«السراب».. مقرر تعليمي في الإمارات يتهم «السلفية الوهابية» بالإرهاب

الأحد 4 يونيو 2017 11:06 ص

فرضت وزارة التربية والتعليم ومجلس أبوظبي للتعليم على طلبة الصف الثاني عشر (الثانوية) دراسة كتاب «السراب» لـ«جمال سند السويدي»، والذي تضمن ما وصفه بتأصيل التطرف والإرهاب، لعدد من أكبر شيوخ الإسلام وعلمائه عبر تاريخ المسلمين، والذين تقول السعودية إنها تستند إلى منهجهم السلفي وهم «أحمد بن حنبل» و«بن تيمية» و«محمد بن عبدالوهاب».

وانتقد «السويدي» في كتابه الذي حظي بترويج واسع واحتفاء كبير في وسائل الإعلام الإماراتية، كتاب السياسة الشرعية لـ«بن تيمية» قائلا: «إنه يولي الجهاد أولوية استثنائية لدرجة تجعله في مرتبة مساوية للصلاة حتى يبدو أنه يضعه فوق أركان الإسلام الخمسة».

وادعى «السويدي» أن هناك تدرجا في الحدة، إذ انتقلت من التساهل النسبي عند «بن حنبل» إلى الانتقاد النظري الجذري عند ابن تيمية، وصولا إلى استخدام العنف ومكافحة التصوف وهدم الأضرحة عند «بن عبدالوهاب»، على حد زعمه.

وأضاف طاعنا في السلفية التي تقوم عليها السعودية: «السلفية الوهابية، تفتح الباب واسعا أمام ضوابط شديدة الصرامة؛ فقسمت العالم إلى ثنائي متضاد: عالم كافر مشرك وعالم مسلم، وقد أدى ذلك إلى توسيع دائرة مفهوم الولاء والبراء الذي استندت عليه التيارات التكفيرية والجهادية المتشددة».

وتابع: «تنظيم القاعدة يشترك مع السلفية الجهادية بفتاوى بن تيمية وأفكار محمد بن عبدالوهاب».

وقال «السويدي»: «التراث الفكري للشيخ محمد عبدالوهاب قد أضحى مصدرا رئيسيا أضيف إلى مصادر التراث المعرفي الجهادي عقب مرحلة الجهاد في أفغانستان، وهي مرحلة تفجر الإرهاب وهجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001، وهي أقوال يحاول فيها بكل قوة ربط السعودية بالعمليات الإرهابية حول العالم، عملا بنظرية أبوظبي أن الإرهاب جاء من عباءة السلفية والنصوص الدينية التي يتم تفسيرها بصورة متطرفة من جانب ما أسماها جماعات الإسلام السياسي».

وأوضح «السويدي» في الكتاب الذي قدم نسخة منه مؤخرا لبابا الفاتيكان وتمت ترجمته لعدة لغات وتعميمه على مستوى دولة الإمارات ودول أخرى كثيرة، أن السلفية الجهادية دمجت بين جهاد العدو البعيد والجهاد ضد العدو القريب، قائلا إنها جمعت بين تراث «أحمد بن تيمية» و«محمد عبدالوهاب».

وربط «السويدي» بحذر بين السلفية و«الدولة الإسلامية»، حيث قال: «ليس هناك ممثل للسلفية يعبر عن منهجها، فوقوع بعض المنتسبين للسلفية في أخطاء لا يجوز أن ينسب إلى السلفية مثلما يحدث من ممارسات ومواقف متطرفة يتبناها الدولة الإسلامية».

هذا، وتعود هذه المهزلة التعليمية إلى يونيو/حزيران من العام الماضي، حيث أثار الخبر الذي تداولته الصحافة المحلية عن منح وزارة التربية والتعليم لـ«مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية» امتيازا لتطوير منهج التربية الوطنية من الصف التاسع إلى الصف الثاني عشر، تساؤلات كبيرة حول الهدف من هذه الخطوة، خاصة وأن الذي يترأس المركز «جمال سند السويدي»، معروف بتوجهات لا تخدم الوحدة الوطنية، فضلا عن تبنيه لمقاربات جهاز أمن الدولة في تقييم المجتمع الإماراتي وتصنيفه.

كما أثار هذا الأمر تساؤلا حول الإمكانيات التي تمتلكها الوزارة والكوادر المؤهلة لتطوير المناهج، الأمر الذي لا يجعلها بحاجة مركز دراسات معروف بتوجهاته المسبقة التي ستؤثر سلبا على شكل المناهج التي سيطورها.

ويشير الكتاب إلى الهجوم المذموم على ما يطلق عليه الإسلام السياسي وربطه بـ«الخرافة» إلى جانب ذكر الجماعات ومهاجمتها واتهمها بالخروج من الإسلام، إضافة إلى ربط الصراع بين ما قال مؤلفو الكتاب بأنه صراع بين الدين والسياسة.

وكتب المجلس الأمريكي اليهودي-صهيوني ضمن اللوبي الموجود في الولايات المتحدة- في أبريل/نيسان الماضي، عبر حسابه الرسمي على «تويتر» تغريدة يؤكد فيها استضافة «جمال السويدي»، لإلقاء الضوء على الإسلام المتطرف والسياسي على ضوء كتابه «السراب» الذي يدرس في مدارس الإمارات.

وهذه المرة الأولى التي يتم الإعلان فيها عن نشاط كهذا من جانب شخصية إماراتية في واشنطن وإن لم تكن في منصب رسمي إلا أنها تمثل السياسة الخارجية والداخلية الرسمية لأبوظبي، كما أنه يدير مركز الإمارات الذي يرأسه ولي عهد أبوظبي «محمد بن زايد».

ويرجع مراقبون إماراتيون إلى «السويدي» مسؤولية التوجهات السياسية والأمنية الحالية لأبوظبي والتي جرفت الدولة بعيدا عن قيمها الوطنية وعمقها العربي وهويتها الإسلامية، حتى غدت سياسة أبوظبي تتقاطع مع «إسرائيل» بصورة فجة يستنكرها الإماراتيون كافة.

  كلمات مفتاحية

الإمارات السراب الوهابية السلفية بن حنبل بن تيمية جمال السويدي مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية الإرهاب