مصادر ليبية تتوقع لقاء «السيسي» بـ«السراج» و«حفتر» في الإمارات

الأربعاء 3 مايو 2017 10:05 ص

توقع مصدر مقرب من رئيس المجلس الرئاسي الليبي «فائز السراج»، أن يلتقي والمشير «خليفة حفتر»، بالرئيس المصري «عبد الفتاح السيسي»، اليوم الأربعاء، في العاصمة الإماراتية أبوظبي.

ونقلت وكالة «سبوتنيك»، عن المصدر قوله، إن «اللقاءات الحالية وما توصلت له المباحثات بين الطرفين، وجدول اجتماعاتهم تبقى أمورا سرية لضمان نجاح مساعي التوصل لاتفاق».

وأضاف أن هناك «احتمال بإجراء لقاء آخر بين حفتر والسراج في القاهرة قريبا، لكن موعده لم يتحدد بعد».

وتوجه «السيسي»، الأربعاء، إلى أبوظبي في زيارة تستغرق يومين، وفقا لبيان رئاسي صدر، مساء الثلاثاء.

وأمس، قال مصدر ليبي آخر، لموقع «العربية نت»، إن لقاءا مرتقبا بين «السيسي» و«السراج» و«حفتر» سيعقد على هامش زيارته للإمارات.

كما قال موقع «البوابة نيوز» المعروف بقربه من الدوائر الرسمية والأمنية في البلاد، إن «السيسي» سيشارك في إعلان المجلس الرئاسي الليبي الجديد.

وأضاف أنه سيتم خلال المؤتمر الإعلان عن مجلس رئاسي جديد في ليبيا، يضم «فايز السراج» (رئيس المجلي الرئاسي لحكومة الوفاق)، و«خليفة حفتر» (قائد القوات المنبثقة عن مجلس النواب في منطقة طبرق)، و«عقيلة صالح» (رئيس مجلس النواب)، موضحاً أن أعضاء المجلس سيحضرون ذلك المؤتمر.

وفي وقت سابق أمس، أفادت وسائل إعلام ليبية مقربة من «حفتر» بأن الأخير اتفق مع «السراج»، خلال لقاء في أبوظبي، على عدة نقاط هامة بينها إجراء انتخابات عامة في البلاد في غضون 6 أشهر، وتوحيد الجيش (دون توضيح من سيقوده).

كما تضمن الاتفاق - وفق المصادر ذاتها وبينها قناتا «قناة 218» و«ليبيا الحدث» - حلحلة معظم النقاط الخلافية، وفي مقدمتها الاتفاق على طرح إلغاء المادة الثامنة من الاتفاق السياسي (اتفاق الصخيرات)، وإعادة هيكلة رئاسي الوفاق، وتشكيل حكومة منفصلة ومستقلة عن رئاسي الوفاق، ومعالجة قضية المهجرين والنازحين، وحل أزمة الجنوب.

ولقاء أمس، هو الثاني بين «حفتر» و«السراج» بعد اجتماع في يناير/ كانون الثاني 2016 إثر تعيين الأخير رئيسا للمجلس الرئاسي لحكومة «الوفاق الوطني»، المعترف بها دولياً.

وجاء اللقاء، بعد نحو شهر ونصف من تعثر مساع مصرية لعقد لقاء آخر بين الرجلين بالقاهرة نتيجة رفض «حفتر»؛ وهو ما أرجعه مراقبون إلى ضغوط إماراتية على الأخير لرغبتها في استضافة اللقاء بدلاً من القاهرة.

وأوضح هؤلاء المراقبون، في وقت سابق لـ«الخليج الجديد»، أن الإمارات تريد من وراء ذلك إحراز «نصر دبلوماسي» على الساحة الدولية، حال أثمر اللقاء عن انفراجه في الأزمة الليبية، فضلا عن ضمان اتفاق يتوافق مع مآربها في ليبيا.

كما جاء اللقاء بعد مساع أمريكية في هذا الصدد.

إذ كشفت مصادر أردنية وليبية مطلعة، لـ«الخليج الجديد»، الأسبوع الماضي، أن «حفتر» عقد، في  18 مارس/آذار الماضي، مباحثات سرية في الأردن مع السفير الأمريكي لدي ليبيا «بيتر وليم بوود». 

وأوضحت المصادر، آنذاك، أن الجانب الأمريكي أبدى استعدادا لدعم قوات «حفتر» بالسلاح وبقوات أمريكية خاصة في مواجهة التنظيمات الإرهابية مثل «القاعدة» و«الدولة الإسلامية».

لكن العرض الأمريكي - الذي تجاوب معه «حفتر»، لم يكن شيكاً على بياض؛ إذ كان مشروطاً بتقليص تعاون الأخير مع الروس، والمضي قدماً في مسار التسوية السياسية المدعومة من الأمم المتحدة لحل الأزمة الليبية، والتعاون مع «السراج»، ووقف العمليات العسكرية ضده. (طالع المزيد)

وكان «حفتر» زار الإمارات في 10 أبريل/ نيسان المنصرم؛ حيث التقى ولي عهد أبوظبي «محمد بن زايد».

وقبل أيام، اعترف رئيس النواب المنعقد في مدينة طبرق، شرقي ليبيا، «عقيلة صالح»، لأول مرة وبشكل علني بالدعم العسكري الذي قدمته الإمارات إلى قوات «حفتر».

وعلى مدى سنوات تناولت تقارير صحفية عدة، عبر مصادر مطلعة واتهامات من أطراف ليبية ودولية، دورا إماراتياً ملحوظاً، بقيادة «محمد بن زايد»، ولي عهد أبوظبي، في دعم قوات «حفتر»، وحتى المشاركة في عمليات عسكرية ضد فرقاء ليبيين؛ الأمر الذي ساهم حسب مراقبين في تأجيج الأزمة السياسية في ليبيا، وخلق حالة من التباعد بين شركاء الوطن الواحد.

والدور الإماراتي – وفق المراقبين – متواجد في كثير من بلدان الشرق الأوسط؛ وخاصة في سياق التحالف مع الأطراف السياسية المناهضة لجماعات الإسلام السياسي، وبصفة خاصة جماعة الإخوان المسلمين، ومن أبرز تلك الأطراف في ليبيا «حفتر».

وتشهد ليبيا حالة انقسام سياسي وفوضى أمنية منذ الإطاحة بالعقيد الراحل «معمر القذافي»؛ ما يجعل العديد من مناطق البلاد تشهد بين الحين والآخر أعمال قتالية بين القوى المتصارعة على السلطة، لا سيما في طرابلس ومحيطها غربا، وبنغازي وجوارها شرقاً، وسبها ومحيطها جنوبا.

وتتجسد الأزمة السياسية الحالية في وجود 3 حكومات متصارعة؛ اثنتان منها في العاصمة طرابلس، وهما «الوفاق»، و«الإنقاذ»، إضافة إلى «المؤقتة» بمدينة البيضاء (شرق)، والتي انبثقت عن مجلس نواب طبرق.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

مصر السيسي الإمارات ليبيا حفتر السراج خلافات مجلس رئاسي