الرئاسة اليمنية تعلن رفضها القاطع لما يسمى «المجلس الانتقالي الجنوبي» المدعوم من الإمارات

الجمعة 12 مايو 2017 04:05 ص

أعلنت الرئاسة اليمنية في وقت متأخر من مساء الخميس، رفضها القاطع لما سمي «مجلس إدارة الجنوب» الذي أعلنته شخصيات مدعومة من الإمارات على رأسهم محافظ عدن المقال «عيدروس الزبيدي».

جاء ذلك في بيان للرئاسة اليمنية عقب اجتماع استثنائي للرئيس «عبدربه منصور هادي» بمستشاريه وحضور نائبه الفريق الركن «علي محسن الأحمر» ورئيس الوزراء «أحمد عبيد بن دغر».

البيان الذي اتسم بالوضوح والواقعية رفض تشكيل مجلس انتقالي لإدارة شؤون البلاد رفضاً قاطعاً، مؤكداً أن تلك التصرفات والأعمال تتنافى كليا مع المرجعيات الثلاث المتفق عليها محليا وإقليميا ودوليا، والمتمثلة في المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني وكذلك قرار مجلس الأمن الدولي 2216 والقرارات ذات الصِّلة.

وقال البيان إن مثل هذه التصرفات «إنما تستهدف مصلحة البلد ومستقبله ونسيجه الاجتماعي ومعركته الفاصلة مع المليشيات الانقلابية للحوثي وصالح ، ولا تخدم الا الانقلابيين ومن يقف خلفهم» في إشارة إلى دولة الإمارات التي تبنت الإشراف على مدن الجنوب عقب تحريرها من مليشيات الحوثي وقوات الرئيس المخلوع «علي صالح»، وتبنت أيضاً التغطية الاعلامية لإعلان مجلس ادارة الجنوب عبر وسائل إعلامها الرسمية.

كما نبه البيان الرئاسي إلى ضرورة مراجعة كافة من عملوا على ما يسمى بالمجلس الانتقالي الجنوبي أو من يقف خلفهم لمواقفهم تجاه هذه الخطوة، ويحثهم على الانخراط الكامل في إطار الشرعية وتوحيد الجهود لتحقيق تطلعات الشعب اليمني في تحقيق خيار الدولة الاتحادية، داعيا في الوقت نفسه من وردت أسماءهم في عضوية المجلس سواءً كانوا من المسئولين أومن غيرهم، لإعلان موقف واضح وجلي منه.

يشار إلى أن قناة «الإخبارية» السعودية قد أذاعت نص البيان ما يعكس موقف رسمي لتأييد المملكة العربية السعودية لمضمونه، ويقاس أيضا في إطار رد المملكة على دعم دولة الإمارات لمثل هذه الإجراءات التي من شأنها أن تلقي بظلالها على سير عمليات الجيش اليمني العسكرية والمسنودة بقوات التحالف العربي ضد طرفي الانقلاب في مختلف الجبهات.

وفي رد سريع على هذا البيان غرد نائب رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، وزير الدولة المقال «هاني بن بريك» على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي «تويتر» بقوله: «سيتبع بإذن الله المجلس العسكري الجنوبي لم نستأذن مخلوقا في تقرير مصيرنا وأرضنا بيدنا وسنموت دونها وخلفنا شعب بإرادة لا تقهر ولن نخضع إلا لله».

وكان محافظ عدن المقال «عيدروس الزبيدي» أعلن في وقت سابق من يوم الخميس، عن تشكيل ما يسمى بالمجلس الانتقالي لإدارة شؤون الجنوب ضم 26 شخصية برئاسته ونائبه «هاني بن بريك».

وضم المجلس عدد من الشخصيات الجنوبية بينهم وزراء ومسئوليين مع الشرعية أبرزهم وزير الاتصالات «لطفي باشريف»، ووزير النقل مراد الحالمي»، إضافة إلى محافظي كلاً من محافظة حضرموت ولحج وشبوه وسقطرى والضالع، وكذلك وكيل محافظة عدن «عدنان الكاف».

