بسبب ضربات «ترامب».. «الإماراتية» تعجز عن تسديد الأرباح الحكومية لأول مرة منذ 20 عاماً

الجمعة 12 مايو 2017 04:05 ص

للمرة الأولى منذ 1996، ستعجز شركة طيران «الإماراتية» عن دفع حصص الأرباح للجهة الحكومية المالكة.

إذ شهدت أرباحها للعالم المالي الذي انتهى، مؤخراً، انخفاضاً بلغت نسبته 82% مقارنة بالعام السابق عليه، وسببُه سلسلة من الأحداث المعاكسة لسير عملها، ولعلّ أبرزها إجراءات السفر الجديدة التي اتخذتها إدارة الرئيس الأمريكي «دونالد ترامب»، حسب تقرير لصحيفة «ذا وول ستريت جورنال».

ونجحت شركات الطيران الأمريكية بعدما استنجدت بـ«ترامب» لمواجهة نظيراتها بالخليج في الوصول لمبتغاها؛ فلطالما طالبت البيت الأبيض بالتدخل لمواجهة شركات طيران الخليج، وعلى وجه التحديد الطيران الإماراتي والقطري، بدعوى حصولها على دعم حكومي للسيطرة على القطاع.

الخطوط الجوية الإماراتية، المعروفة بعروضها الفاخرة في الدرجتين الأولى ورجال الأعمال، أعلنت أن هذا الاضطراب سيجبرها على الامتناع عن دفع حصة الأرباح للحكومة، بعدما هبط صافي ربح العام المالي الذي انتهى في مارس/آذار إلى 340 مليون دولار، مقابل 1.94 مليار في العام المالي السابق، في حين ظل الدخل الإجمالي مستقراً عند حد 23.2 مليار دولار، وفق ما ذكرته صحيفة «ذا وول ستريت جورنال».

وشهدت حجوزات رحلات «الإماراتية» المتجهة إلى الولايات المتحدة في شهر مايو/أيار انخفاضاً، حين فرض «ترامب» حظراً على دخول المهاجرين من عدة دولة إسلامية؛ ورغم تعليق المحاكم الأمريكية القرار في ظل مخاوف من عدم قانونيته، فإن تعافي الحجوزات حدث بصورةٍ بطيئة للغاية.

إشكالات واجهتها «الإماراتية»

هذه الانتكاسة الكبيرة للشركة التي تعدّ واحدة من أكثر شركات النقل تطلعاً وطموحاً على مستوى العالم، ستشكل تحولاً حاداً بعدما باتت «الإماراتية» خلال العقدين الأخيرين أكبر شركة نقل ركاب دولية، أثارت خلالها موجة من الجدل لتوسعها السريع وقدرتها على سحب بساط حركة نقل الركاب من تحت أقدام منافسيها الأمريكيين والأوروبيين.

وقال رئيس مجلس إدارة الشركة «أحمد بن سعيد آل مكتوم»، إن استثمارات الشركة في السنوات الأخيرة ساعدتها في «الصمود في وجه الأحداث الجسام التي أثرت على الطلب بسوق السفر خلال العام».

وذكر «بن سعيد» قائمةً من الإشكالات التي واجهتها شركة الطيران؛ من بينها: تحديات الهجرة والهجمات الإرهابية في أوروبا، وكذلك تصويت خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وسياسات السفر الأمريكية الجديدة.

وأضاف أن التباطؤ الذي شهده قطاع النفط والغاز، وأثر ذلك على الثقة بمناخ الأعمال في المنطقة، وكذلك تخفيض قيم العملات في أجزاء من إفريقيا، كلها أشياء مثلت صعوبات إضافية.

ويعكس الانخفاض في أرباح «الإماراتية» كيف أثرت إجراءات إدارة «ترامب» للحد من الهجرة من العديد من الدول ذات الأغلبية المسلمة، وكذلك حظر حمل أجهزة اللابتوب على بعض رحلات الطيران المتجهة إلى الولايات المتحدة أو التي تمر من خلالها، على شركات الطيران في الشرق الأوسط.

وصرحت «الإماراتية»، الشهر الماضي، بأنها ستخفض عدد رحلاتها إلى 5 مدن أمريكية رداً على سياسات إدارة «ترامب».

ووفقاً للتقرير السنوي الذي نشرته «الإماراتية»، فإن من بين أكبر التحديات التي واجهتها الشركة هو الإجراءات التي اتخذتها الإدارة الأمريكية فيما يتعلق بإصدار تأشيرات الدخول، وزيادة الإجراءات الأمنية، وفرض القيود على حمل الأجهزة الإلكترونية في كبائن الركاب على متن الطائرة.

وحسب التقرير، فإن جميع تلك الإجراءات كان لها أثرٌ مباشرٌ على مصلحة المستهلك والطلب على السفر عبر الطائرات إلى الولايات المتحدة، التي تعد واحدةً من أكبر الأسواق التي تحمل نمواً محتملاً.

من جهة ثانية، ضرب الانخفاض الشديد في أسعار السلع الذي تشهده الإمارات منذ منتصف عام 2014 الحجوزات الممتازة لدى «الإماراتية» في المنطقة الغنية بالنفط؛ إذ أثر تراجع قطاع الطاقة والقطاعات ذات الصلة به على أسعار التذاكر الباهظة.

كما أدت الزيادة السريعة لحجم أسطول الطائرات المملوك لـ«الإماراتية» ومنافسيها إلى تخمة في المقاعد المتوافرة للبيع بالمنطقة؛ ما أدى إلى انخفاض أسعار التذاكر للدرجة الاقتصادية.

وتعد «الإماراتية» أكبر مشترٍ لطائرات «بوينغ 777» و«إيرباص إس إي آيه 380» الضخمة.

وفي ظل هذه المعوقات، عملت «الإماراتية» ومنافستها «طيران الاتحاد»، على إبطاء تسلم بعض الطائرات الجديدة. كما أن كلتا الشركتين خفضت عدد الموظفين، في خطوةٍ غير معتادة بعد سنوات من التوسع الكبير.

وخلال 2016، حملت «الإماراتية» 56.1 مليون مسافر، بزيادةٍ تقدر بـ8.1% عن عام 2015.

وتعد شركة «الإماراتية»، ومقرها دبي، واحدةً من أقدم 3 شركات طيران وكبراها في الخليج العربي، بالإضافة إلى «طيران الاتحاد» و«الخطوط الجوية القطرية».

وخلال العقد الماضي، استثمرت تلك الشركات الثلاث بقوةٍ في شراء طائرات جديدة وتوسيع شبكة مساراتها بسرعة حول العالم، باستخدام مطارات رئيسة وحديثة البناء في مدن مثل دبي والدوحة.

وأضافت القيود على دخول المهاجرين وحمل الإلكترونيات التي فرضتها الولايات المتحدة عبئاً يزيد على سلسلة المشكلات التي تؤثر بالفعل على شركات الطيران في الشرق الأوسط. فيما تفكر الحكومة الأمريكية في توسيع قرار الحظر ليشمل مناطق أخرى، من بينها أوروبا.

المصدر | الخليج الجديد + ترجمة عن صحيفة «وول ستريت جورنال»

  كلمات مفتاحية

الإمارات طيران الإماراتية ترامب حظر السفر أرباح خسائر