السعودية تهنئ بذكرى وحدة اليمن.. و«هادي»: دعوات التقسيم مشبوهة

الأحد 21 مايو 2017 04:05 ص

في صفعة جديدة للإمارات، ومساعيها لانفصال الجنوب اليمني، هنأت القيادة السعودية، الأحد، الرئيس اليمني «عبد ربه منصور هادي»، بذكرى وحدة بلاده.

وبعث خادم الحرمين الشريفين الملك «سلمان بن عبدالعزيز آل سعود» برقية تهنئة لـ«هادي» ذكرى يوم الوحدة لبلاده، بحسب «واس».

وأعرب الملك باسمه واسم شعب وحكومة المملكة العربية السعودية عن أصدق التهاني وأطيب التمنيات بالصحة والسعادة لفخامته ولحكومة وشعب الجمهورية اليمنية الشقيق اطراد التقدم والازدهار.

كما بعث الأمير «محمد بن نايف بن عبدالعزيز آل سعود» ولي العهد النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، والأمير «محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود» ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، ببرقيتين تهنئة لـ«هادي» بذات المناسبة.

تأتي هذه الخطوة، بحسب مراقبين، ضربة قاصمة للإمارات وولي عهد أبوظبي «محمد بن زايد»، ومساعيهم، لانفصال جنوب اليمن.

ويتهم مقربون من «هادي»، الإمارات التي تهيمن عسكريا على جنوب اليمن بتقليب أهل الجنوب على الشرعية، ودعم حركات انفصالية، والعمل على إفشال الرئيس الشرعي، وهو ما تنفيه أبوظبي التي تتهم «هادي» بتفضيل دعم حزب «التجمع اليمني للإصلاح»، الجناح السياسي لـ«جماعة الإخوان المسلمين» في اليمن.

وتسعى أبوظبي إلى تضييق الخناق والقضاء على رجال المقاومة المحسوبين على التجمع اليمني للإصلاح استباقا لأي دور لهم سياسي في اليمن خاصة بعد إظهار «هادي» اعتماده على إصلاحيي اليمن بصورة كبيرة من خلال إقالة من يوصف رجل أبوظبي في اليمن «خالد بحاح» وتعيين «محسن الأحمر» المقرب من «الإصلاح»، في المنصب الثاني في الدولة عسكريا ومدنيا.

كما نجحت الإمارات، في السيطرة على حلفائها في الجنوب، لتعطيل بعض الخدمات أثناء وجود «هادي» في عدن، لخلط الأوراق وإظهار الحكومة بمظهر العاجز عن تقديم الخدمات.

ولعل منع طائرة الرئيس اليمني من الهبوط في مطار عدن، في فبراير/ شباط الماضي، مما اضطرها للهبوط في جزيرة سقطرى، يؤكد صحة النزاع الخفي بين «هادي» ودولة الإمارات، ويفضح حدود سلطة الرئيس اليمني، من جهة، والنفوذ الكبير الذي تلعبه أبوظبي في المناطق الخاضعة، افتراضيا، لسلطات الشرعية اليمنية.

وتسيطر الإمارات على ساحل الجنوب اليمني بشكل كامل تقريبا منذ / آب أغسطس 2015، ويرى مراقبون أن سلوك دولة الإمارات في المساحة البحرية من جزيرة «سقطرى» إلى باب المندب يبدو عملا منتظما.

ولا تزال الإمارات تتشبث بعدن كأبرز مركز لقواتها في اليمن، وهي تحركات تشير في مجملها أن الإمارات تركز أنشطتها في الآونة الأخيرة حول مضيق باب المندب بشكل واضح كما يقول مراقبون.

وشهدت الفترة السابقة، دور بارز للإمارات في تغذية التوجهات المناطقية في المحافظات الجنوبية، إضافة إلى تأسيس هوية وعقيدة عنصرية للقوات التي تم تشكيلها في الجنوب، وبما يشكل طعنة في خاصرة الوحدة والشرعية.

أرض واحدة

من جانبه، قال «هادي» إن الاحتفاء بالعيد الوطني الــ27 للوحدة اليمنية الذي يوافق 22 مايو/ أيار، سيظل تعبيرا ساميا بالغ الدلالة والقيمة، ومجسدا لحجم الحلم الكبير الذي ضحى من أجله الشعب اليمني.

