أخصائية نفسية: نساء البحرين هن الأكثر إصابة بالاكتئاب من الرجال

الأحد 21 مايو 2017 04:05 ص

أكدت «رجاء الحجيري» الاخصائية النفسية بمستشفى الطب النفسي، أن الاكتئاب يصيب 20­% من نساء البحرين مقابل 10­% فقط من الرجال، منوهة أن هذه الإحصائيات تتوافق مع النسبة العالمية لانتشار المرض حسب منظمة الصحة العالمية، ولفتت أن عبء الاكتئاب آخذ في الارتفاع عالميًا حيث تزيد نسبة النساء عن نسبة الرجال، وإن كانت بنسب متفاوتة.

وأرجعت سبب تعرض النساء للاكتئاب أكثر من الرجال إلى الاختلاف البيولوجي وإلى ميل المرأة لطلب المساعدة وكشف الضعف أكثر من الرجل، الأمر الذي يجعل تشخيص الرجال المصابين بالاكتئاب أقل مما هو عليه بالواقع.

وعن ماهية مرض الاكتئاب وعلاماته، قالت «الحجيري» إنه مرض يميزه الشعور الدائم بالحزن وفقدان الاهتمام بالأنشطة التي يتمتع بها الشخص عادة، وهو يقترن بالعجز عن أداء الأنشطة اليومية لمدة أسبوعين على الأقل. وإضافة إلى ذلك، يبدي المصابون بالاكتئاب العديد من الأعراض التالية في العادة: فقدان الطاقة؛ وتغيّر الشهية؛ والنوم لفترات أطول أو أقصر؛ والقلق؛ وانخفاض معدل التركيز؛ والتردّد؛ والاضطراب؛ والشعور بعدم احترام الذات أو بالذنب أو باليأس؛ والتفكير في إيذاء النفس أو الانتحار.

يصيب الأطفال

وأوضحت من جانب آخر أن نسبة الاطفال المصابين بالاكتئاب من 3 إلى 8% بعكس اعتقاد الخبراء الذين يميلون إلى أن البالغين هم الوحيدون الذين يصابون بالاكتئاب، ولكن كشفت الدراسات مؤخرًا أنه حتى الأطفال الصغار يمكن أن يعانوا من الاكتئاب الذي يحتاج إلى تدخل علاجي، ومع ذلك، فإن العديد من الأطفال لا يحصلون على العلاج الذي يحتاجونه ويرجع ذلك جزئيا لأنه قد يكون من الصعب معرفة الفرق بين الاكتئاب والحزن العادي كما أن الاكتئاب لدى الطفل قد لا يبدو مثل الاكتئاب لدى الكبار.

وأوضحت الحجيري قائلة: «إن معظم حالات الأطفال والمراهقين التي تصلنا في مستشفى الطب النفسي يكون الاكتئاب عرضا ثانويا لمشكلة أخرى كصعوبات التعلم أو التكيف أو مشكلات سلوكية، ذلك لأنه تظهر لديهم بعض علامات الاكتئاب، ولكنها لا تستوفي المعايير الكاملة لتشخيص الاكتئاب»، مبينة أنه عادة ما يتم التعامل معها بتقديم برامج علاجية سلوكية لتعليم الأطفال التعامل مع القلق والاكتئاب ففي البداية يتعلم الأطفال كيف يصفون مشاعرهم وماهية هذه المشاعر بالتحديد ثم يتعلمون تقنيات مختلفة للاسترخاء.

وتواصل: «كما أنه ينبغي ألا تستخدم الأدوية لعلاج الاكتئاب لدى الأطفال، ولا تعتبر خط العلاج الأول لدى المراهقين، حيث ينبغي توخي الحذر في استخدامها معهم».

تجنب الأدوية

وعن علاج مرض الاكتئاب شرحت «الحجيري» قائلة: «العلاج يتم تقديمه حسب شدة الاكتئاب لدى المريض، إذا كان المريض يعاني من اكتئاب بسيط فإن العلاج المعرفي السلوكي من قبل الأخصائي النفسي يكون ملائمًا ويتم إعطاء الأدوية والعقاقير لحالات الاكتئاب المتوسط والشديد من قبل الطبيب النفسي. أما حالات الاكتئاب التي يرافقها التفكير في إيذاء النفس أو الانتحار يتم إدخال المريض إلى المستشفى تحت رعاية مستمرة من قبل الفريق العلاجي لضمان سلامته وعلاجه للتخلص من هذه الأفكار ولا يتم إخراجه إلا بعد تحسن حالته النفسية و التأكد من أنه لم يعد يشكل خطرًا على نفسه».

وبينت أن الاكتئاب ينتج من التفاعل المعقد بين العوامل الاجتماعية والنفسية والبيولوجية، والأفراد الذين يعانون من أحداث حياتية صعبة مثل: البطالة، الفجيعة، والصدمات النفسية، يكونون أكثر تعرضًا للاكتئاب. ويمكن أن يؤدي الاكتئاب بدوره إلى مزيد من التوتر وعدم القدرة على أداء الوظائف وتردي حياة الشخص المصاب والاكتئاب ذاته.

وتواصل قائلة: «هناك علاقة متبادلة بين الاكتئاب والصحة البدنية، وبالتالي متابعة ممارسة الرياضة بشكل منتظم والحفاظ على نمط حياة صحي يعتبر من العوامل الوقائية والعلاجية للاكتئاب».

 

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

البحرين علاج نفسي اكتئاب الاكتئاب النفسي المرض النفسي الصحة النفسية علم نفس