إلا أن محافظ محافظة سقطرى اللواء «سالم عبد الله السقطري» سارع في نفى علاقته بالمجلس المعلن، مؤكداً وقوفه الكامل مع الشرعية بقيادة «عبدربه منصور هادي»، وهو ما يدع الباب مفتوحا على مصراعيه لانسحاب عدد آخر من هذا الإعلان.

وزراء ومحافظون يتبرأون من المجلس

كما تبرأ وزراء ومحافظون يمنيون، من المجلس، وقبل أقل من ساعة على إعلان تشكيل المجلس الانتقالي الجنوبي، أعلن عدد من الأعضاء الذين شملتهم التشكيلة الجديدة عدم علمهم بذلك، ورفضهم للإعلان.

وأكد محافظ شبوة «أحمد لملس»، عدم صلته بما يسمى بالمجلس الانتقالي، مستغربا حشر اسمه دون علمه، مشيرا إلى أن مثل هذه الإجراءات من شأنها العمل على تقويض سلطات الحكومة الشرعية بقيادة الرئيس «هادي».

من جانبه، نفى وزير النقل اليمني «مراد الحالمي» قبوله بعضوية المجلس الانتقالي، متهما هذا المجلس بمحاولة شق الصف الوطني.

وقد عكست القرارات التي اتخذها الرئيس اليمني «عبدربه منصور هادي»، أواخر أبريل/نيسان الماضي، تفاقم الخلافات بينه وبين أبوظبي من جهة، ومن ناحية أخرى بين الأخيرة والمملكة العربية السعودية في الملف اليمني.

وكانت أبرز قرارات «هادي» إقالة محافظ عدن «عيدروس الزبيدي» المقرب من دولة الإمارات والمحسوب عليها، وتحويله إلى وزارة الخارجية كسفير فيها، وإقالة الشيخ «هاني علي بن بريك» من منصبه كوزير دولة، وإحالته إلى التحقيق بتهم عديدة من بينها التمرد السياسي والتورط في قضايا فساد.

في أعقاب ذلك، شن الفريق «ضاحي خلفان» نائب رئيس الشرطة والأمن العام في إمارة دبي، هجوما حادا على «هادي»؛ وطالب بتغييره، زاعما أنه رئيس يفرق ولا يجمع، وأنه سبب أزمة اليمن.

وحرض «خلفان» على انفصال الجنوب اليمني، مفصحا لأول مرة عن مخطط إماراتي تحدثت عنه لفترة طويلة أطراف يمنية عدة.

وأثار قرار «هادي» امتعاض وسخط قادة إماراتيين، وسط تأييد يمني سعودي للخطوة، حيث انتقد وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية «أنور قرقاش»، ضمنيا إعفاء الوزير «هاني بن بريك» من منصبه، فيما وصف «علي النعيمي» مدير عام مجلس أبوظبي للتعليم الوزير المقال بأنه «بطل المقاومة الحقيقي».

وأصدر مناصرو «الزبيدي» والقيادات المعروفة بتحالفها مع الإمارات «إعلان عدن التاريخي»، في 4 مايو/أيار الجاري، تضمن رفض قرارات «هادي» الأخيرة، وكلف «عيدروس الزبيدي» بـ«إعلان قيادة سياسية وطنية» (برئاسته) لإدارة وتمثيل الجنوب، وأن تتولى هذه القيادة تمثيل وقيادة الجنوب لتحقيق أهدافه وتطلعاته، بالإضافة إلى تخويله بكامل الصلاحيات لاتخاذ ما يلزم من الإجراءات لتنفيذ بنود الإعلان.

ويتهم مقربون من «هادي»، الإمارات التي تهيمن عسكريا على جنوب اليمن بتقليب أهل الجنوب على الشرعية، ودعم حركات انفصالية، والعمل على إفشال الرئيس الشرعي، وهو ما تنفيه أبوظبي التي تتهم «هادي» بتفضيل دعم حزب «التجمع اليمني للإصلاح»، الجناح السياسي لـ«جماعة الإخوان المسلمين» في اليمن.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

الرئاسة اليمنية مجلس إدارة الجنوب مجلس انتقالي اليمن عدن هادي عيدروس الزبيدي