«أحرار الشام»: اعتماد النظام على إيران وروسيا حول الثورة السورية إلى مشهد دولي معقد

الأحد 7 مايو 2017 08:05 ص

أوضح «أبو عمار»، القائد العام لحركة أحرار الشام الإسلامية المعارضة، أنه ومنذ ثلاثة أعوام لم يعد هناك جيش سوري تابع للنظام بمعناه العسكري، بفضل العمليات العسكرية التي قامت بها فصائل المعارضة ضد وحداته.

واعتبر أن اعتماد النظام على إيران وروسيا حولت الثورة من ثورة شعبية ضد نظام مستبد ظالم، إلى مشهد دولي معقد، كما ساهم في إطالة أمد الحرب وزيادة معاناة الشعب السوري.

وقال إن التغاضي الأممي عن الدور الروسي – الإيراني في سوريا سيوسع دائرة الصدام خارج الحدود السورية نتيجة للاطماع التوسعية التي يسعى لها هذا الثنائي.

وأشار إلى أن مجزرة «خان شيخون» الأخيرة، والتي استخدم فيها النظام غاز السارين المحرم دوليا، أكبر مثال على اعتماد النظام على دعم روسيا له لدرجة استهتاره بالقوانين الدولية، وعدم اكتراثه بالمجتمع الدولي بسبب ضمانه استخدام روسيا للفيتو لصالحه.

وأكد أن زيادة التوغل الروسي الإيراني في سوريا سيجعل من الحل السياسي أمرا مستبعدا على صعيد الثورة السورية، وعلى صعيد المشهد الإقليمي والدولي.

وأشار إلى أن تشكيلات الثوار المعارضة تمكنت من تدميره (الجيش)، وإخراج معظم وحدات النظام العسكرية خارج الخدمة، فاعتمد النظام على الزج بأبناء طائفته في الحرب، والاعتماد الكامل على مليشيات «حزب الله»، و«الحرس الثوري» الإيراني، ومليشيات شيعية عراقية وأفغانية وغيرها.

وأضاف «مع ذلك استطاع الثوار دحر هذه القوى مجتمعة، وتحقيق انتصارات استراتيجية كبيرة، قبل تدخل القوات الروسية الغازية بشكل مباشر، والاعتماد بشكل كبير على سلاح الجو، واستخدام سياسة الأرض المحروقة، مما أدى إلى تقدم النظام في بعض المناطق، إلا أن فصائل المعارضة ما زالت تمتلك زمام المبادرة في عدة مناطق».

وفيما يتعلق بهجوم محتمل على محافظة إدلب شمال غربي سوريا، اعتبر أنه ليست المرة الأولى التي تطلق فيها قوات الأسد هكذا حملات، حيث قامت مطلع الصيف المنصرم بحملة عسكرية وضع فيها النظام والميليشيات الموالية له ثقلهم الأكبر، وقاموا بالتقدم عبر الريف الجنوبي لحلب في محاولة منهم للوصول إلى إدلب إلا أن محاولتهم تلك باءت بالفشل الذريع وتكبدوا فيها خسائر كبيرة.

واستطرد من المتوقع أن يقدم الروس على الأمر نفسه، لكن الجديد هذه المرة أن النظام والروس يلوّحون باستخدام منظمة “ب ي د” بالإضافة الى الميلشيات الطائفية العراقية والإيرانية.
ولفت إلى أن الروس يسعون من وراء ذلك إلى استخدامها كورقة للضغط على منافسيها.

وأوضح أن توسعة نفوذ هذه الميلشيات يهدف الى السيطرة على الحدود مع تركيا مما يعني الرغبة في إلحاق الأذى بالثورة السورية وتهديد أمن تركيا على حد سواء.

وأكد أن «فصائل المعارضة ستصد العدوان وتفشله في حال وقوعه».

وأشاد «أبو عمار»، بالدور التركي في الثورة السورية، ووقوفها إلى جانب الشعب مع تخلي القريب والبعيد عنها.

وأشار إلى أن تركيا دفعت ثمن ذلك من خلال سلسة تفجيرات استهدفتها، ومحاولة انقلاب وضغوط من عدة جهات دولية تم افشالها.

واعتبر أن لتركيا الجارة دَين في رقاب الشعب السوري وثورته، ما يجعل العلاقة معها مميزة ويدفع لاتجاه تطويرها.

وباركا لتركيا نقطة التحول المهمة؛ المتمثلة بالانتقال إلى النظام الرئاسي مما سيساعدها في تقديم المزيد من الدعم للثورة السورية والمساعدة في رفع الظلم عنه وعن شعوب المنطقة.

