تقرير صحفي: «أردوغان» سيقود تركيا إلى عصر جديد خلال العامين المقبلين

السبت 27 مايو 2017 11:05 ص

أوضح تقرير صحفي أن تركيا على أبواب عصر جديد، وأن العامين المقبلين ولا سيما الأشهر الستة الأولى منهما ستحمل كثيرا من المفاجآت على صعيد السياسات الخارجية والداخلية.

وقال التقرير الذي نشرته صحيفة «الرياض» السعودية إن الرئيس التركي «رجب طيب أردوغان» اضطر في 27 أغسطس/آب 2014، إلى الاستقالة من زعامة حزب «العدالة والتنمية» الذي أسسه مع عدد من أصدقائه في 14 أغسطس/آب 2001 أي بعد 13 عاما و13 يوما، ليتسنى له الترشح لمنصب رئيس الجمهورية التركية، وتخلى وقتها عن حلمه -ترؤس الحزب والبلاد في آن معا- ولكن إلى حين.

وأضاف التقرير أنه وخلال السنوات الثلاث التي تلت استقالته من رئاسة الحزب، عمل «أردوغان» ليل نهار، ودون كلل أو ملل على تحقيق ذلك الحلم الذي لم يستطع أسلافه «تورغوت أوزال» و«سليمان ديميريل» تحقيقه رغم تمنيهم ذلك علنا.

وبحسب الصحيفة، فإن «أردوغان» لجأ إلى الشعب الذي كان يدرك أنه مل وسئم بل وكره الحكومات الائتلافية في ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي وأوائل الألفية الجديدة، والتي لم تجلب لتركيا سوى الفقر والدمار السياسي، وأن هذا الشعب يبحث عن الاستقرار السياسي والاقتصادي.

وذكر التقرير أن «أردوغان» حقق ذلك الاستقرار للشعب خلال حكمه الذي بدأ في عام 2003، ودعا إلى استفتاء شعبي لتعديلات دستورية تمكنه من جمع السلطات التنفيذية في يديه، وكان له ما أراد، وحصل على موافقة نحو 52% من الناخبين ليبدأ الخطوة الأولى نحو عهد جديد في تركيا، ثم تلت ذلك الخطوة الثانية وهي العودة إلى رئاسة الحزب، وقد تحققت هي الأخرى أيضا.

واعتبرت الصحيفة السعودية أن الدور يأتي الآن على الخطوة الثالثة وهي إلغاء منصب رئيس الوزراء وتشكيل برلمان جديد مكون من 600 عضو بدلا من 550 عضوا وذلك عقب الانتخابات الرئاسية والنيابية المنتظرة في عام 2019.

وأشار التقرير إلى أنه للوصول إلى الخطوة الثالثة يتوقع أن يقوم «أردوغان بعدد من «العمليات الجراحية» في حزب «العدالة والتنمية» والحكومة.

ووفقا لما ذكرته الصحيفة، فإن أولى العمليات بدأت مع انتخابه من جديد لقيادة الحزب الحاكم، بتغيير 19 عضوا من أعضاء المجلس المركزي لاتخاذ القرار في حزب «العدالة والتنمية» المكون من 50 عضوا، وهو الفريق الذي سيعمل معه «أردوغان» في الحزب في المرحلة المقبلة.

وقال التقرير إن المجلس الجديد يلاحظ عليه خلوه من الحرس القديم للحزب الحاكم فيما عدا 4 أو 5 أسماء معروفة بولائها التام لـ«أردوغان»، والحضور القوي للشباب الذي يوليه «أردوغان» اهتماما خاصا، ويؤكد على احتضانه وإعطائه الفرصة للقيادة داخل الحزب والحكومة.

وأضاف أن العملية الثانية ستطال الحكومة الحالية التي يرأسها -الرجل الوفي لأردوغان- «بن علي يلدريم»، ويتوقع أن يجري «أردوغان» تغييرا وزاريا بسيطا قبل نهاية هذا الأسبوع يطال على الأقل 10 وزراء من الوزراء الحاليين، على أن يطال التغيير الوزارات الخدمية أكثر من غيرها.

وبين أن العملية الثالثة ينتظر أن تطال بعض رؤساء البلديات غير المرضي عنهم، والذين كثرت شكاوى المواطنين منهم، فضلا عن ضعف أدائهم في الاستفتاء الأخير الذي خسر فيه حزب «العدالة والتنمية» بعض قلاعه كإسطنبول وأنقرة وحتى بعض البلدات والأحياء داخل تلك القلاع.

وقالت صحيفة «الرياض» إنه بحكم أن رؤساء البلديات وصلوا إلى مواقعهم بالانتخابات الشعبية، فإن «أردوغان» لن يعمل على عزلهم أو تغييرهم، وإنما قد يلجأ إلى أساليب تأديبية أخرى مع بقائهم على رأس عملهم إلى موعد الانتخابات البلدية في عام 2019 الذي سيكون عام الانتخابات بامتياز في تركيا.

وأشارت إلى أن «أردوغان» وفي خطاب عودته إلى قيادة الحزب الحاكم قال إنه سيرسم خارطة طريق مدتها 6 أشهر، ويتوقع أن تحدد هذه الأشهر الستة ملامح العهد الجديد في تركيا.

وذهب التقرير إلى أن «أردوغان» لم يغلق الباب أمام «الاتحاد الأوروبي»، وتركه مواربا، ولكنه أرسل رسائل مهمة للاتحاد الذي يخوض مع تركيا مفاوضات ماراثونية منذ عام 2005 لضم تركيا إلى عضويته، ويبدو أن قمة «حلف الشمال الأطلسي» (ناتو) في بروكسل، ولقاءات «أردوغان» مع نظرائه الأوروبيين ستحدد بشكل أوضح مستقبل العلاقات التركية الأوروبية.

وبحسب الصحيفة، ففي كل حال من الأحوال وحتى إن لم تحصل تركيا على عضوية «الاتحاد الأوروبي»، وهو المتوقع في نهاية المطاف، فإن القيادة السياسية التركية لن تعمل على قطع علاقاتها بالاتحاد ولا بدوله، وستحافظ على شعرة معاوية في تلك العلاقات.

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

تركيا أردوغان العدالة والتنمية الاتحاد الأوروبي الناتو