«مجتهد» يكشف أسرار تجنيد «القحطاني» لكتائب «بن سلمان» الإلكترونية

الخميس 1 يونيو 2017 07:06 ص

كشف المغرد السعودي الشهير «مجتهد»، تفاصيل جديدة عن رحلة صعود المستشار في الديوان الملكي السعودي، «سعود القحطاني»، مدير المخططات والحملات الإعلامية لولي ولي العهد السعودي «محمد بن سلمان»، وآخرها الهجمة الإعلامية الحالية ضد دولة قطر وأميرها الشيخ «تميم بن حمد».

وتحت عنوان «الجزء الثاني عن سعود القحطاني»، كتب «مجتهد» في سلسلة تغريدات عبر صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، كاشفا بعضا من كواليس مركز الدراسات والشؤون الإعلامية (مركز الرصد سابقا).

وحساب «مجتهد» هو حساب شهير في السعودية، يقوم بتسريب معلومات عن الأسرة الحاكمة بالسعودية، وبدأ التغريد يوم 21 يوليو/تموز 2011، ويتابعه نحو مليوني شخص، معظمهم من السعوديين، وحتى اليوم لا تعرف الهوية الحقيقية لصاحب الحساب.

وعن سبب تغيير إسم مركز الرصد، أرجع «مجتهد» الخطوة إلى الرغبة في «توسيع نفوذ سعود القحطاني من مجرد لاعب في الفضاء الالكتروني إلى موجه لوزير الإعلام ومدير مخابرات الرأي العام».

ويقع المركز بمحاذاة الديوان الملكي السعودي؛ ليكون تحت عين ونظر «محمد بن سلمان»، وحتى يكون الداخل والخارج خاضعا لتفتيش حرس الديوان، ويعمل في المركز حوالي ١٥٠ موظفا بدوام حقيقي إضافة لعدد كبير يعملون من بيوتهم «عن بعد» بتنسيق مع الموظفين في المركز، وفق تدوينة «مجتهد».

ووفق تغريدات «الجزء الثاني عن سعود القحطاني»، يوظف العاملون في المركز بعد مراحل من التصفية، منها ما هو مرتبط بسجلهم الأمني، ومنها ما هو مرتبط باستعدادهم لطبيعة العمل بمنهج «القحطاني»، وخلال المرحلة الأولى يتم فيها فحص سجل الموظف في وزارة الداخلية ومعلومات المباحث عنه وإن كان له أي سابق نشاط أو أي علاقة بجهات معارضة.

المرحلة الثانية، وفق «مجتهد»، تشمل مقابلة مع أساتذة متخصصين لاختبار القدرات الفنية والمعلوماتية، وهي أقل المراحل أهمية ولا يعتمد عليها «سعود القحطاني» كثيرا، لكن الأهم، هو المرحلة الثالثة، التي تتضمن «مقابلة مع لجنة يعينها القحطاني من شلته من خريجي الثانوية (على المرتبة التاسعة) وهي أهم المقابلات لأن اللجنة مبرمجة على ما يريد هو».

الملفت في المرحلة الرابعة؛ لاختيار عناصر «الرصد»، مقابلة مع عنصر من المباحث عادة يكون كبيرا في السن وذو خبرة والهدف منها استجواب المرشحين؛ للتأكد من موالاتهم المطلقة لـ«آل سعود»، على أن يتم في المرحلة الخامسة إحالة من يجتازون كل المراحل إلى مدير الموارد البشرية «وليد البقمي»، ليرتب لهم وظيفة خارج الديوان في شركة «جال للموارد البشرية»، المملوكة لولي ولي العهد السعودي «محمد بن سلمان»، وتتخذ من مدينة «الخبر» مقراً لها.

ووفق تدوينات المغرد السعودي الشهير، فإن كل موظفي المركز محسوبون على القطاع الخاص وحقوقهم الوظيفية صفر؛ لأن شركة «جال» التي وُظفوا فيها لديها حصانة من أي شكوى، بحسب «مجتهد».

ويوقع عناصر الرصد في مركز المستشار في الديوان الملكي السعودي، «سعود القحطاني»، على «تعهدات بعدم إفشاء أسرار المركز وطبيعة العمل، وإذا سئل يقول إنه يعمل في شركة خاصة وأن عليه عقوبات مشددة إن فعل».

ويصف «مجتهد» الدور المشبوه للمركز بـ «معصية دائمة لله»، إضافة إلى «مزيج من التجسس والقذف والبهتان والحط من شأن المصلحين والتهيئة لقمعهم وتلميع المفسدين والتهيئة لتنصيبهم».