وأعرب عن اعتقاده أن «الحرب في سوريا لن تقف قبل إسقاط نظام الأسد بكافة أركانه وهيئاته، وترك الشعب ليختار مستقبله بنفسه، بما يتناسب مع هويته ومبادئه، في ظل سوريا موحدة، دون ضغوطات ولا إملاءات، وبدونه لا يمكن أن تستقر الأوضاع في البلاد، ولا في المنطقة بأسرها، لأن النظام السوري وداعموه هم أكبر رعاة الإرهاب ومصدريه للعالم بشكل مباشر أو بشكل غير مباشر».

وشدد على أنهم وفي ظل هذا المشهد متمسكون بالثورة ومبادئها التي انطلقت من أجلها ولن يحرف بوصلتهم كثرة التدخلات، معربا عن رفضه للحلول المطروحة التي تجمع بين متناقضين وتساوي بين القاتل والمقتول.

وشدد على أن الحركة تشجع أي اندماج ثوري يخفف من الحالة الفصائلية في الساحة، وتأمل أن تكون خطوة هيئة تحرير الشام على هذا النحو، بالرغم اعتراضها على الطريقة والظروف التي تم الاعلان فيها.

ونوه أن عدد من ترك صفوف الحركة وانضم الى هيئة تحرير الشام، لا يتجاوز 4% من تعداد الحركة، إذ أنه تم تضخيم هذه الأعداد من قبل بعض الجهات الإعلامية بشكل منافي للواقع تماماً.

وحول حركة أحرار الشام قال «أبو عمار»: «استطاعت الحركة بتوفيق الله، أن تضع لها بصمة خاصة ضمن النسيج الثوري السوري مما جعلها من التشكيلات القليلة التي تمكنت من المحافظة على تواجدها وفاعليتها لفترة بلغت الست سنوات».

وتابع «فبالإضافة إلى انتشارها في كل الأراضي المحررة، ومشاركتها الفاعلة في عامة المواجهات ضد النظام وتضاعف أعداد المنخرطين في صفوفها باستمرار، فإن الحركة تميزت بوفرة الكوادر من أبناء الشعب السوري، إذ أن أكثر شخصياتها القيادية هم من حملة الشهادات العلمية التخصصية في الهندسة والطب والإدارة والقانون وغيرها، ولعل وفرة هذه الكوادر وتميزها كانت من أهم أسباب بقاء الحركة إلى اليوم رغم مقتل جميع قادة الصف الأول فيها دفعة واحدة في التفجير الغادر قبل ثلاث سنوات».

وحركة «أحرار الشام» هي إحدى فصائل المعارضة المسلحة ذات الطابع الإسلامي التي نشأت إبان الثورة السورية، وذلك باتحاد أربع فصائل إسلامية سورية وهي «كتائب أحرار الشام» و«حركة الفجر الإسلامية» و«جماعة الطليعة الإسلامية» و«كتائب الإيمان المقاتلة»، ولاحقا انضم لها فصائل مسلحة أخرى.

وتنتشر مجموعات حركة «أحرار الشام» على بعض التراب السوري، وقاتلت كتائبها جنباً إلى جنب مع الجيش الحر والفصائل الأخرى ضد جيش نظام «بشار الأسد» وبعض الميليشيات الإيرانية، لكن قوتها الضاربة تتمركز في محافظات إدلب وحلب و حماة حيث برزت قوتها في مواجهة جيش النظام في عدة مواقع كتفتناز وجبل الزاوية ومدينة حلب وسراقب وأريحا و الرقة.

ومنذ منتصف مارس/آذار 2011، تطالب المعارضة السورية بإنهاء أكثر من 44 عاما من حكم عائلة «الأسد»، وإقامة دولة ديمقراطية يتم فيها تداول السلطة، غير أن النظام السوري اعتمد الخيار العسكري لوقف الاحتجاجات، ودفع سوريا إلى دوامة من العنف، ما أسفر عن مقتل أكثر من 250 ألف، بحسب إحصائيات أممية.
 
ودخلت الأزمة منعطفا جديدا، عقب بدء روسيا بمهاجمة مدن وبلدات ومواقع في سوريا، منذ نهاية سبتمبر/أيلول 2015، وتقول موسكو إن هذا التدخل «يستهدف مراكز تنظيم الدولة الإسلامية» الأمر الذي تنفيه كل من واشنطن، وعواصم غربية، وقوى المعارضة السورية التي تقول بدورها إن أكثر من 90% من الأهداف التي يضربها الطيران الروسي لا يوجد التنظيم فيها، وإنما تستهدف المعارضة، ومواقع للجيش للحر.

المصدر | الخليج الجديد + الأناضول

  كلمات مفتاحية

أحرار الشام سوريا النظام السوري روسيا إيران