السياحة المصرية تتعرض لـ 3 ضربات جديدة تفاقم خسائرها

الاثنين 15 مايو 2017 08:05 ص

تعرضت السياحة المصرية، المتدهورة منذ عدة سنوات، لعدة ضربات جديدة في الأيام الأخيرة، زادت من معاناة هذا القطاع الحيوي في الاقتصاد المصري، وسط توقعات باستمرار انهيار القطاع لعدة سنوات.

وعلى الرغم من إنفاق عشرات الملايين من الجنيهات على زيادة تأمين المطارات المصرية، عقب حادث سقوط الطائرة الروسية بسيناء في تشرين الأول/ أكتوبر 2015، إلا أن الحكومة البريطانية ما زالت غير راضية عن الإجراءات الأمنية التي تم اتخاذها، وترفض حتى الآن السماح لمواطنيها بالعودة لزيارة مصر، كما أن الحكومة الروسية وضعت مزيدا من الشروط أمام استئناف الرحلات الجوية إلى البلاد.

وأعلنت شركة «توماس كوك» البريطانية، التي تعد من أكبر منظمي الرحلات في العالم، إلغاء الرحلات المقررة إلى منتجع شرم الشيخ حتى عام 2020.

وقالت صحيفة «إندبندنت» البريطانية، إن «توماس كوك» وأربع شركات أخرى، طرحت رحلاتها للبيع، على أمل أن ترفع بريطانيا حظر السفر إلى مصر، ثم ألغت هذه الرحلات بسبب عدم إلغاء الحظر عن مصر.

وأوضحت الشركة البريطانية في بيان لها، الجمعة الماضي، أن لندن مددت حظر السفر إلى شرم الشيخ المفروض منذ حادث الطائرة الروسية التي راح ضحيتها 224 شخصا.

وبينما لم تتجاوز السياحة المصرية أزمة مقتل الطالب الإيطالي «جوليو ريجيني»؛ فقد لاحت في الأفق أزمة جديدة بعد مقتل سائحة بولندية بمدينة الغردقة في 30 أبريل/نيسان الماضي، وسط تضارب التقارير حول انتحارها، ومخاوف من أن تزيد هذه الحادثة أوجاع هذا القطاع المتردي.

وكان الإعلام البولندي، نشر في كثير من المواقع أن السائحة البولندية ماتت في ظروف غامضة، واعتبار أنها قتلت بعد تعرضها لاعتداء جنسي جماعي في مصر، وفق ما تداولته بعض المواقع الإخبارية.

والقضية بهذا الشكل تتجه نحو مسار واقعة مقتل الشاب الإيطالي «جوليو ريجيني» الذي عثر عليه وعلى جسده آثار تعذيب.

و«ريجيني» كان طالب دكتوراه في جامعة كامبريدج، وتواجد بالقاهرة منذ سبتمبر/ أيلول 2015، لتحضير أطروحته للدكتوراه حول الاقتصاد المصري، ثم اختفى مساء 25 يناير/ كانون ثان 2016، في حي الدقي (غرب القاهرة)، قبل أن يعثر على جثته على طريق القاهرة الإسكندرية وعليها آثار تعذيب، في 3 فبراير/شباط من نفس العام، وفق بيان للسفارة الإيطالية بالقاهرة، آنذاك.

وقال عضو اتحاد الغرف السياحية المصرية السابق، «عادل عبدالرازق»، في تصريحات صحفية، إن مصرع السائحة البولندية قد يكون له آثار سلبية كبيرة على الحركة السياحية الوافدة من بولندا خلال الأشهر المقبلة، نتيجة الاستياء من هذه الحادثة بعد نشر معلومات عن تعرضها لاعتداء جنسي قبل موتها.

وكانت آخر الفضائح التي أثرت على السياحة المصرية؛ الخبر الذي نشرته هيئة الإذاعة البريطانية حول تأجير حكومة الانقلاب منطقة الأهرامات لأمير سعودي، بهدف إقامة حفل خطوبة لحبيبته مقابل 40 مليون دولار.

وتقدمت عضو مجلس النواب المصري، «فايقة فهيم»، بطلب إحاطة إلى وزير الآثار بشأن هذه الواقعة، متسائلة: «هل أصبحت المناطق الأثرية مستباحة لمن يدفع؟ وهل أصبحت الحضارة الفرعونية مكانا للهزل والحفلات الراقصة؟».

لكن كبير مفتشي آثار الهرم، «وائل فتحي»، نفى صحة هذه الأنباء، مؤكدا أنه منذ توليه منصبه منذ عام تقريبا «لم تعقد أي حفلات بهذه التكلفة على الإطلاق».

من جهته؛ قال عضو غرفة المرشدين السياحيين المصريين، «معتز سيد»، إن السياحة المصرية تمر في السنوات الأخيرة بأسوأ حالاتها في التاريخ، مشيرا إلى أن الأزمة لها أبعاد سياسية وأخرى أمنية، وأن عامل الثقة مفقود بين السياح الأجانب وبين الدولة المصرية التي تقع فيها يوميا عملية إرهابية.

وأضاف أن العمليات الإرهابية، وتحديدا تفجير الطائرة الروسية منذ عامين، أثرت بشكل كبير على السوق السياحي المصري، لافتا إلى أنه في الوقت الذي تقوم فيه وزارة السياحة بإنفاق ملايين الدولارات على الدعاية والترويج للسياحة المصرية بإعلانات غير مجدية؛ فإن هناك الكثير من الفنادق والمنتجعات التي تغلق أبوابها، وتسرح العاملين فيها، بسبب اتباع الدولة سياسة خاطئة في هذا القطاع الحيوي.

وتواجه السياحة المصرية أزمة حادة، جراء الإجراءات التي اتخذتها الدول ضدها، حتى تراجع إجمالي عدد السياح الوافدين إلى مصر بنحو 42% خلال الشهور العشرة الأولى من 2016 (من يناير/كانون ثاني حتى أكتوبر/ تشرين الأول) مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي، ليبلغ نحو 4.339 مليونًا، حسب بيانات رسمية.

المصدر | الخليج الجديد + عربي 21

  كلمات مفتاحية

السياحة المصرية السائحة البولندية شرم الشيخ المطارات المصرية الأهرامات