حصري: روسيا سحبت قوات من قاعدة غربي مصر إثر اكتشاف أمريكا تواجدها

الخميس 27 أبريل 2017 07:04 ص

أكد مصدر مصري مطلع صحة التقارير التي تناقلتها وكالات أنباء غربية الشهر الماضي بشأن نشر روسيا قوة عسكرية في أحد القواعد العسكرية في غرب مصر، على بعد 100 كم من ليبيا.

وأوضح المصدر، في تصريحات خاصة لـ«الخليج الجديد»، أن تلك القوات تمركزت في قاعدة جوية بمدينة سيدي براني، وكانت عبارة عن منظومة استطلاع روسية قوامها 22 فرداً ومزودة بعدد من الطائرات بدون طيار، والغرض المعلوم منها مساعدة قوات «خليفة حفتر» التي تعرضت، آنذاك، إلى انتكاسة عسكرية عندما خسر الموانئ النفطية التي كانت تسيطر عليها في منطقة «الهلال النفطي» إثر هجوم مباغت من قوات «سرايا الدفاع عن بنغازي».

لكن المصدر قال إن الجانب الروسي أقدم على سحب قواته من سيدي براني بمجرد إذاعة تسريبات عنها،  معتبرا أن تلك الخطوة تضفي ضبابية وغموضاً على الموقف الروسي من الأوضاع في ليبيا، وتشير إلى التردد الروسي في تسليح ودعم قوات «حفتر» عسكرياً.

وفي 13 مارس/آذار الماضي، نقلت وكالة «رويترز» للأنباء عن مصادر أمنية مصر ومسؤولين أمريكيين ودبلوماسيين غربيين أنباء نشر القوة الروسية في قاعدة جوية بمدينة سيدي براني.

لكن وزارة الدفاع الروسية والمتحدث باسم الجيش المصري سارعا في اليوم ذاته إلى نفي صحة تلك الأنباء آنذاك. (طالع التفاصيل)

ومع ذلك أصر مسؤول أمريكي، في تصريحات نقلتها وكالة «فرانس برس» للأنباء، في 14 مارس/آذار، على التمسك برواية وجود قوات روسية في مصر. (طالع التفاصيل)

وعن ذلك، قال المصدر المصري المطلع لـ«الخليج الجديد» إن الأمريكيين كانوا متأكدين عبر مصادرهم من تواجد القوات الروسية في مصر، وأن إعلانهم عن ذلك كان بهدف تشكيل ضغط من الداخل الليبي لمواجهة النوايا الروسية لتصعيد نفوذهم أراضي بلادهم.

وجاء الحديث عن نشر القوات الروسية، آنذاك، متزامناً مع زيارة أداها «حفتر» إلى موسكو؛ حيث التقى وزيري الدفاع والخارجية الروسيين.

ولا تخفي واشنطن قلقها الكبير من تصاعد النفوذ الروسي في ليبيا؛ الدولة الغنية بالنفط التي تحولت إلى مناطق متناحرة في أعقاب انتفاضة 2011 على «معمر القذافي»، الذي كانت تربطه علاقات وثيقة بالاتحاد السوفييتي السابق.

والشهر الماضي، اتهم قائد القوات الأمريكية في أفريقيا، الجنرال «توم والد هوسر»، روسيا بمحاولة ممارسة نفوذ في ليبيا بوسائل عسكرية وصفقات نفط أو أسلحة.

وخلال الأشهر الأخيرة، يبذل «حفتر» مساع للحصول على مزيد من الدعم العسكري عدة أطراف دولية في مقدمتها روسيا وأمريكا ومصر والإمارات.

وفي هذا الإطار، زار «حفتر» روسيا مرتين في نوفمبر/تشرين الثاني 2016 ومارس/آذار 2017 وأمريكا في ديسمبر/كانون الأول 2016، ومصر في يناير/كانون الثاني 2017، والإمارات في أبريل/نيسان 2017.  

كما كشفت مصادر أردنية وليبيا مطلعة، لـ«الخليج الجديد» أن «حفتر» التقى في الأردن يومي 18 و19 مارس/آذار الماضي السفير الأمريكي لدي ليبيا «بيتر وليم بوود»، والملحق العسكري الروسي لدى السعودية، وجدد مطالبة بالدعم العسكري لقواته.   (طالع التفاصيل)

ووفق مراقبين، يرجئ الدعم الإماراتي المصري المدعوم من روسيا لقوات «حفتر» الروسي مساعي الحل السياسي في ليبيا الممزقة بين عدة حكومات ومجموعات مسلحة متنازعة على الأرض، خاصة في ظل استمرار الخلاف بشأن تعيين خلف للمبعوث الأممي «مارتن كوبلر» بعد الرفض الروسي القاطع  لترشيح الدبلوماسي الأمريكي «ريتشارد ويلكوكس» للمنصب.

ويعتبر هذا الرفض الروسي ثاني محطات الجدل خلال الآونة الأخيرة بشأن ترشيح مبعوث جديد لحل الأزمة، بعد أن طالته انتقادات عديدة من الفرقاء الليبيين.

  كلمات مفتاحية

روسيا مصر حفتر سيدي براني قوات طائرات بدون طيار

خاص: ضباط روس يشرفون على مطار «بير عريضة» العسكري وسط مصر