خبراء: على «الناتو» أن يكون سعيدا بشراء تركيا منظومة «إس-400» الروسية

السبت 13 مايو 2017 01:05 ص

أكد محللون سياسيون وعسكريون روس وأتراك أن على «حلف شمال الأطلسي» أن يكون سعيدا ولا ينزعج من شراء أنقرة نظام الدفاع الصاروخي الروسي المتطور «إس-400» الصفقة.

وأفاد تقرير نشره موقع «سبوتنيك تورك» الروسي، أن وسائل الإعلام الغربية أبدت انزعاجها  إزاء احتمال حدوث ذلك، مشيرا إلى ما ذكرته مجلة «إيكونومست» من أن الصداقة بين تركيا وروسيا يجب أن تقلق «الناتو».

وقالت المجلة إن محاولة التوصل إلى أرضية مشتركة حول سوريا هيمنت على محادثات الرئيس التركي «رجب طيب أردوغان» ونظيره الروسي «فلاديمير بوتين»، لكن اللقاء بين تناول أيضا موضوعا آخر يهم حلفاء تركيا في «الناتو».

وأضافت أنه تم الاتفاق من حيث المبدأ على أن تبيع روسيا لتركيا نظام الدفاع الصاروخي بعيد المدى «إس-400»، بيد أنه لم يتم الاتفاق بعد على السعر، مشيرة إلى أن الإرادة السياسية الكافية يمكنها أن تطلق معظم الخطط.

وأوضحت المجلة أنه في الوقت الذي تصاعد فيه التوتر بين «حلف شمال الأطلسي» وروسيا إلى أعلى مستوياته منذ الحرب الباردة، فإن شراء تركيا لهذه المنظومة إذا تحقق سينظر إليه على أنه انتصار على الحلف، كما سيؤكد الانطباع السائد في السنوات الأخيرة بأن «أردوغان» سعيد بأن تصبح تركيا في الواقع عضوا شبه منفصل في الحلف.

وفي ذات السياق، أوضح «مسعود حقي جاسين» الأستاذ في جامعة أوزيجين في إسطنبول أنه بشراء هذه المنظومة ستحصل دولة عضو في حلف «الناتو» على تسليح متطور للغاية.

وأضاف المحلل التركي أن بعض دول «حلف شمال الأطلسي» تشعر بالقلق إزاء احتمال تسرب معلومات سرية إلى روسيا، لكن بعض الدول مثل بلغاريا واليونان والمجر تعمل بالفعل على هذه الأنظمة، ويستخدمها «الناتو»، وهذا يعني أنه لا توجد مشكلة الدمج التي كان العديد من الخبراء يتحدثون عنها.

وتابع «جاسين»: «بدلا من القلق فإن الناتو يجب أن يكون سعيدا بالصفقة، حيث إن تطوير نظام الدفاع التركي يسهل بشكل غير مباشر تطوير النظام الأمني للحلف ككل، مؤكدا أن تركيا دولة ذات سيادة ولها كل الحق في شراء أسلحة حيثما تريد».

وأشار إلى إن روسيا جمعت منذ خمسينيات القرن الماضي خبرات كبيرة حول نظم الصواريخ الاعتراضية، وأن منظومة «إس-400» هي منظومة متطورة سيكون شراؤها مفيدا جدا لتركيا التي تقاتل تنظيم «الدولة الإسلامية».

وأوضح أن تركيا وفقا للمادة الخامسة من معاهدة «حلف شمال الأطلسي»، تعمل وفقا لمبدأ الدفاع الجماعي، بيد أنه في ظل الهجمات الإرهابية التي لا تنطبق عليها هذه المادة، فإنها تتعرض للتهديد بمفردها.

من جهته، قال الجنرال المتقاعد «أردوغان كاراكوس» إن تركيا تحاول الدفاع عن نفسها بينما تبقى مستقلة عن «الناتو»، مشيرا إلى أن عدم وجود  نظام اعتراض على ارتفاعات عالية في تركيا كان مشكلة كبيرة، ومن هنا جاءت رغبة أنقرة في شراء مثل هذه المنظومة.

ولفت «كاراكوس» إلى أنه سيكون هناك توازن معين بين «الناتو» وروسيا، قائلا إن تركيا قد تلبي احتياجاتها تماما بشراء «إس-400» من روسيا أو نظام «باتريوت» من الولايات المتحدة.

وأضاف: «أيضا أن توازن بين الاثنين، بيد أن التحالف يريد بيع 12 نظاما من طراز باتريوت إلى تركيا بقيمة 300 مليار دولار ولا يريد أن يفقد المشتري الذي يسيطر عليه، وبما أنه لا يريد خفض عدد أنظمة النشر، فإنه سيصر كذلك على تسليمها والاعتراض على شراء الأنظمة الروسية، كما ذكر أخيرا».

يشار إلى أن صواريخ «إس-400» قادرة على رصد واعتراض الصواريخ المجنحة على أدنى ارتفاع عن سطح الأرض، والطائرات الصغيرة والكبيرة بلا طيار، والصواريخ المجنحة عالية السرعة، والصواريخ الباليستية التي تصل سرعتها إلى 4800 كم/ساعة، متفوقة بذلك على كافة منظومات الصواريخ الاعتراضية بما فيها «باتريوت» الأمريكية وسواها.

وتعد «إس-400» الأكثر تطورا في العالم، لقدرتها كذلك على إسقاط جميع أنواع الطائرات الحربية للعدو المفترض، بما فيها طائرة الشبح ذائعة الصيت كما تستطيع اعتراض الصواريخ.

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

تركيا روسيا الناتو إس-400 أردوغان بوتين