مصر تدين الهجوم على القاعدة الجوية جنوبي ليبيا وارتفاع القتلى لـ141

السبت 20 مايو 2017 04:05 ص

أدانت وزارة الخارجية المصرية، الجمعة، الهجوم الذي تعرضت له قاعدة براك الشاطئ الجوية جنوبي ليبيا.

ودعت الوزارة، في بيان لها نشرته الأناضول، إلى عدم رهن الوضع السياسي الليبي بيد مجموعات وصفتها بأنها غير شرعية (لم تسمها)، تحاول انتزاع دور سياسي.

والخميس، هاجمت قوات عسكرية قاعدة براك الشاطئ الجوية بشكل مفاجئ، ما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى قبل أن تنسحب من المكان.

وأعلنت القاهرة أكثر من مرة دعمها لقوات خليفة حفتر، المدعومة من برلمان طبرق (شرق)، وشارك رئيس أركان الجيش المصري الفريق «محمود حجازي»، في العرض العسكري الذي نظمته قوات حفتر، الثلاثاء الماضي، بشرقي ليبيا، كما تعلن مصر أيضا دعمها لحكومة الوفاق الوطني.

141 قتيلا

ومن جانبه، قال جيش طبرق شرقي ليبيا إن حصيلة قتلى الهجوم الذي تعرضت له قواته، الخميس، في قاعدة براك الشاطئ الجوية، بلغت 141 قتيلا.

وأنهى الهجوم على قاعدة براك الشاطئ هدنة في المنطقة التي أصبحت في الأشهر الأخيرة نقطة توتر بين تحالفات عسكرية في شرق وغرب ليبيا.

وقال العقيد «أحمد المسماري»، المتحدث باسم جيش حكومة طبرق، الذي يقوده، خليفة حفتر في مؤتمر صحفي استثنائي إن الهجوم أسفر عن مقتل 17 فردا من اللواء العاشر، بينهم القيادي في اللواء، المقدم فتحي ياسين، وفقدان 11 آخرين، فيما قتل 86 من اللواء 12، وأصيب 40 آخرون، وأما بقية القتلى (38) فهم من المدنيين.

وأشار المتحدث إلى أن قيادة الجيش ستحقق في الهجوم، لمعرفة الثغرات التي تم استغلالها للوصول إلى القاعدة.

وبشأن الرد على الهجوم، أضاف «المسماري» أن قيادة الجيش أعطت الخميس بعض الإشارات، وأنه تم اليوم (الجمعة) استهداف عدة مواقع (جوا)، بينها مواقع في منطقة الجفرة (وسط)، مشددا أن الضربات الجوية ستتواصل حتى القضاء على هذه المجموعات.

وفي وقت سابق من مساء الجمعة، أوقف المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني، كلا من وزير الدفاع «مهدي البرغثي، وقائد القوة الثالثة «جمال التريكي، إلى حين تحديد المسؤولين عن خرق الهدنة، ووقف إطلاق النار في الجنوب الليبي.

وشكل المجلس الرئاسي لجنة تحقيق تحت إشراف القائد الأعلى للجيش التابع له (فائز السراج)، وبرئاسة وزير العدل محمد عبد الواحد، وعضوية وزير الداخلية العارف خوجة، للتحقيق في الأحداث.

ونفت وزارة الدفاع بقيادة «مهدي البرغثي، إصدارها قرارا بالهجوم على القاعدة المذكورة، لكنها حملت قوات حفتر مسؤولية القتال في الجنوب، بعد أن هاجمت قوات اللواء 12 قاعدة تمنهنت الجوية، ومدينة سبها التي تتواجد بهما قوات تابعة لحكومة الوفاق، منذ 23 مارس/ آذار الماضي.

وفي وقت سابق الجمعة، قال مسؤول أمني ليبي إن الشيخ «أبريك اللواطي»، عمدة أكبر قبائل شرقي ليبيا، والموالي لـ«خليفة حفتر»، قتل إثر تفجيرين بسيارتين مفخختين، أمام أحد المساجد في بلدة جنوبي مدينة بنغازي.

