كاتب إيراني: روسيا وأمريكا تقتسمان الكعكة السورية وطهران تبحث عن سياسة جديدة

الأربعاء 3 مايو 2017 05:05 ص

صرح الكاتب الإيراني «موسوي كاهلاخالي» بأن روسيا والولايات المتحدة تقتربان من اتفاق ضمني بشأن تقسيم الكعكة السورية بينهم.

وحسبما نقلت صحيفة «الشرق الأوسط»، قال الكاتب: «ربما نجد أنفسنا في وقت قريب مهمشين تماما من قبل القوى العالمية العظمى في الداخل السوري».

وأعرب عن خشية طهران من أن ينتهي الأمر بروسيا بخطة لتقسيم سوريا، تحتل فيها مناطق النفوذ الخاصة بها، إلى جانب مناطق النفوذ الأخرى الخاضعة لسيطرة الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها، ومن بينهم تركيا.

وأوضح الكاتب أن سوريا لم تعد تتصدر عناوين الأخبار الرئيسية في وسائل الإعلام الإيرانية الخاضعة لسيطرة الحكومة، مشيرا إلى أنه عند العطف على ذكر سوريا في الصفحات الداخلية من مختلف المطبوعات، يتم تصويرها على أنها «قضية من القضايا الدولية» التي تلعب فيها روسيا، وليست الجمهورية الإسلامية في إيران، الدور الرئيسي بالنيابة عن جبهة المقاومة، التي كان من المفترض أن تتزعمها إيران نفسها.

كما تعكس التغطيات الإخبارية حول سوريا في مختلف وسائل الإعلام الحكومية الإيرانية، أن الأفراد العسكريين الإيرانيين، الذين تحملوا الخسائر الفادحة خلال الـ18 شهرا الماضية، تلقوا الأوامر بالابتعاد عن وسائل الإعلام، والبقاء بعيدا أيضا عن المشاركة المباشرة في العمليات العسكرية داخل سوريا.

وبحسب الكاتب، تم إغلاق مركزي تسجيل «المتطوعين للاستشهاد» دفاعا عن «الأضرحة المقدسة» داخل سوريا، وكان مقرهما في طهران ومشهد، وذلك لأغراض إعادة التنظيم كما قيل.

وأضاف: «منذ شهور، ظلت مشاعر التعاسة، وربما السخط، تتصاعد وباطراد في الداخل الإيراني جراء المشاركة الرسمية في المستنقع السوري، وخلال الأسبوع الماضي، تعرض أحد كبار المخططين الاستراتيجيين في الحرس الثوري الإيراني، الملقب إعلاميا باسم (كيسنجر الإسلامي)، وهو الدكتور حسن عباسي، إلى هجوم شديد من جانب الطلاب في تبريز، حيث كان يقود حملة بالنيابة عن مرشح الانتخابات الرئاسية الإيرانية آية الله إبراهيم رئيسي، وهو أحد المرشحين الستة المعتمدين في سباق الانتخابات الرئاسية الحالي»، موضحا أن موضوع الانتقادات اللاذعة من جانب الطلاب يدور حول التضحيات الكبيرة للغاية التي قدمتها إيران في الحرب السورية لهدف وحيد، ألا وهو منح روسيا «ورقة إضافية» تستخدمها في لعبة القوة والنفوذ ضد الولايات المتحدة الأمريكية.

وأفاد الكاتب بأن بعض المصادر من داخل وسائل الإعلام الخاضعة لسيطرة الحكومة تزعم أنهم تلقوا «تعليمات» بعدم طرح أسئلة على المرشحين الرئاسيين، أو من يمثلونهم، تتعلق بالأوضاع في سوريا، مشيرا إلى أن المرشحين الرئاسيين أنفسهم تلقوا تعليمات كتابية في ذات السياق نفسه. وأضاف الكاتب الإيراني أن الجنرال «مسعود جزائري» المتحدث الرسمي الرئيسي باسم القوات المسلحة الإسلامية، قال: «لقد طلبنا -كتابيا- من المرشحين الرئاسيين وموظفي حملاتهم الانتخابية عدم التعرض للقضايا المتعلقة بالشؤون العسكرية والدفاعية والمنطقة».

وبين الكاتب أن التقارير التي تشير إلى رغبة إيران في بقائها بعيدا عن الأنظار، أثارت قدرا من القلق لدى حاشية «بشار الأسد» في دمشق، قائلا: «يحتاج بشار الأسد إلى المزيد من الرجال لاستكمال الحرب، وهو يعلم تماما أن حلفاءه في تنظيم (حزب الله) اللبناني قد بلغوا أقصى حدود قدراتهم الديموغرافية، ولم يبق إلا إيران وحدها القادرة على إرسال أعداد كبيرة من المقاتلين، بما في ذلك المرتزقة من أفغانستان، وباكستان، والعراق.

وأشار إلى أن «الأسد» أرسل وزير دفاعه الفريق «علي عبدالله أيوب»، إلى طهران لممارسة الضغوط لأجل إرسال المزيد من الجنود من قبل إيران إلى سوريا، ولقد التقى مع نظيره الإيراني، العميد «حسين دهقان» الذي كان يؤكد عزم إيران المساعدة في الدفاع عن سوريا ضد أعدائها ومحاربة الإرهاب، إلا أنه أحجم عن الوعد بإرسال المزيد من المقاتلين الإيرانيين إلى سوريا، موضحا أن إيران تعتزم أن يقتصر دورها في سوريا على المشورة والإسناد التقني فحسب.

وأضاف أن تلك الرسالة تأكدت من خلال تصريحات الجنرال «محمد باكبور» قائد القوات البرية في «الحرس الثوري» الإيراني، الذي قال: «ليست هناك حاجة إلى إرسال الوحدات العسكرية من إيران، بدلا من ذلك، سوف تركز إيران على إرسال المستشارين والفنيين».

وقال الكاتب إنه قد يكون من السابق لأوانه الإعلان عن أية تغيرات جذرية في التحليلات الإيرانية للأوضاع السورية، إلا أنه أكد أن السياسة التي اعتمدتها إيران خلال السنوات الست الماضية قد بلغت ذروتها، ويجرى حاليا البحث عن سياسة جديدة.

المصدر | الشرق الأوسط + الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

سوريا إيران روسيا الولايات المتحدة الحرس الثوري الأسد