محلل إسرائيلي: توحد قبائل سيناء والجيش يعجل بهزيمة «الدولة الإسلامية»

الخميس 4 مايو 2017 10:05 ص

رغم ما يمثله استنفار القبائل في سيناء حاليا ضد تنظيم «الدولة الإسلامية» وإعلانها الحرب عليه من معنى إيجابي يصب في مصلحة جهود محاربة الدولة المصرية للتنظيم، إلا أن عسكريين وسياسيين حذروا من خطورة هذا التطور ليس على الأمن فحسب، بل على هيبة وتماسك الدولة المصرية.

وأوضح تقرير إسرائيلي أن تنظيم «الدولة الإسلامية» دخل في مواجهة عنيفة مع البدو في شمال سيناء على خلفية صراع السيطرة على المنطقة، مشيرا إلى أن توحد القبائل البدوية مع الجيش المصري ضد «الدولة الإسلامية» يزيد من احتمالات هزيمة التنظيم داخل سيناء والقضاء عليه.

وبحسب التقرير المنشور في موقع «نيوز وان» العبري، قال الكاتب الإسرائيلي «يوني بن مناحيم» المقرب من الدوائر الاستخباراتية في تل أبيب، إن أهم المشكلات التي واجهت الجيش المصري في حربه داخل سيناء، ضد «الدولة الإسلامية»، كانت الافتقار إلى وجود معلومات استخباراتية دقيقة عن أماكن تواجد التنظيم.

وأشار الكاتب في مقاله الذي جاء تحت عنوان «الدولة الإسلامية يتورط في سيناء»، إلى أن المشكلة على وشك الحل، في أعقاب عدة أزمات يواجهها تنظيم «الدولة الإسلامية» خاصة مع قبيلة الترابين البدوية والتي تعد الأكبر داخل سيناء.

ووفق المحلل الإسرائيلي، فإن تنظيم «الدولة الإسلامية» فتح على نفسه عدة جبهات بعد حادث اختطاف عدد من السكان ثم قتلهم، وأيضا العملية الانتحارية بسيارة ملغومة في تجمع للبدو، ما أثار القبائل البدوية تحت قيادة قبيلة الترابين، والتي يعتقد الكاتب أن «الدولة الإسلامية» تورط معها، مستشهدا باختطاف القبيلة لعضو في التنظيم وحرقه حيا.

وذكر أن قبائل البدو ضاقت ذرعا بممارسات التنظيم ضدهم، وقرروا التعاون مع الجيش المصري، رغم رفضهم لذلك خلال السنوات الثلاثة الماضية، مشيرا إلى أن الخلاف الأساسي بين القبائل البدوية و«الدولة الإسلامية» يدور حول أنشطة التعريب لقطاع غزة.

وأوضح المحلل الإسرائيلي أن قبيلة الترابين تسيطر على طرق التهريب بين جنوب رفح وصولا إلى وسط سيناء وبإمكانها منع التهريب لأية جهة تريدها، فضلا عن امتلاكها قوة عسكرية كبيرة وكميات سلاح هائلة لا يمتلكها تنظيم «الدولة الإسلامية» نفسه.

وقد أعلنت قبيلة الترابين، أمس الأربعاء، أنها اعتقلت 10 من تنظيم «ولاية سيناء» بينهم قيادي بارز.

وقال المتحدث باسم القبيلة «موسى الدلح»، عبر صفحته على «فيسبوك»، إن مجموعة من شباب القبيلة قامت، ليلة الثلاثاء، وفجر الأربعاء، بعملية نوعية ناجحة في عقر التنظيم، في منطقة المهدية ونجع شبانة جنوب رفح، أسفرت عن القبض على أحد أخطر قيادات ما يعرف بـ«ولاية سيناء» المدعو «أسعد العمارين» (37 عاما) غير مصري.

كما أعلنت القبيلة عن قتل 8 من التنظيم، واعتقال 3 آخرين، أول أمس الثلاثاء، في هجوم مسلح.

وسبق أن فجر التنظيم سيارة ملغومة في تجمع تابع للقبيلة، في منطقة البرث جنوب رفح.

وفي وقت لاحق، أعلن التنظيم مسؤوليته عن الهجوم، الذي قال إنه أدى إلى مقتل 40 من أفراد قبيلة الترابين وإصابة العشرات، فيما أكدت مصادر من القبيلة أن عدد القتلى والإصابات لم يتجاوز 10 أشخاص.

