شنت القوات التركية سلسلة من الضربات الجوية على المتمردين الأكراد في سوريا والعراق في 25 أبريل/ نيسان الجاري، مما يسلط الضوء على عزم تركيا مواصلة إضعاف القوات الكردية التي تعارضها خارج حدودها ،رغم انتهاء هجومها بشكل رسمي الشهر الماضي في سوريا، في العملية التي أطلق عليها درع الفرات.

وفي سوريا، قصفت طائرات تركية مواقع عسكرية تابعة لقيادة وحدات حماية الشعب التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي في جبل كراتشوك، بالقرب من الحدود العراقية. كما ضربت القوات الجوية التركية مواقع لحزب العمال الكردستاني المرتبطة بوحدات حماية الشعب في منطقة سنجار العراقية.

 وفى الأشهر الأخيرة نددت تركيا بالوجود المتزايد لحزب العمال الكردستاني فى سنجار وتعهدت بإزالة المتمردين من المنطقة. وكانت الضربات الأولى لتركيا في سنجار.

وبعد أن نجح الأتراك في استعادة مدينة الباب السورية من تنظيم الدولة الإسلامية في فبراير/شباط الماضي، وما ترتب عليه من منع القوات الكردية في مقاطعتي كوباني وعفرين من الارتباط، أرادت توسيع العمليات شرقا إلى مدينة منبج التي تقع تحت سيطرة وحدات حماية الشعب.

بيد أن تقدم القوات الأمريكية والروسية فى المنطقة قد عرقل تقدم الأتراك فى المدينة، وأدى ذلك إلى إنهاء عملية درع الفرات في سوريا بشكل رسمي في 29 مارس/آذار، لكن أنقرة لم تكن مستعدة بأي حال من الأحوال لوقف جميع الجهود ضد المتمردين الأكراد.

وهكذا، تحول تركيز تركيا الرئيسي نحو شمال العراق، ووصلت أنقرة إلى رئيس حكومة إقليم كردستان العراق مسعود بارزاني في محاولة لإضعاف وجود حزب العمال الكردستاني في سنجار، حيث عمل المتمردون على إقامة تحالف مع وحدات المقاومة بسنجار، وهي ميليشيا ذات أغلبية إيزيدية.

ولتحقيق هذه الغاية، سعت أنقرة إلى مساعدة بارزاني في إرسال قوات البيشمركة من روج افا (وهي قوة مكونة من مقاتلين أكراد سوريين يدعمهم بارزاني وتدربهم القوات التركية في مخيم بعشيقة شمال العراق) إلى المنطقة المحيطة بسنجار، حيث اشتبكوا مع وحدات مقاومة سنجار في مارس/آذار الماضي. واستمرت المواجهة بين الجانبين منذ ذلك الحين.

وتعتبر الغارات الجوية التي وقعت في 25 أبريل/نيسان الماضي الأخيرة في سلسلة من التحركات التي تؤكد عزم تركيا المستمر على مواصلة حملتها ضد حزب العمال الكردستاني وحلفائه على الرغم من الانتكاسات التي واجهتها أنقرة مؤخرا في سوريا.

كما تشير التقارير بشكل متزايد إلى أن تركيا تقوم بحشد قوات إضافية عبر بلدة تل أبيض السورية، وعلى مقربة من الحدود العراقية.

ومع ذلك، إذا كانت القوات التركية ستواصل ملاحقة وحدات حماية الشعب في سوريا، أو حتى إذا توجهت قوة كبيرة إلى سنجار، فإن تركيا سوف تجد نفسها بسرعة لا تقاتل فقط حزب العمال الكردستاني ووحدات حماية الشعب وقوات كردية أخرى، ولكن أيضا ستكون على خلاف مع الولايات المتحدة، وإيران، وبغداد.

المصدر | الخليج الجديد + ستراتفور

  كلمات مفتاحية

تركيا الأكراد العراق سوريا