دمشق تستقبل وفدا عراقيا رفيعا لتنسيق العمليات العسكرية وسط قلق إسرائيلي

الخميس 18 مايو 2017 11:05 ص

في بادرة هي الأولى منذ أكثر من عشر سنوات يزور وفد عراقي «رفيع المستوى» دمشق، ليجري حوارا مع القيادة الروسية والإيرانية العاملة في سوريا، الأمر الذي أقلق دوائر عسكرية إسرائيلية.

وبحسب موقع «ديبكا» الاستخباري الإسرائيلي، فقد أعربت دوائر إسرائيلية سياسية فضلاً عن المؤسسة العسكرية عن قلقها العميق، حين تبين، بحسب الموقع، أن وفدًا عسكريًا عراقيًا وصل العاصمة السورية دمشق، لإجراء حوار مع القيادة الروسية والإيرانية، ولا سيما حين تبين لها أن الوفد رفيع المستوى وليس وفدًا عاديًا.

ونقل الموقع عن مصادر، لم يسمها، أن الوفد توجه إلى دمشق من أجل مناقشة الوضع العسكري الذي يتشكل في الأسابيع الأخيرة على امتداد الحدود السورية– العراقية، ولا سيما في منطقة معبر «التنف» عند المثلث الحدودي بين الأردن والعراق وسوريا، حيث يقع المعبر على مقربة من الطريق السريع (1) الرابط بين بغداد وبين العاصمة السورية دمشق، والأردنية عمان.

ونقل موقع «دييكا» عن مصادر عسكرية، أن الوضع العسكري الذي تشهده الفترة الحالية في منطقة معبر «التنف»، هو ما يشبه السباق بين القوات الروسية والإيرانية وحزب الله، وبين القوات الخاصة الأمريكية والبريطانية والأردنية العاملة هناك، بهدف الوصول إلى المناطق الحدودية العراقية– السورية، وحول المعبر الحدودي، وأن السباق يستهدف في الواقع السيطرة على تلك المناطق من أيدي القوى التي تسيطر عليها.

الموقع الإسرائيلي قال أيضا أنه «فور وصول الوفد العسكري العراقي إلى دمشق، التقى على الفور بشكل منفصل مع ضباط كبار ضمن القيادة الروسية المتواجدة في سوريا، ومع ضباط إيرانيين كبار يعملون ضمن هيئة الأركان العامة السورية».

تأمين المناطق الحدودية بين سوريا والعراق

وفي المقابل، نشرت القيادة العسكرية الروسية في سوريا بيانًا جاء فيه أن موسكو وطهران وبغداد يجرون نقاشًا بهدف تأمين المناطق الحدودية بين سوريا والعراق. كما لفت البيان الروسي، بحسب الموقع، إلى أن المناقشات الدائرة تركز على بحث مسألة كيف ستستطيع القوات الخاصة العراقية المشاركة في الجهود العسكرية السورية– الإيرانية بهدف تأمين سيطرة كاملة على المنطقة الحدودية لصالح كل من دمشق وطهران.

الوضع في (إسرائيل)

وعن الوضع في إسرائيل، نقل الموقع عن مصادر، أن هذه التطورات خطيرة للغاية، وتعني أن الحكومة العراقية برئاسة «حيدر العبادي» على استعداد لتجاهل تأييدها للمواقف العسكرية الأمريكية والأردنية بشأن ما يحدث على الحدود العراقية– السورية، وأنها مستعدة لبحث إمكانية التعاون مع موسكو وطهران.

وتخشى دوائر سياسية وعسكرية إسرائيلية بشدة الوضع السياسي والعسكري الجديد في سوريا كما أنها أصبحت في غاية القلق على سياسات الرئيس «دونالد ترامب»، حيث تعني التطورات، أن «ترامب» يواجه ضغوطًا من عدة جبهات يمكنها أن تقوض خطواته بشأن معالجة التطورات العسكرية التي خطط لتنفيذها في سوريا.

«الأسد» يتلقى رساله من «العبادي»

وفي السياق ذاته، تلقى رئيس النظام السوري «بشار الأسد»، رسالة من رئيس الوزراء العراقي «حيدر العبادي» نقلها مستشار الأمن الوطني العراقي «فالح الفياض» الذي وصل ظهر الخميس إلى دمشق، أكد فيها أهمية «الاستمرار في تعزيز التعاون القائم بين سوريا والعراق في حربهما ضد التنظيمات الإرهابية التكفيرية وخصوصاً ما يتعلق بتنسيق الجهود في محاربة تنظيم الدولة الإسلامية الإرهابي على الحدود المشتركة بين البلدين».

وبحث «الأسد» مع «الفياض» «الخطوات العملية والميدانية للتنسيق العسكري بين الجيشين على طرفي الحدود في ضوء الانتصارات التي يحققها الجيش العراقي في الموصل وآفاق التعاون القريب المباشر بين الجيشين السوري والعراقي في مكافحة الإرهاب بشكل مشترك بين البلدين».

واعتبر رئيس النظام السوري، أن أي «إنجاز يحقّقه الجيشان السوري والعراقي على صعيد محاربة الإرهاب يشكّل خطوة هامة على طريق إعادة الأمن والاستقرار إلى البلدين».

ورأى «الأسد»، أن «العدوّ مشترك والمعركة واحدة ضد المخططات الهادفة إلى إضعاف وتقسيم دول المنطقة عبر الأدوات المتمثّلة بالتنظيمات الإرهابية.

  كلمات مفتاحية

سوريا العراق إسرائيل روسيا إيران الحدود السورية العراقية الدولة الإسلامية ترامب