ويضيف في تغريدة اخرى، أن موظفي المركز يشتكون «طول ساعات العمل وتدني الراتب وسهولة الطرد وفرعنة القحطاني»، لكن لا تعاطف معهم ما دام رضوا أن يمارسوا هذه القائمة من الكبائر، وفق قوله.

واختتم «مجتهد»، سلسة تغريداته ضمن «الجزء الثاني عن سعود القحطاني»، بالقول: «كانت ترقيته (القحطاني) مكافأة على  إبداعه في تلبية رغبة بن سلمان في محاربة الإسلاميين في الداخل والخارج والتجهيز لإعلان الوجه العلماني الصريح للدولة».

وكان مصدر خليجي مطلع اشترط عدم الكشف عن هويته، أوضح، لـ«الخليج الجديد»، أن «القحطاني» تم تعيينه من قبل الملك «سلمان بن عبد العزيز» في منصبة كمستشار في الديوان الملكي بموجب أمر ملكي صدر في 12 ديسمبر/كانون الأول 2015، وهو شاب في  الثلاثينيات من عمرة، وكان من رجال «خالد التويجري»، الرئيس السابق للديوان الملكي السعودي.

وأضاف المصدر أن «القطحاني» تولى منذ فترة، إدارة الحملات الإعلامية على مواقع التواصل التي تهدف إلى تلميع صورة «بن سلمان»، لكن دوره برز بصورة كبيرة في الهجمة الإعلامية الحالية، التي تشنها وسائل إعلام سعودية تابعة لولي ولي العهد السعودي، على قطر وأميرها الشيخ «تميم بن حمد»، بالتعاون مع وسائل إعلام تابعة لولي عهد أبوظبي «محمد بن زايد»، وأخرى مصرية.

وأكد المصدر أن «القحطاني» يستفيد في مهمته هذه من جيش ضخم من المغردين (كتائب إلكترونية)، فضلا عن أعداد كبيرة من المخترقين (الهاكرز)، يستخدمهم في توجيه الرأي العام عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

كان المغرد السعودي الشهير «مجتهد» تناول، في تغريدات سابقة، أحاديث يتداولها المحيطون بـ«بن سلمان» بشأن قيام الأخير بشراء نحو 100 ألف حساب على موقع «تويتر»، وتوظيف عدداً كبيراً من الكوادر في تشغيل هذه الحسابات لأجل الترويج لنفسه.

والعلاقة بين «القحطاني» و«بن سلمان» تعود لسنوات طويلة عندما كان الأمير الشاب أميناً عاماً للديوان الملكي، وكان الأول يعمل به، وفق المصدر ذاته.

وعندما تخلى «بن سلمان» عن منصبه كأمين عام للديوان ليصبح وليًا لولي العهد، تأكد من ترك حليف له داخله للسيطرة عليه، وكان هذا الرجل هو «القحطاني»، الذي تم الحديث عنه بأنّه «التويجري» رقم 2.

وللعلاقة الوثيقة بين الرجلين، عادة ما يكون «القحطاني» عضواً رئيسياً في الوفود التي يصطحبها معه «بن سلمان» في زياراته الخارجية.

ويقوم «القحطاني» بعمل «وزير الإعلام الخفي»، وأحيانا يلعب أدوارا أخرى من قبيل «مدير الاستخبارات»، ويشتبه بتورطه في القيام بأعمال تشابه أعمال الشبكات الأجنبية الموجهة ضد الداخل السعودي.

ومساء 23 مايو/أيار الجاري، بدأت وسائل إعلام تابعة لـ«بن زايد» و«بن سلمان» هجوماً واسعاً وغير مسبوقاً، على قطر وأميرها الشيخ «تميم بن حمد» بدأ بتداول بيان «مفبركً» للأمير تضمن ادعاءات عن «توتر العلاقات» القطرية مع إدارة «ترامب»، ودعوة الدوحة كل من «مصر والإمارات والبحرين إلى مراجعة موقفهم المناهض لقطر».

ورغم مسارعة الدوحة إلى التأكيد على أن البيان المذكور مكذوب وملفق، وتم بثه على وكالتها الرسمية بعد اختراقها، إلا أن وسائل إعلام في الرياض وأبوظبي تجاهلت نشر النفي القطري، ومضت في حملة الإساءة والتحريض على قطر وأميرها، والتي لا تزال متواصلة حتى الساعة.

  كلمات مفتاحية

مجتهد سعود القحطاني ولي ولي العهد السعودي محمد بن سلمان الهجمة الإعلامية على قطر