مسؤول كردي: عملية انفصال كردستان عن العراق بدأت بالفعل ورأي الشعب مصدر الشرعية

الخميس 4 مايو 2017 10:05 ص

قال مسؤول كردي عراقي بارز، إن عملية انفصال إقليم كردستان عن العراق قد بدأت بالفعل، مشيراً إلى أن القيادة الكردية ستنفّذ نتائج استفتاء الانفصال، والذي سيُنظم في وقت لاحق من العام الحالي.

وقال مستشار مجلس أمن إقليم كردستان «مسرور البارزاني»، في كلمة بمهرجان للطلبة، اليوم الخميس، إن «رأي الشعب هو مصدر الشرعية، وبتنظيمنا الاستفتاء نريد العودة لرأي الشعب حتى لا يقول المعارضون للاستقلال، إنّ هذا الموقف هو رأي شخص أو رأي حزب معين، ونريد أن نقول للعالم، إنّ قرار الاستقلال هو قرار شعب كردستان بكل مكوناته القومية والدينية».

وبشأن كيفية التعامل مع نتائج الاستفتاء، قال إنّه «احتراماً لإرادة وقرار شعب كردستان إذا ما أراد الاستقلال، فسنخطو نحوه. عملية الاستقلال بدأت بالفعل، وسنصل إلى هذا الهدف في أقرب وقت كما هو مخطط له».

وبشأن انفصال الإقليم، أوضح أن العمل يجري على هذا الموضوع منذ سنوات، وتمت مفاتحة الكثير من الجهات والدول الخارجية وفي المنطقة، حوله. والآن لدى الكرد من الأصدقاء والحلفاء أكثر من أي وقت مضى"، معتبراً أن شجاعة قوات البيشمركة (جيش الإقليم) في الحرب ضد الإرهاب، أظهرت للعالم أن الكرد يستحقون أن يكونوا أصحاب دولتهم المستقلة.

وتطرّق مستشار الأمن بكردستان، إلى العقبات أمام الانفصال عن العراق، قائلاً إن «البعض في الداخل والخارج، يقولون إنّ الوقت ليس مناسباً للاستفتاء، أو يضعون شروطاً كي لا يتم تنظيمه، لكنْ لدينا وقت محدد بهذا الشأن، ونتمنى من جميع الأطراف مشاركتنا في تنظيمه بموعده».

ووصف «البارزاني» نظام الحكم في العراق بأنّه فاشل، معتبراً أن استمراره في الحكم يعني الوصول إلى ذات النتائج الفاشلة.

وقال إن الكرد لن يشكّلوا خطراً على دول المنطقة، مضيفا «لا نريد تغيير الحدود الدولية القائمة سواء العراقية، التركية أو العراقية الإيرانية، أو العراقية السورية، بل نريد رسم حدود جديدة بين شعب كردستان وبقية المناطق العراقية، لذلك فنحن لا نشكل خطورة على مصالح أي جهة أو دولة أخرى».

وكانت رئاسة إقليم كردستان العراق قد أعلنت، مطلع عام 2016، عن توجهها لتنظيم استفتاء غير ملزم لمعرفة رأي سكان الإقليم، البالغ عددهم 5.5 ملايين نسمة، حول الانفصال عن العراق.

ويلقى ذلك الاستفتاء معارضة من نسبة كبيرة من الأحزاب العراقية، ومن إيران أيضاً، فيما تتحفظ نسبة قليلة من الأحزاب الكردية عليه، خوفاً من "إثارة المزيد من المشاكل للإقليم".

ويشهد الإقليم خلافات سياسية بين الأحزاب حول نظام الحكم في الإقليم، حيث تدفع بعض الجماعات لأن يكون برلمانياً دون أن يكون هناك دور لرئاسة الإقليم، وقسم آخر يطالب بنظام متوازن بين البرلماني والرئاسي بحيث تتوزع الصلاحيات على المؤسستين. وكان هذا الخلاف قد أدى إلى تعطل البرلمان وتوقفه عن عقد الاجتماعات منذ نهاية 2015.

واتّهم أكبر الأحزاب الممثلة في البرلمان، وهو الحزب الديمقراطي الكردستاني بشكل غير مباشر إيران بالوقوف وراء تأزم الوضع في الإقليم وتفجر الخلافات السياسية، وخاصة في أعقاب حضور القنصل الإيراني في أربيل جلسة مثيرة للجدل للبرلمان بدعوة من حركة التغيير، التي كانت تقود البرلمان ولها صلات وثيقة بطهران.

كما رفض «التحالف الوطني» الشيعي في العراق مضي إقليم كردستان بإجراءات الاستفتاء على الاستقلال عن العراق.

وأعلن الحزبان الرئيسيان في الإقليم «الديمقراطي الكردستاني» و«الاتحاد الوطني» الشهر الماضي عن تشكيل لجان مشتركة عدة لبحث موضوع الاستفتاء مع بغداد ومع الأطراف السياسية، ومكونات كردستان وقناصل وممثلي الدول التي تمتلك قنصليات في الإقليم، ولجنة أخرى لبحث الموضوع مع دولتي الجوار إيران وتركيا.

يذكر أن رئيس الإقليم «مسعود بارزاني» أكد في 20 مارس/ آذار 2016، أن رغبة شعب كردستان في الاستقلال هي «سلمية وليست تهديدا لأي طرف»، مبينا أن إقليم كردستان سيجري حوارا جديا وصادقا مع بغداد قبل إجراء الاستفتاء من أجل معالجة المشاكل والعلاقات بين الطرفين.

  كلمات مفتاحية

العراق كردستان العراق انفصال