اليمن.. قرارات «هادي» تثير انقساما حادا داخل «الحراك الجنوبي»

الأحد 30 أبريل 2017 05:04 ص

أثارت قرارات الرئيس اليمني «عبدربه منصور هادي» والتي تضمنت الإطاحة بمحافظ عدن، «عيدروس الزبيدي» وقائد حزامها الأمني الوزير «هاني بن بريك» الموالين للإمارات، حالة من الانقسام داخل «الحراك الجنوبي».

ونقلت صحيفة «العربي الجديد» عن مصادر محلية في عدن، أن تيار «الحراك الجنوبي» الذي يعتبر «الزبيدي» أحد رموزه، بدأ خلال الأيام القليلة الماضية بلملمة صفوفه، تحت مسمى «المقاومة الجنوبية» و«الشرعية الثورية الجنوبية»، في مواجهة القرارات التي أصدرها «هادي».

وقالت المصادر إنه وعلى الرغم من التضامن الغالب في أوساط «الحراك»، وما يسمى بـ«المقاومة الجنوبية» مع «الزبيدي»، إلا أن هناك تباينا بين من يرى أن قرار إقالة المحافظ، لا يجب أن يمر، ومن يطالب «الزبيدي» بقبوله والعودة إلى النشاط القيادي في إطار «المقاومة»، وأن يترك الفرصة للمحافظ الجديد المعين «عبدالعزيز المفلحي» لممارسة مهامه.

وأشارت المصادر إلى أنه من غير المستبعد أن يعود «الزبيدي» للمضي بتأسيس ما يسمى بـ«الكيان الجنوبي»، الذي كان قد دعا إلى تأسيسه في سبتمبر/أيلول العام الماضي.

وأظهرت ردود الفعل على المستوى الشعبي وقيادات «الحراك الجنوبي»، أو تلك الناشطة في إطار فعالياته، انقساما واضحا داخل «الحراك» بين من يقف مع «الزبيدي»، الذي يمثل أقوى تيار داخله، بل ويعتبر من مؤسسيه في محافظة الضالع، التي كانت خلال السنوات العشر الماضية تزخر بأخبار فعاليات «الحراك» والحوادث الأمنية، وأحيانا المواجهة المسلحة بين مسلحين تابعين إلى «الحراك» وقوات الجيش والأمن في المحافظة.

وأوضحت المصادر أن القسم الثاني من القيادات الجنوبية الفاعلة في «الحراك»، أو على الساحة الجنوبية بشكل عام تقف إلى جانب «هادي» الذي بدأ باستقطابها منذ سنوات، بما في ذلك الفترة التي عقد فيها مؤتمر الحوار الوطني، فضلا عن وجود قسم من القيادات الجنوبية يرى أهمية للوقوف مع الشرعية و«التحالف العربي»، واعتبار ذلك الخيار الأمثل للعمل من أجل الجنوب وأمنه واستقراره، بما في ذلك، بعض من يعتبر الانفصال خيارا مطروحا.

وبحسب المصادر ذاتها، فإن هناك انقساما ثالثا غير معلن، ويتعلق بالموقف من «مؤتمر حضرموت الجامع»، الذي عقد في أبريل/نيسان الحالي، وأعلن مشروعا ذا صبغة حضرمية، لم تشر إلى الجنوب أو اليمن، لافتة أن قيادات «الحراك» العليا، حضرمية المولد، وأبرزها نائب الرئيس الأسبق «علي سالم البيض»، وكذلك رئيس أول حكومة في دولة الوحدة «حيدر أبوبكر العطاس».

ويعتبر البعض قرار إبعاد «الزبيدي» خطوة قد تؤدي إلى التحرك ضد الشرعية، فيما يرى البعض الآخر أنها تعيد النشاط ذا الطابع الجنوبي إلى الحياة، بعد أن دخل في مرحلة جمود، مع تعيين العديد من قياداته في السلطات المحلية في محافظات عدن ولحج والضالع وأبين، أو عسكرية وأمنية في القوات التي نشأت حديثا، وذلك في الفترة التي تلت إعلان تحرير المحافظات الجنوبية من الانقلابيين في أغسطس/آب 2015.

وقد أطاح الرئيس اليمني «عبدربه منصور هادي»، الخميس الماضي، بعدد من أبرز القوى التي عرف عنها أنها تميل في ولائها لأطراف أخرى خارج إطار منظومة الشرعية، كان من بينها محافظ عدن اللواء «عيدروس الزبيدي»، وقائد حزامها الأمني الوزير «هاني بن بريك» رجل الإمارات الأول.

في أعقاب ذلك، شن الفريق «ضاحي خلفان»، نائب رئيس الشرطة والأمن العام في إمارة دبي، هجوما حادا على «هادي»؛ وطالب بتغييره، زاعما أنه رئيس يفرق ولا يجمع، وأنه سبب أزمة اليمن.

