ساسة وخبراء أمريكيون: مصر مقبلة على انتفاضة شعبية

الأربعاء 26 أبريل 2017 01:04 ص

دعا خبراء بارزون في شؤون الشرق الأوسط في كلمات لهم أمام مجلس الشيوخ الأمريكي، إدارة الرئيس «دونالد ترامب»، إلى إعادة النظر بسياساتها في مصر. وقالوا إن «الوضع في مصر غير مستقر، واستمراره على هذا النحو سوف يؤدي إلى نشوب انتفاضة شعبية».

جاء ذلك في كلمات أمام مجلس الشيوخ، أمس الثلاثاء، تعلقت بتقييم المساعدات التي تقدمها الولايات المتحدة لمصر. وشارك فيها السناتور الجمهوري «ليندسي غراهام»، وأعضاء اللجنة: خبيرة شؤون الشرق الأوسط بمعهد كارنيجي، «ميشيل دن»، والخبير بشؤون الشرق الأوسط بمركز العلاقات الخارجية، «إليوت أبرامز»، و«توم ميلانوسكي» مستشار الرئيس الأمريكي السابق «باراك أوباما».

ولفت السناتور الجمهوري «غراهام»، أن بلاده تقدم مئات ملايين الدولارات لمصر كمساعدات، ورغم ذلك، فإنها تشهد أوضاعًا متردية على صعيد المجتمع المدني والاقتصاد، ويزداد ضعفها باستمرار.

كما رحب «غراهام»، بمكافحة مصر لمنظمات إرهابية مثل «تنظيم داعش»، مشيرًا أن على الولايات المتحدة التحقق فيما إذا كانت الاستثمارات والمساعدات الأمريكية تساهم في الاستقرار الداخلي للبلد والمنطقة.

من جهتها قالت «ميشيل دن»، إن الرئيس المصري «عبد الفتاح السيسي»، يسعى لإظهار أن البلد مستقرًا، ولكن الوضع مختلفٌ جدًا، واستمرار الوضع الراهن سوف يؤدي إلى نشوب انتفاضة شعبية في غضون سنوات قليلة.

كما تطرقت «دن» إلى النمو السكاني في مصر، ومشاكل التخطيط العمراني وأزمة البنى التحتية، مشيرة أن «السيسي» دفع المجتمع المصري إلى حالة استقطاب أكثر حدّة، لم تكن موجودة في عهد الرئيسين السابقين «حسني مبارك» و«محمد مرسي»، وهذا الوضع يطرح مشكلة جديدة.

وأضافت أن الانتهاكات في مجال حقوق الإنسان وحالة القمع السياسي التي يرتكبها نظام «السيسي» منذ عام 2013، لا تساهم في إطفاء الحريق بل تؤججه أكثر.

أما الخبير «إليوت أبرامز»، فقال إن دور مصر في المنطقة انخفض بشكل جاد، ولم تعد من الدول الفاعلة والرئيسية في العالم العربي.

وأشار «أبرامز» إلى أن الإجراءات التي اتخذتها الحكومة المصرية على صعيد مكافحة الإرهاب في سيناء، وأدت إلى مقتل واختفاء العديد من المدنيين، خلقت حالة من الغضب داخل المجتمع المصري.

وأضاف أن استمرار الحكومة المصرية بتطبيق التدابير ذاتها سوف يقوض عملية مكافحة الإرهاب التي تضم سجونها حوالي 60 ألف سياسي.

كما لفت «أبرامز»، إلى أن جماعة الإخوان المسلمين ليست جماعة إرهابية، وعدم وجود بيئة صحية تنمو فيها منظمات المجتمع المدني والمعارضة لن يجعل تحقيق الاستقرار المنشود في مصر ممكنًا.

من ناحيته، قال «توم ميلانوسكي»، مستشار «أوباما»، إن انتهاكات حقوق الإنسان في مصر زادت بشكل كبير، والبلاد دخلت فعليًا بطريق صعب، وعلى الولايات المتحدة إعادة النظر بسياساتها تجاه مصر.

وكان تقرير أمني، حذر الرئيس المصري، «عبد الفتاح السيسي»، مما أسماه «ثورة جياع» إذا استمرت الأوضاع الاقتصادية في الانحدار، راصداً للمرة الأولى تراجعاً في شعبيته إلى أقل من 50%.

التقرير الصادر أواخر العام الماضي، شاركت في إعداده المخابرات العامة والمخابرات الحربية وجهاز «الأمن الوطني» (جهاز استخبارات داخلية)، وتم رفعه إلى مستشار الرئيس للشؤون الأمنية، «أحمد جمال الدين»، ويقول إن ارتفاع الأسعار هو السبب الرئيسي للاحتقان، إضافة إلى امتداد الغضب صوب قطاعات شعبية مؤثرة بسبب تدنّي رواتبها، ومن بين هذه الفئات الأطباء والمدرسون.

ورصد التقرير عزوف الشباب عن المشاركة السياسية والسعي نحو الهجرة، خاصة لدى غالبية المشاركين في ثورة 25 يناير/كانون الثاني 2011، مع التحذير من أنّ الذين بقوا «سيخرجون بالآلاف في الشارع للمطالبة بتوفير لقمة العيش وخفض الأسعار... هذه الأحداث ستكون خارج سيطرة الشرطة إذا وقعت، وستشهد البلاد أعمال سلب ونهب واسعة النطاق قبل السيطرة عليها كلياً».

  كلمات مفتاحية

مجلس الشيوخ الأمريكي عبدالفتاح السيسي ليندسي غراهام الإخوان دونالد ترامب

هل يتخلى الجيش المصري عن «السيسي».. السيناريوهات والنتائج