وأوضح «هادي» في خطاب وجهه لأبناء الشعب اليمني في الداخل والخارج أن «إيماننا يتجدد كل يوم بأن الشعب اليمني الواحد أرضا وثقافة وهوية وحضارة وتاريخا سينتصر على كل النفوس المريضة، وسيحافظ على بلده، كما أراده لنفسه، وكما أرادها الله من قديم الأزل».

وأضاف: «الشخصيات المتآمرة والمريضة لا تصنع التاريخ الأبيض، وإذا ما وضعتها الأقدار في طريق صناعة التاريخ، فإنها لا تلبث ان تعود لتمحو آثارها».

ووجه تحية إلى الشعب اليمني، لصموده التاريخي، والتفافه حول دولته وجيشه ومقاومته، «بمساندة أخوية صادقة وشجاعة من أشقائكم في دول التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن بقيادة المملكة»، مقدرا حجم ما تعانوه وما قدمتموه من تضحيات من أجل حاضركم ومستقبل أبنائكم، و«ضمان عدم ترك وطننا ووحدتنا فريسة بأيدي من يضمرون لشعبهم ولأشقائنا وللعالم أجمع الشر وبذور التدمير والتخريب والتفكيك سواء لمصالح أو مكاسب شخصية أو خدمة لأجندات إقليمية وتحديدا إيران وأوهامها بالسيطرة والتوسع».

وأشار «هادي» إلى أن الوحدة اليمنية، كانت حدثا تاريخيا لا يمكن المجادلة فيه، «لكن الأقدار كانت قد وضعت رجالا خاطئين، لم يلبثوا أن سارعوا بطيشهم وجنونهم وأحقادهم في طمس أسمائهم من سجلات التاريخ».

وتابع: «التاريخ لا يصنعه الحاقدون والملوثون والمسكونون بالثارات والانتقام، لذلك لم يعد الكثير من اليمنيين يهتفون لتلك اللحظة التي شوهتها تلك الصور البالية التي نسيت الشعب فنسيها وسيودعها حفر التاريخ المظلمة».

وأكد «هادي» أنه لن يسمح بتقسيم اليمن إلى دويلات، وفقا لرغبات مشبوهة، عند هذا القائد أو ذلك الفصيل أو تلك الجماعة.

وختم: «لن نسمح للكيانات الهشة من أن تفرض نفسها تحت أي مسمى أو تدعي تمثيل البلاد بغير حق أو تمارس العمالة والارتزاق باسم شعبنا وأوجاعه وآلامه».

يشار إلى أنه في 27 أبريل/ نيسان الماضي، أقال الرئيس اليمني، كل من «عيدروس الزبيدي» محافظ عدن السابق، و«هاني بن بريك» وزير دولة سابق من منصبيهما، وهما من أهم رجال الإمارات في الجنوب اليمني، وهو ما أثار امتعاض وسخط قادة إماراتيين.

وبعد أيام من إقالة «بن بريك» و«الزبيدي» خرجت مظاهرة حاشدة في عدن نظمها أنصار «الحراك الجنوبي» للاحتجاج على الخطوة، وصدر عنها ما سُمى بـ«إعلان عدن التاريخي»، القاضي بتفويض «الزبيدي» بتشكيل مجلس سياسي لإدارة المحافظات الجنوبية، ليتمخض عنه تأسيس «المجلس الانتقالي الجنوبي».

ووصل «الزبيدي» و«بن بريك»، مساء الجمعة إلى الإمارات، عقب أسبوع في السعودية، لم يلتقيا فيه أحد من المسؤولين، لحل أزمة انفصال الجنوب.

في صراع النفوذ بين «هادي» والإمارات، تفاصيل كبيرة لم يكشف عنها بعد، وربما تلقي الأيام المقبلة ما في جعبتها بهذا الخصوص، لا سيما مع سعي «هادي» لتوطيد أقدامه في عدن، وهو ما يواجه بضغوط المصالح الإماراتية هناك.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

اليمن الإمارات السعودية انفصال الجنوب هادي