«حكمتيار» يدعو للسلام وينتقد طالبان: حربكم لا معنى لها وغير شرعية

الأحد 30 أبريل 2017 05:04 ص

طالب رئيس الحزب الإسلامي بأفغانستان «قلب الدين حكمتيار»، بإنهاء الحرب في بلاده حقنًا للدماء، موجها انتقاد لحركة «طالبان» ووصف الحرب التي تقودها بأنها «لا معنى لها وغير شرعية». 

وفي أول خطاب له بعد ظهوره العلني أمام وسائل الإعلام، دعا «حكمتيار»، وهو أحد أبرز أمراء الحرب في أفغانستان، حركة «طالبان» إلى وقف القتال، وقال لحشد من مؤيديه وسياسيين أفغان حضروا لاستقباله في إقليم لغمان شرقي العاصمة كابل: «أدعوكم للانضمام لقافلة السلام ووقف تلك الحرب غير المقدسة التي لا جدوى منها ولا معنى لها، أريد أفغانستان إسلامية وحرة وفخورة ومستقلة».

ويعد هذا هو أول خطاب رسمي لـ«حكمتيار» بعد نجاح عمليه السلام بينه وبين الحكومة في كابل، بعد موافقة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في فبراير/ شباط الماضي على إسقاط عقوبات مفروضة على «حكمتيار»، مما مهد الطريق لعودته إلى أفغانستان، والانخراط المزمع في العملية السياسية ولعب دور في إحلال السلام في بلاده، بحسب صحيفة «الشرق الأوسط».

كما دعا «حكمتيار»، جميع الأطراف المعنية بالحرب والقادة الآخرين إلى الاجتماع معًا، لإيجاد حل دائم ينهي الأزمة المستمرة في البلاد منذ سنوات، وأضاف قائلًا: «لنوقف هذه الحرب المدمرة من أجل الله».

كما انتقد زعيم الحزب الإسلامي، الهجوم الذي نفذته حركة «طالبان» بداية الشهر الحالي ضد جنود قاعدة «فيلق شاهين 209»، في مزار شريف، بولاية بلخ شمالي البلاد؛ ونتج عنه مقتل 140 جندي أفغاني، وقال: «الحرب التي تقودها طالبان ضد الحكومة الافغانية لا معنى لها، وغير شرعية».

وبحسب وكالة «خاما» الأفغانية، طالب «حكمتيار» القيادة في «طالبان» بعدم تكرار أخطاء الماضي.

وتابع: «عندما كانت هناك حاجة إلى الجهاد فعلنا ذلك، وعندما كانت هناك حاجة إلى السلام نحن (الحزب الإسلامي) انضممنا لعملية السلام».

وعاد حكمتيار، إلى بلاده بموجب اتفاق السلام الذي أبرم في سبتمبر/ أيلول الماضي، بينه وبين الرئيس الأفغاني «أشرف غني».

وينص الاتفاق المذكور على إخراج اسم «حكمتيار» زعيم الحزب، وأعضائه من اللائحة السوداء الدولية، إلى جانب إنشاء ثكنة خاصة بهم في كابول، ليتمكنوا من الإقامة فيها بأمان، مع إمكانية استفادتهم من الدعم الحكومي، وإطلاق سراح أعضاء الحزب من السجون الأفغانية.

كما يقضي الاتفاق بعدم خضوع «حكمتيار» لأي محاكمات سياسية أو عسكرية تتعلق بما قام به في الماضي

وفي أعقاب الاتفاق، عاد معظم أنصار «حكمتيار» إلى البلاد، بما فيهم نجله «حبيب الرحمن»، بعد أن كانوا يقيمون بمخيمات اللاجئين الباكستانية. 

من جانبها، 

رحبت الحكومة الأفغانية، بعودة «حكمتيار» إلى أرض الوطن، حيث قال مكتب الرئيس «أشرف غني» في بيان إن «عودة زعيم الحزب الإسلامي حكمتيار ستكون لها آثار مهمة على تحقيق السلام والاستقرار والرخاء والتنمية في كل الجوانب».

لكن الاتفاق المبرم بين الحزب الإسلامي بقيادة «حكمتيار» والحكومة الأفغانية تعرض لانتقادات من بعض الأفغان ومن جماعات مدافعة عن حقوق الإنسان، بسبب العفو الذي منحه لـ«حكمتيار» والكثير من مقاتليه الذين خرجت الدفعة الأولى منهم من سجن بول شرخي في كابل.

حيث علق بعض المحللين الأفغان ونشطاء في مجال حقوق الإنسان على عودة «حكمتيار» بهذه الطريقة بأنها سوف تضيف إلى ثقافة الإفلات من العقاب وأنها إهانة لضحايا الانتهاك بحقوق الإنسان.

وكانت الولايات المتحدة الأميركية التي تقود حملة عسكرية دولية في أفغانستان على مدى السنوات الخمس عشرة الماضية صنفت حكمتيار على أنه «إرهابي عالمي» خلال اختبائه لنحو 15 عاما.

غير أن قادة أمريكيين وغربيين أشادوا بالاتفاق معه على أمل أن يساعد في التوصل لاتفاق سلام أشمل في أفغانستان.

ولعب «حكمتيار»، دورًا مهمًا في الكفاح ضد القوات السوفيتية التي احتلت البلاد 1979، فضلًا عن دوره البارز في الحروب الداخلية، ولجأ إلى إيران، عقب سيطرة طالبان على البلاد 1996، ثم عاد إلى أفغانستان بعد الحرب التي شنتها أمريكا 2001، وحارب مع فصائل «المقاومة» الأخرى، ضد «التحالف».

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

حكمتيار طالبان أفغانستان الحزب الإسلامي بأفغانستان