قبل ثلاث سنوات، ذهبت فتاة من جورجيا إلى الطبيب لأنها كانت مكتئبة. أوصاها بأنواعٍ معينة من الدواء أجدت معها نفعًا في البداية، ولكن ما لبثت أن اندلعت البثور المؤلمة في جميع أنحاء جسدها.
الشابة الأمريكية «خاليا شو»، التي تبلغ من العُمر 26 عاما قالت: «كان كل شيء على ما يرام، ولكن بعد ذلك كنت في ألم مبرح، شعرت وكأن أحدهم أضرم في جسدي النار». فبالفعل كان جلدها يحترق من الداخل والخارج. وغدد العرق لديها ذابت تمامًا.
حيث وصف لها طبيبها المعالج عقار «لاموتريجين» في عام 2014. قبل أن يتم تشخيص «شو» بمتلازمة «ستيفنز جونسون»، وهو اضطراب جلدي نادر، عادة ما يكون سببه رد فعل حاد على دواء أو جرعة غير صحيحة.
وتوضح الشابة عن هذه المتلازمة قائلة: «تتسبب تلك المتلازمة بذبان جلدك حرفيًا، فتبدأ في الاحتراق من الداخل والخارج».
وقد رفعت الشابة دعوى قضائية لازالت قيد الإنتظار، تقول فيها إنها تلقت الجرعة الخاطئة من الدواء ولم تستطع الصيدلية المسؤولة عن بيعه لها، بالإنتباه للأمر.
وتلفت «شو» إلى أنها لا تستطيع تمييز نفسها عند النظر إلى صورها القديمة التي التُقِطَت لها قبل 3 سنوات.
وقد تركت المتلازمة، الشابة الأمريكية بجلد مشوه ومليء بالحروق والندوب. كما بدأت في فقدان رؤيتها. أما الغدد المسؤولة عن عرقها فقد ذابت تمامًا، وأظافر أصابعها لن تنمو مرة أخرى. وأضافت: «لم يحدث ذلك مصادفة، لم يكن هذا مجرد نوع من الحظ العثر في رأيي. حدث ذلك كنتيجة مباشرة لخطأ أحدهم».
ووفقا لإدارة الغذاء والدواء، قفزت أخطاء كتابة العقاقير للمرضي من 16،689 خطأ عام 2010، إلى أكثر من 93،930 في عام 2016. وهذا ما يقرب من 463% زيادة في نسبة الأخطاء.
قضت «شو» خمسة أسابيع في غيبوبة مستحثة طبيا إلى أن بدأت بشرتها في التقشر ببطء. وليس هناك علاج لمتلازمة ستيفنز جونسون، كما يمكنها أن الانتكاس في لحظة ما دون أي مقدمات. وأضاف الشابة حول ذلك: «يقولون لي أن هذا يمكن أن يحدث مرة أخرى، ويقولون لي إذا حدث ذلك مرة اخرى، سيكون أسوأ».
ووفقا للدعوى المرفوعة نيابة عنها، وصلت الفواتير الطبية بالفعل إلى أكثر من 3.45 مليون دولار. ومن المتوقع أن تضيف الرعاية الطبية الواسعة والمطولة المزيد من التكاليف إلى تلك الدعوى.
أحد محامي «شو» يقول: «ما زلنا نرى نفس الأخطاء مرارا وتكرارا. عادة يقوم الصيادلة وهم مشغولون ومسرعون، بملء الكثير من الوصفات الطبية واستخدام التكنولوجيا المتوافرة في الصيدلية لا يكون مناسبًا مع مستوى تدريبهم وخبرتهم»، ويتابع «ترينت سبيكالزى» المحامي: «هذه واحدة من الأشياء المحزنة، والأشياء المروعة حول هذا الموضوع. ولا يزال الأمر يحدث بمعدل مقلق».
وتؤكد «خاليا شو» في تصريحات صحفية: «لم أسمع أبدا عن متلازمة ستيفنز جونسون إلى أن كنت في المستشفى وجلدي يذوب من جسدي، حينها فقط علمت ما هي المتلازمة، بعد أن أُصبت بها».وتلفت إلي أهمية معرفة الناس بأجسامها قبل التعرض للمشكلة، فتختتم قائلة: «اعرف ما هو جسمك وماذا به، واعرف جيدًا الآثار الجانبية لكل ما تتناوله».