ذلك الهجوم بالإضافة إلى هجوم آخر استهدف قوات تابعة لـ«حفتر»، جنوبي ليبيا، الخميس، اعتبرهما مراقبون رسالة إلى الأخير بأن الأمور «لم تستتب» له رغم الدعم المصري القوى له، والذي تمثل في زيارة أجراها إلى مقر «حفتر» في بنغازي رئيس الأركان المصري الفريق «محمود حجازي»، الأربعاء.

و«اللواطي» من أكبر الداعمين للقوات المنبثقة عن «مجلس النواب»، المنعقد في مدينة طبرق، والذي يقوده «حفتر»، والأخير يعتبره البعض امتدادا لنظام الديكتاتور السابق «معمر القذافي».

ودأب «اللواطي» على حث أبناء قبيلته على دعم «حفتر» في مواجهة مقاتلي «مجلس شورى ثوار بنغازي» (ثوار سابقين من فصائل إسلامية شاركت في الإطاحة بالقذافي).

وجاء الهجوم الذي وقع في مناطق سيطرة قوات «حفتر» بعد يوم واحد من هجوم آخر شنه فصيل متحالف مع حكومتي طرابلس استهدف جنود «اللواء 12»، التابع لـ«حفتر»، في قاعدة «براك الشاطئ» الجوية، جنوبي ليبيا؛ ما أوقع عشرات القتلى.

وقال عضو المجلس البلدي في «براك الشاطئ»، «علي الطاهر»، لوكالة الأنباء الألمانية (د ب أ) إن عدد القتلى الهجوم على قاعدة «براك الشاطئ» بلغ 133 قتيلاً، بينهم عسكريون ومدنيون.

ولاقى الهجوم إدانة من المبعوث الأممي لدى ليبيا، «مارتن كوبلر»؛ إذ اعتبره، في بيان، «يقوّض الجهود السياسية» لحل الأزمة الليبية.

كما أصدرت «الحكومة المؤقتة» في مدينة البيضاء شرق البلاد، والتي يترأسها «عبد الله الثني»، بياناً اعتبرت فيه الهجوم «اختراقاً» للهدنة في الجنوب الليبي التي طالب بها الجميع.

كذلك، أصدر المجلس الرئاسي لحكومة «الوفاق الوطني» بياناً أدان فيه التصعيد العسكري الذي أدى للمزيد من إراقة الدماء في «براك الشاطئ»، مؤكداً أنه لم يصدر أية تعليمات لوزارة الدفاع لتنفيذ هذا الهجوم، وأنه غير متورط في إراقة الدماء.

ويأتي الهجومين بعد زيارة مفاجئة إلى مقر «حفتر» في بنغازي، الأربعاء، أجراها رئيس الأركان المصري، الفريق «محمود حجازي»، برفقة مدير المخابرات الحربية المصرية اللواء «محمد الشحات»، بالتزامن مع الاحتفالات التي أقامها «حفتر» بمناسبة الذكرى الثالثة لعمليته العسكرية «الكرامة»، التي أعلنها في مايو/أيار 2014.

تزامن الهجومين مع تلك الزيارة، ووقوعهما في مناطق سيطرة «حفتر»، اعتبره مراقبون رسالة إلى «حفتر» بأن الأمور لن تستتب له حتى ولو رمت مصر بثقلها كلها خلفه؛ فجنوده وحلفاؤه ليسوا بعيدين عن أيدى خصومه.

ومنذ عام 2014، تتقاسم حكومات متنافسة النفوذ في ليبيا تدعمها تحالفات فضفاضة من الفصائل والجماعات المسلحة تتمركز في شرق البلاد وغربها.

المصدر | الخليج الجديد + وكالات

  كلمات مفتاحية

ليبيا الوفاق حفتر البراك