وحرض «خلفان» على انفصال الجنوب اليمني، مفصحا لأول مرة عن مخطط إماراتي تحدثت عنه لفترة طويلة أطراف يمنية عدة.

وأثار قرار «هادي» امتعاض وسخط قادة إماراتيين، وسط تأييد يمني سعودي للخطوة، حيث انتقد وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية «أنور قرقاش»، ضمنيا إعفاء الوزير «هاني بن بريك» من منصبه، فيما وصف «علي النعيمي» مدير عام مجلس أبوظبي للتعليم الوزير المقال بأنه «بطل المقاومة الحقيقي».

وشهدت عدن، عقب تلك القرارات تحركات لمجموعات موالية للإمارات، حيث احتشد موالون لـ«الزبيدي» بجواره، وحاصروا مطار عدن.

ووصف مراقبون القرارات التي اتخذها الرئيس اليمني بالإطاحة عدد من القيادات المقربة من الإمارات لعدم تعاونهم معه وتكبرهم عليه بالضربة الساحقة لنفوذ أبوظبي في عدن خاصة واليمن عامةـ معتبرين أن تلك الخطوة تدلل على أن الخلاف بين «هادي» وأبوظبي لم يعد قابلا للإخفاء.

ويتهم مقربون من «هادي»، الإمارات التي تهيمن عسكريا على جنوب اليمن بتقليب أهل الجنوب على الشرعية، ودعم حركات انفصالية، والعمل على إفشال الرئيس الشرعي، وهو ما تنفيه أبوظبي التي تتهم «هادي» بتفضيل دعم حزب «التجمع اليمني للإصلاح»، الجناح السياسي لـ«جماعة الإخوان المسلمين» في اليمن.

وعلى صعيد داخلي، اعتبر المجلس الأعلى للحراك الثوري أكبر المكونات في الحراك الجنوبي اليمني (موالي للإمارات)، قرار الرئيس «عبدربه منصور هادي» بعزل محافظ عدن «عيدروس الزبيدي» ما هو إلا إعلان حرب جديدة على الشعب العربي في الجنوب، ومحاولة إعادة وضع الجنوب إلى ما كان عليه قبل حرب العام 2015.

ودعا المجلس في بيان «الزبيدي» وزملاءه إلى الثبات والصمود وعدم تسليم العاصمة عدن لقوى الإصلاح ونظام الاحتلال و«محسن الأحمر» والشرعية المزيفة، حسب وصف البيان.

ووفقا للبيان، طالب المجلس الأعلى للحراك الثوري أبناء الجنوب بإفشال القرار وغيره من القرارات الأخرى، الذين يعيدون من خلاله الاحتلال اليمني على أرض الجنوب، عبر تنفيذ المظاهرات والمسيرات والتحشيد الشعبي في الاتجاهات والمواقع والأماكن التي تتواجد بها قوى النظام والاحتلال وطرد القوات التي تحاول السيطرة على الوضع من جديد.

وفي سياق متصل، من اعتبر بيان صدر عن «حزب رابطة أبناء الجنوب العربي»، أن ما جرى من قرارات رئاسية مساء الخميس الماضي، ما هي إلا مؤامرة دبرها من يحيطون بالرئيس «هادي»، وفق ما جاء في البيان.

أصدرت قيادة المقاومة الجنوبية في المنصورة بيانا أعلنت فيه دعمها ومساندتنا للمحافظ لـ«الزبيدي» ضد ما أسمته محاولات استهدافه من قبل حزب «الإخوان»، مشددة على أنها  لن تعترف بقرارات وصفتها بـ«الإخوانية» الغرض منها الفتنه بين أبناء الوطن الواحد وشق الصف الجنوبي، حسب زعمها.

من جهة أخرى، التقى العاهل السعودي الملك «سلمان بن عبدالعزيز»، مساء أمس السبت، الرئيس اليمني «عبدربه منصور هادي»، وجدد التأكيد على حرص المملكة على دعم شعب اليمني وحكومته الشرعية بكل ما من شأنه تحقيق الأمن والاستقرار في الأراضي اليمنية، فيما أعرب «هادي» عن بالغ شكره للملك «سلمان» على ما تقدمه المملكة ودول تحالف دعم الشرعية في اليمن من جهود كبيرة لحماية ودعم اليمن وشعبه.

وفي ذات السياق، التقى السفير الأمريكي لدى اليمن «ماثيو تولر» بمحافظ عدن المعين حديثا «عبدالعزيز المفلحي» وأكد دعم الإدارة الأمريكية للشرعية في اليمن، ولتوجهاتها التي تتخذها لمصلحة الشعب اليمني، معلنا عزم سفارة واشنطن فتح مكتب لها في عدن خلال الأيام القليلة المقبلة.

  كلمات مفتاحية

اليمن الإمارات السعودية عدن هادي الزبيدي المفلحي الحراك الجنوبي

النفوذ في باب المندب وتقسيم البلاد.. كاتب يكشف أجندة الإمارات في اليمن