فيديو.. رسائل «السيسي» للمصريين.. سقطة وثأر و«استحملوا سنة كمان»

الأربعاء 26 أبريل 2017 06:04 ص

رسائل متناقضة، ولغة عاطفية، ووعود جديدة، ودموع حارة، أبرز سمات تصريحات الرئيس المصري «عبد الفتاح السيسي»، خلال خطاباته أمام المؤتمر الوطني للشباب بمحافظة الإسماعيلية، شمال شرق البلاد، أمس واليوم، وسط جدل كبير وسخرية لاذعة على مواقع التواصل.

«دموع السيسي» تحولت إلى طقس شبه دوري خلال مؤتمراته وخطاباته للشعب المصري، وسط إشادة من المؤيدين، باعتبارها إحساسا بمعاناة وآلام المصريين من الفقر والغلاء وارتفاع الأسعار ونقص الدواء، لكن معارضون، يرونها محاولة لاستجداء تعاطف الشعب المصري بعد انهيار شعبيته.

واستوقف أحد الشباب من ذوي الاحتياجات الخاصة، الرئيس المصري، أثناء مغادرته فعاليات مؤتمر الشباب في مدينة الإسماعيلية.

وحاول «أحمد رأفت»، اليوم الأربعاء، أن يتخلى عن كرسيه المتحرك ويقف على قدميه ليلقي التحية العسكرية للرئيس المصري ووزير دفاعه، قائلا والدموع تنهمر من عينيه: «تحيا مصر.. عايزين نقف جنب رئيسنا عبد الفتاح السيسي»، وبدا التأثر واضحا على وجه الرئيس المصري(فيديو).

الأبرز في خطاب «السيسي»، تعهده بعدم البقاء في الحكم لفترة رئاسية ثانية إذا أراد المصريون ذلك.

وشدد على أنه لن يكون موجودا رغما عن المصريين في السلطة ولو لـ «ثانية واحدة».

وقال «السيسي» في رده على سؤال أحد المشاركين عن سيناريو إخفاقه في الانتخابات المقبلة، «أقسم أني لن أبقى ولو ثانية لو رفضني المصريون».

وأضاف «لكم حرية الاختيار، بالنسبة لي، لن أسمح لنفسي ولا أقبل لكم أن أكون موجودًا رغمًا عنكم»، على حد قوله.

وأقسم «السيسي»، «قسما بالله العظيم.. قسما بالله العظيم.. قسما بالله العظيم.. لو المصريين مش عايزيني مش هقعد ثانية في المكان ده» (فيديو).

وتابع: «أنا لا أسمح ولا أقبل البقاء في مكاني رغما عنكم.. لن يحدث هذا.. بس انتو يا مصريين انزلو وقولو اللي انتو عايزينه ده حق بلدكو عليكو»، مستخدما خطابا دينيا له دلالاته، قائلا: «يا رب يولي مصر الأصلح والأجدر.. الملك عطاء إلهي محدش بيمنحه ومحدش بينزعه.. وربنا بيسبب الأسباب».

ومن المقرر إجراء انتخابات رئاسية جديدة في مايو/آيار العام المقبل 2018، وسط تقارير متداولة عن سعي البرلمان المصري لإجراء تعديل دستوري يقضي بمد فترة الرئاسة من 4 إلى 6 سنوات.

حديث «السيسي» بأن هناك انتخابات رئاسية خلال العام المقبل، تتناقض مع تصريحات سابقة خلال فبراير/شباط 2016، عن موقفه من ترك السلطة وعدم تركه لها إلا بموته أو انتهاء مدته، حينما قال «إنتم فاكرين إن أنا هسيبها.. لا والله أنا هفضل فيها لغاية لما تنتهي حياتي أو مدتي».

وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، دشن مستخدمون هاشتاغ «#مش_عايزين_السيسي»، ندد فيه كثيرون بسياساته، وذكر الهاشتاغ في أكثر من 54 ألف تغريدة منذ إطلاقه، متصدرا موقع التدوينات «تويتر».

وفي تصريحات أخرى، على هامش المؤتمر، وجه «السيسي»، حديثه للمصريين قائلا: «يا مصريين أنا عملت المؤتمر الشهرى عشان تسمعوا وتستحملوا شوية معايا، ومقدر إنكم تحملتم وتتحملوا وعارف إنكوا هاتتحملوا وهاتستحملوا سنة كمان وبعد كده فيه انتخابات، وبصراحة اختاروا ما شئتم وربنا يعين ويوفق اللى ييجى»(فيديو).

وأضاف: «لن تقوم مصر إلا بصبر وتضحية شعبها وعمله، وانتم أمنتونى عليها وعلى أولادكم ونفسكم، ومش هاتخلى عنكم إلا لو انتوا قولتولى إمشى»، على حد قوله.

وهم و«تار»

على الصعيد الاقتصادي، قال الرئيس المصري إن الإصلاحات الاقتصادية التي تتبناها الدولة حاليا مهمة للغاية لتحقيق التنمية.

وأضاف أنه تلقى تحذيرات من الحكومة والمسؤولين بعدم تطبيق هذه الإجراءات الصعبة، في إشارة إلى خطوة تعويم الجنيه المصري، خوفًا على شعبيته، إلا أنه رفضها قائلا «مش هنبيع الوهم للناس».

