كشفت مصادر إعلامية يمنية، أن الإمارات قدمت عرضا سخيا لمحافظ مأرب «سلطان العرادة» أثناء الزيارة التي قام بها إلى أبوظبي، مؤخرا مقابل التحالف معها لزعزعة صف الشرعية على غرار ما حدث في عدن وبعض المحافظات الجنوبية.

وأشارت المصادر إلى أن «الإمارات حاولت إغواء العرادة بعروض سخية غير أن الأخير رفض القبول بها ، وظل على موقفه المساند للشرعية»، وفقا لموقع «الحدث» اليمني.

وأكدت المصادر أن «حكام أبوظبي تحلوا بنفس طويل في محاولة إقناع العرادة عدة مرات في وقت لاحق، غير أنه بقي على موقفه الأول ورفض المساومة بصلاحياته لصالح الدولة النشاز في التحالف العربي».

وتابعت «الموقف الصلب لمحافظ مأرب، أغضب الإمارتيين، الأمر الذي جعلهم يبحثون عن حلفاء جدد من شيخ القبائل والنافذين في السلطة المحلية في المحافظة، بهدف الكيد للعرادة، وتفتيت قبضته على محافظة مأرب الغنية بالنفط».

وأوضحت أن «الإمارات تتبنى موقفاً سلبياً من محافظ العرادة، تمثل في مراوغتها في استكمال تحرير مديرية صرواح في الجزء الغربي من محافظة مأرب، نكاية بمحافظ المحافظة وأتباعه الذين رفضوا الانصياع لأمراء أبوظبي، وخدمة مشروعهم في اليمن».

وتفاقمت الخلافات بين الرئيس «هادي»، وبين أبوظبي من جهة، ومن ناحية أخرى بين الأخيرة والمملكة العربية السعودية في الملف اليمني، وذلك بعد قرارات «هادي» في أواخر أبريل/نيسان الماضي المتضمنة إقالة محافظ عدن «عيدروس الزبيدي» المقرب من دولة الإمارات والمحسوب عليها، وإقالة الشيخ «هاني بن بريك» من منصبه كوزير دولة، وإحالته إلى التحقيق بتهم عديدة من بينها التمرد السياسي والتورط في قضايا فساد.

والدور الإماراتي في اليمن منذ اندلاع الحرب قبل نحو عامين، واضح للجميع، حيث تدعم الحراك الجنوبي المطالب بانفصال جنوب اليمن عن شماله، كما أنها ترفض وجود أي دور لحزب التجمع اليمني للإصلاح في المشهد السياسي بالبلاد وربما في أي مشهد باليمن، علاوة على ذلك فإن دورها في أزمة ما يسمى بـ«المجلس الانتقالي الجنوبي» واضح للعيان، حيث تدعم الشخصيات التي أعلنت تشكيل هذا المجلس في 11 من الشهر الجاري، في خطوة تمهد لانفصال الجنوب.

ويتهم مقربون من «هادي»، الإمارات التي تهيمن عسكريا على جنوب اليمن بتقليب أهل الجنوب على الشرعية، ودعم حركات انفصالية، والعمل على إفشال الرئيس الشرعي، وهو ما تنفيه أبوظبي التي تتهم «هادي» بتفضيل دعم حزب «التجمع اليمني للإصلاح»، الجناح السياسي لـ«جماعة الإخوان المسلمين» في اليمن.

كما نجحت الإمارات، في السيطرة على حلفائها في الجنوب، لتعطيل بعض الخدمات أثناء وجود «هادي» في عدن، لخلط الأوراق وإظهار الحكومة بمظهر العاجز عن تقديم الخدمات.