استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

الإرهـاب الناعـم

الأربعاء 24 مايو 2017 05:05 ص

أمضينا زمناً ليس بالقصير نظن فيه أن الإرهاب يتمظهر في شكل واحد هو العنف. وغاب عنّا أن الإرهاب نوعان: عنيفٌ مكشوف، وناعمٌ خفيّ.

أما العنيف المكشوف فهو الأقل وقوعاً لكنه الأكثر وضوحاً ومعاداةً من لدن الناس بسبب الآثار الدموية البشعة التي تقع عليها الأعين مباشرة منه. وأما الناعم الخفي فهو الأكثر وقوعاً والأقل مقاومةً من لدن الناس، بسبب تخفّيه وتلوّنه بسائر الألوان، عدا لون الدم!

والإرهاب الناعم نفسه صنفان: قديمٌ وحديث. أما القديم المتجدد فهو إرهاب الرأي، الذي يمارسه أناسٌ ضد آخرين أو فردٌ ضد آخر، عبر استخدام (مرزبّة التكفير) باسم الدين، بغرض حسم معركة الرأي سريعاً، أو من خلال استخدام (مقصلة التخوين) باسم الوطن، بغرض حسم معركة الحصاد.

غاية البشاعة أن نقوم بتصوير الدين بوصفه (وسيلة حادة) أو أداة (قابلة للاشتعال)، في حين أراد الله الدين ليكون وسيلة لبث الطمأنينة في روح الإنسان.

ومن البشاعة أيضاً أن نردد في أخبارنا وقنواتنا أن «الوطن للجميع»، لكننا نخفي في دواخلنا أن الوطن لا يتسع للجميع، لذا لا بد من إقصاء البعض كي يتسع الوطن للباقين!

سنقصّر حتماً في مواجهة الإرهاب ومكافحته حين نظن أن الإرهاب لا ينبت إلا في تربة دينية فقط، فالخطاب المدني قد يمارس أيضاً إرهاباً إقصائياً، وإن بدا أقل دموية من الإرهاب الديني.

الإرهاب (الناعم) قد يخرج من مشلح شيخ، وقد يخرج من معطف أستاذ!

أما الصنف الحديث منه، فليست حداثته في مضامينه بل في وسائله، إذ بات الفضاء الإلكتروني مرتعاً خصباً للإرهابيين بكافة توجهاتهم، الدينية والرأسمالية والشهوانية.

وأصبح أبناؤنا مستهدفين في الحياة الافتراضية إلى ما لم نعد نعلمه من جنود الإرهاب الناعم والمتخفّي، وإلى حبائله التي تتجدد وتغيّر خصائصها كالفيروسات التي لا تجدي معها المضادات. (وسنتعرض في مقالة الأربعاء المقبل بإذن الله إلى نشوء مبادرتين علاجيتين في الرياض وأبو ظبي).

حربنا ضد الإرهاب لا يبدو أنها قصيرة للأسف، فكلما ازددنا ضراوة في مكافحته ازداد تلوّناً وتخفياً وتجمّلاً لضحاياه. لكن لا خيار لنا سوى الاستمرار في المقاومة حتى يتقلص وجوده ونفوذه، إن تعذّر القضاء عليه نهائياً.

* د. زياد الدريس كاتب سعودي وسفير سابق لدى اليوتسكو

  كلمات مفتاحية

الإرهاب الناعم الخفي العنف إرهاب عنيفٌ مكشوف إرهاب الرأي التكفير باسم الدين التخوين باسم الوطن