واشنطن أبلغت «لافروف» بإصرارها على «قطع رأس» نظام «الأسد» و20 من مساعديه

السبت 13 مايو 2017 06:05 ص

أظهرت محادثات وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في واشنطن استمرار الخلاف إزاء مصير «بشار الأسد»، بين تمسُّك إدارة الرئيس دونالد ترامب» بـ«قطع رأس» النظام السوري ونحو 20 من مساعديه، وتحذير موسكو من «تكرار نموذجي العراق وليبيا».

وأبلغت مصادر دبلوماسية غربية «الشرق الأوسط»، أن إدارة «ترامب «اتخذت موقفاً واضحاً من الأسد بعد توافر أدلة كافية لدى أجهزة الاستخبارات في واشنطن ولندن وباريس على أن النظام مسؤول بنسبة 100% عن الهجوم الكيماوي على خان شيخون، عبر قصف الطيران على مدنيين في ريف إدلب».

وأشارت المصادر إلى أن إدارة ترامب أبلغت لافروف خلال محادثاته في واشنطن قبل أيام «ثلاثة لاءات، هي: لا سلام مع الأسد، لا استقرار مع الأسد، لا إعادة إعمار مع الأسد».

 لكنها أبدت مرونة إزاء «كيفية خروج الأسد وتوقيته بحيث تتولاهما موسكو، بما في ذلك احتمال استقباله في روسيا مقابل تعهد واشنطن عدم ملاحقته (الأسد) من المحكمة الجنائية الدولية».

في المقابل، كرر «لافروف» موقف بلاده، معتبراً أن «خروج الأسد من الحكم سيؤدي إلى انهيار النظام وتكرار فوضى العراق وليبيا في سوريا».

وقالت المصادر إن الجانب الأمريكي أبلغ لافروف بأن «المطلوب خروج نحو 20 مسؤولاً في النظام السوري مع بقاء الجيش وأجهزة الأمن، وأنه لا مانع بتولي شخصية علوية دوراً رئيسياً في النظام الجديد»، مشيرة إلى أن واشنطن «تطالب فقط بقطع رأس النظام وخروجه من سوريا لعدم تكرار نموذج اليمن لدى بقاء علي عبد الله صالح والدور السلبي الذي لعبه».

وأكدت جولة المحادثات الثانية بين إدارة ترامب ولافروف رفض واشنطن لعب دور جوهري في عملية مفاوضات جنيف بين ممثلي النظام والمعارضة، وفي أستانة مقابل التمسك بحصول «صفقة أمريكية - روسية حول سوريا تكون مدخلاً للعلاقات بين الجانبين»، وقد يؤدي تطورها إلى تفاهم إضافي حول أوكرانيا.

وأبلغت واشنطن «لافروف باستمرار مراقبتها نتائج تطبيق اتفاق أستانة والقلق من دور إيران واعتبارها ضامناً، مع روسيا وتركيا، للاتفاق الذي يشمل أربع مناطق لـ«تخفيف التصعيد»، هي إدلب وريف حمص وغوطة دمشق ودرعا.

وقالت المصادر إن درعا قد تكون المنطقة الأنسب لبدء تنفيذ تفاهم بين واشنطن وموسكو لـ«تخفيف التصعيد»، عبر وقف القصف على ريف درعا قرب حدود الأردن والسماح بمجالس محلية ومساعدات إنسانية، باعتبار أن هذه المنطقة «ليست تحت نفوذ إيران».

وقال مسؤول غربي إن الحملة التي شنها النظام وإيران و«حزب الله» وإرسال طائرة استطلاع إلى حدود الأردن، جاءا بسبب «قلق النظام وحلفائه من تنفيذ التهدئة في جنوب سوريا بتعاون أمريكي - روسي».

وعقد الرئيس الأمريكي مباحثات مع وزير الخارجية الروسي في البيت الأبيض الخميس في أول لقاء رفيع المستوى بعد الأزمة التي شهدتها علاقات البلدين، عقب قصف طائرات أمريكية قاعدة الشعيرات السورية، عقب الهجوم الكيمياوي الذي نفذه النظام السوري في بلدة خان شيخون شمال غرب سوريا وأسفرت عن مقتل عشرات المدنيين.

وقال «لافروف» إنه ناقش مع الرئيس «ترامب» سبل إنجاح مفاوضات أستانة، مؤكدا اتفاق البلدين على ضرورة إنجاح خطة مناطق خفض التصعيد في سوريا.

كما أكد لافروف عقب لقائه ترامب، أنهما لم يناقشا مسألة رحيل «الأسد».

ويوم الثلاثاء، قال وزير الخارجية القطري «محمد بن عبد الرحمن آل ثاني» إن اتفاق أستانة خطوة إيجابية لكنه ليس بديلا عن الانتقال السياسي في سوريا الذي يرحل بموجبه «الأسد».

وأضاف الوزير القطري عقب لقائه نظيره الأمريكي «ريكس تيلرسون» في واشنطن، أنه من الجيد أن تكون هناك مناطق لخفض التوتر، لكن يجب أن تكون خطوة في سبيل الوصول لحل الأزمة، ولا تتخذ كذريعة لتأجيل هذا الحل وتأجيل مسألة الانتقال السياسي.

وكانت الدول الراعية لمفاوضات «أستانة 4» (تركيا وروسيا وإيران) توصلت في الرابع من مايو/أيار الجاري إلى اتفاق «خفض التصعيد» القاضي بإقامة أربع مناطق آمنة بسوريا لمدة ستة أشهر قابلة للتمديد.

المصدر | الخليج الجديد + الشرق الأوسط

  كلمات مفتاحية

سوريا روسيا الأسد إيران أمريكا محادثات أستانة