وتسود حالة من الاستنفار العسكري في جنوب مدينتي رفح والشيخ زويد، منذ وقوع الحادثة التي أشعلت فتيل الصدام بين الطرفين، في 14 أبريل/نيسان الماضي، إثر محاولة تنظيم «ولاية سيناء» اختطاف أحد أبناء القبيلة، واستهدافه أحد المنازل بقذيفة، بعد سلسلة من الاستفزازات التي مارسها التنظيم بحق أبناء القبيلة العاملين في التهريب على الحدود مع غزة.

وتعيش مناطق شمال ووسط سيناء أوضاعا أمنية متدهورة منذ 4 سنوات، خسر خلالها الجيش المصري مئات الجنود، وسقط آلاف المدنيين بين قتيل وجريح ومعتقل، فيما تقطن في سيناء عدة قبائل كبيرة العدد، أهمها الترابين والرميلات والسواركة وغيرها.

صراع طويل يقضى على هيبة الدولة

وأشار خبراء عسكريون إلى أن دخول القبائل على خط المواجهة مباشرة مع التنظيمات المسلحة في سيناء ربما يقوض جهود الدولة في القضاء عليها، إذ قد يتحول الصراع بين بعض القبائل و«الدولة الإسلامية» إلى صراع بين القبائل فيما بينها في حال نجاح التنظيم في استقطاب البعض من شباب أي قبيلة للانضمام إليه.

ورأى خبراء أمن أن وجود حركات مدنية مسلحة، بخلاف قوات الجيش والشرطة، يقضي على نفوذ وهيبة الدولة، ولن تستطيع قوات الأمن التفرقة بين عناصر التنظيم وأبناء القبائل ممن يحملون الأسلحة، ما يجعل من سيناء بؤرة لصراع مسلح طويل الأمد، يمكن أن تتحول إلى مواجهات بين الأمن وأبناء القبائل أنفسهم.

وتسيطر على شمال سيناء 15 قبيلة تعيش كل منها على مساحة من الأراضي تمثل لها النفوذ والسلطة بين باقي القبائل، (والتي يبلغ عدد أفرادها جميعا نحو 300 ألف نسمة)، وهي قبائل السواركة، والترابي والبياضية وبلى والملاعبة والأخارسة والعقايلة والسماعنة والعيايدة والدواغرة والرميلات والرياشات والمساعيد والعكور والفواخرية.

ويطرح البعض من المراقبين حلا وسطا لإدخال قبائل سيناء في المواجهة مع التنظيم عن طريق زيادة أعداد شبابهم الملتحقين بالجيش والشرطة، ما يعطي شرعية لحملهم السلاح في مواجهة التنظيمات المسلحة، وهو المطلب الذي تنادي به أكثر القبائل هناك منذ فترة طويلة.

غير أن ثمة تحديا كبيرا يواجه الحكومة في هذا الشأن، وهو أن الكثير من القبائل مجنسة وبعض سكانها ليسوا مصريين بالأصل، وهو ما يناقض عقيدة الجيش والشرطة في مصر.

وكان الكثير من المتهمين الذين ألقت أجهزة الأمن القبض عليهم أثناء محاولاتهم القيام بعمليات إرهابية، أو ضلعوا بالفعل في حوادث إرهابية تابعين لبعض القبائل، أمثال السوراكة.

وكان هناك نحو 10 متهمين بارتكاب حوادث أو تفجيرات بسيناء، ثبت أنهم من أبناء تلك القبيلة، ونجح تنظيم «أنصار بيت المقدس» -الذي غير اسمه لاحقا إلى «ولاية سيناء»- في استقطابهم.

وحاول الجيش، خلال السنوات الماضية، تجييشها لمصلحته، إلا أنها رفضت ذلك مرارا، بينما دخلت قوات الجيش والشرطة في صدام مع أهالي سيناء منذ ما يزيد عن 3 أعوام، مع تزايد وطأة الانتهاكات التي تطال الأهالي العزل، بما يعرقل أي محاولة للتقارب مع القبائل لمواجهة تنظيم «ولاية سيناء» التابع لتنظيم «الدولة الإسلامية».

ولم يتمكن الجيش المصري من السيطرة على الأوضاع في شمال سيناء، في ظل تطور تكتيكات وعمليات التنظيم المسلح النوعية، والتي تسفر عن عدد كبير من القتلى والمصابين من الجيش والشرطة، مع توسع عملياته إلى مدينة العريش.

  كلمات مفتاحية

مصر سيناء الدولة الإسلامية قبائل الترابين الجيش الشرطة

فيديو.. مسؤول قبلي بسيناء: «الترابين» تقود مبادرة لتوحيد القبائل ضد الإرهابيين

الجيش المصري يعلن تصفية مسلحين إثنين بسيناء

«تنظيم الدولة» يتمدد خارج «سيناء» ويصل إلى 4 محافظات مصرية