وشدد «السيسى»، على أنه حريص على أن تتقدم مصر وتصبح عزيزة وعظيمة، قائلا «كل لما حد يؤلمنى ويسىء لى أبص لبلدنا وأقول لازم مصر تطلع للأمام وتكبر وتبقى عزيزة وعظيمة»، موجها حديثه للمصريين «لما حد يزعلكم أو حتى يتآمر عليكم، مطولوش لسانكم وبصوا لنفسكم وخلو إيديكم فى إيد بعض وافضلوا اشتغلوا».

وأضاف «السيسى»، فى كلمة وجهها إلى الشعب المصرى خلال مؤتمر الشباب بالإسماعيلية، «اللى عايز يأخذ بثأره يشتغل ويصبر وأنا عايز آخد بتاركم»، دون أن يحدد هوية الطرف الذي سيثأر منه للمصريين.

وقدم الرئيس المصري اعتذاره للمصريين على صعوبة الإجراءات الاقتصادية التى يعيشونها، قائلا «اقبلوا اعتذارى إنى حاولت أصلح بس لم يكن عندى اختيار غير كده، ولو كنا استنينا مكناش يمكن هنعدى وده الواقع اللى موجودين فيه».

وتابع: «ربنا عارف حجم الشرف والإخلاص والأمانة والعمل الذى نشتغل به، وهو اللى هيكافئ وليس عندى شك فى ذلك»، مطمئنا المصريين «متخافوش على مستقبل أولادكم وأحفادكم من بكرة طول ما أنتم إيد واحدة.. ومصير مصر مش فى يدى أنا ولا الجيش ولا الشرطة ومصير مصر فى إيد شعبها».

وسبق أن طالب «السيسي»، العام الماضي، مسؤولي البنوك المصرية بإيجاد آلية تتيح الاستفادة من «الفكة»، وهي الوحدات النقدية الأقل من الجنيه، كإحدى طرق دعم الاقتصاد المصري الذي يعاني من أزمات طاحنة، منذ استيلائه على السلطة عبر انقلاب عسكري في 3 يوليو/ تموز 2013.

وقال «السيسي»، «أنا عايز الفكة دي شوفولي حل»، مشيرا إلى أن هذا المقترح سيوفر له تمويلا كبيرا من ملايين الجنيهات.

سقطة واعتذار

اللافت اعتذار «السيسي» للمواطنين المصريين في سيناء بعد أن اتهمتهم وسائل اعلام مصرية بالتعاون مع الارهابيين خلال المعارك التي يخوضها الجيش هناك.

جاء ذلك ردا على انتقادات سيدة سيناوية خلال جولة حوارية للرئيس المصري مع الشباب على هامش المؤتمر الوطني بمحافظة الإسماعيلية.

وشنت السيدة المصرية، وتدعى «شيماء»، هجوما حادا على منظمي الجولة الحوارية بعد أن تضمن الـ«برومو» الخاص به تصوير أهالي سيناء بالمتعاونين مع الإرهابيين، لافتة إلى أن العرض لم يذكر أي شيء عن شمال سيناء، سوى محاربة الإرهاب فى جبل الحلال «وكأنه صور السيناويين بأنهم إرهابيين»، حسب قولها.

وعلى الفور رد عليها «السيسى» قائلًا: «حقك علينا دى سقطة كبيرة، إننا مناخدش بالنا، وأرجو أن صوتي يصل إلى أهالي سيناء متزعلوش ومنقصدش أبدا»(فيديو).

ولم يتطرق «السيسي» للتسريب الأخير الذي بثته قناة «مكملين» الفضائية، ويظهر جنودا مصريين مدعومين بميليشيا محلية يقومون بتصفية عدد من الشباب السيناوي العزل، وما إذا كان يراه سقطة تستوجب الاعتذار والتحقيق أم لا.

وأضافت المواطنة السيناوية «نريد تسهيلات لحياتنا فقط، والله مش هنحارب الإرهاب إلا بالتنمية، لن نحارب بالرصاص، نريد مشاركة مجتمعية من شعب سيناء مع الجيش والشرطة»، مطالبة بعودة اللجان الشعبية فى شوارع سيناء.

وتشهد مصر أزمة اقتصادية طاحنة بسبب خروج استثمارات أجنبية وتراجع عائدات السياحة وقناة السويس، فضلا عن انخفاض ملحوظ في تحويلات المصريين العاملين بالخارج، وانهيار العملة المحلية، وتدهور الأوضاع الاقتصادية والأمنية في البلاد.

وكثيرا ما يثير الرئيس المصري الصخب والسخرية على مواقع التواصل، كان الأكثر صخبا في 24 فبراير/شباط الماضي، خلال إطلاق إستراتيجية مصر للتنمية المستدامة «رؤية مصر 2030»، حينما تحدث «السيسي» عن مستويات الفقر في مصر، قائلا: «والله العظيم أنا لو ينفع أتباع أتباع.. علشان أجيب فلوس للمصريين».

تحول الأمر إلى عدد من الهاشتاجات، منها «رئيس للبيع»، و«أبيع نفسي» متصدرا مواقع التواصل الإجتماعي، زاد الأمر سخرية عندما قام أحد المصريين بعرض «السيسي» للبيع على موقع «ebay».

وتضمن العرض بيع «مشير وطبيب للفلاسفة بخلفية عسكرية استعمال طبيب»، وتخطى ثمن «السيسي» الـ100 ألف دولار، وذلك قبل أن يقدم الموقع على إغلاق الصفحة بعد ساعات من نشرها.

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

عبد الفتاح السيسي المؤتمر الوطني للشباب محافظة الإسماعيلية سيناء الانتخابات الرئاسية