ألمانية من أصل مغربي تبتكر تقويم إسلامي لشهر رمضان مستوحى من التقاليد المسيحية

الجمعة 9 يونيو 2017 09:06 ص

قامت سيدة من أصول مغربية، متأثرة بتقويم ألماني يُهدى للأطفال قبل عيد الميلاد، بابتكار تقوم إسلامي، يقوم بالعد التنازلي لأيام شهر رمضان الفضيل، ويختتم بعيد الفطر المبارك، وذلك في شكل يثير حماسة الأطفال ليكتشفوا في كل يوم هدية وعبرة داخلها.

وقد ابتكرت الألمانية مغربية الأصل «نادين دوكالي»، تقويمًا إسلاميًا مستوحى من التقويم الألماني، لشهر رمضان، سمَّته «إفطار لندر».

ويعتبر «أدڤنت كالندر» جزءًا من التقاليد المسيحية في البلدان الناطقة بالألمانية، وهو تقويم للعد التنازلي لحلول عيد الميلاد، ويضم عادة 24 بابًا، يتم فتح باب منه كل يوم، بدءًا من الأول من شهر ديسمبر/كانون الأول. ويجد الأطفال على نحو خاص متعة في ترقب فتح الأبواب بشكل يومي وأكل الحلوى الموجودة داخله.

وعلى نفس المنوال قرَّرت «دوكالي»، المقيمة في ولاية هيسن، وضع تقويم يعد الأول من نوعه إسلاميًا، لصائمي شهر رمضان، يضم عدًا تنازليًا لحلول عيد الفطر على شكل 30 نافذة، تضم عِبَرًا من 3 أديان، بالإضافة إلى تمرة مغلفة بالشوكولاتة يتناولونها يوميًا عند الإفطار.

وتوضِّح «دوكالي»، التي تعرَّفت على تقويم «أدڤنت كالندر» عندما كانت صغيرة تزور حضانات ورياض أطفال كاثوليكية، في لقاء مع القناة الأولى الألمانية، أنها بحثت عن المشترك بين التقاليد المسيحية التي تعرفت عليها في ألمانيا والأعياد الإسلامية في المغرب، والربط بينهما.

 

إقبال ضخم

وما كان مجرد فكرة أصبح واقعًا، لكن كان على «دوكالي» الكفاح لإنجاحها العام الماضي، والبدء في إنتاجها في المنزل قطعة قطعة، لتتفاجأ بعد ذلك بنفاد الكمية خلال أسبوعين.

أما في العام الحالي فتم إنتاج 200 ألف قطعة منها آليًا، وباتت تعرض في متاجر في مختلف المدن الألمانية، مثل ريفي وهوسل وكاوفهوف ومتجر «كاديفي» الضخم في برلين. كما نفدت الكمية المعروضة عبر الإنترنت بالفعل.

وتقول السيدة المغربية، إنها طوَّرت هذا المنتج خصيصًا للمتاجر الألمانية، مضيفة أنها لن تباع في المتاجر العربية والتركية. وتدعو إلى أن توجه متاجر التجزئة والمحلات والمجمعات التجارية الألمانية بضائعها بشكل واضح جدًا وخاص للمسلمين، قائلة إنه «من غير المقبول أن يحتفل الجميع بالهالوين، لكن ليس لدينا الكثير من خيارات الاحتفالات والأعياد لثاني أكبر دين» في ألمانيا.

ويمكن قراءة الكلمات التالية على نوافذ «إفطار لندر»: «الصبر، الأمة، النية الطيبة، كلام، نور، سلام، دعاء». ويتم وضع شرح كل كلمة بالألمانية على صفحة المنتج على موقع فيسبوك.

وتقول «دوكالي» لإذاعة «دويتش لاندفونك»، إنه من المفترض أن تساعد الكلمات الصائمين على العمل بدينهم على نحو أدق.

أما حول ردات الفعل على الفكرة، يقول أحد المتسوقين للقناة الأولى الألمانية، في متجر يبيع «إفطار لندر»، إنه يتم التحدث دائمًا عن «الاندماج» في المجتمع، لذا يجدها فكرة جيدة وتشكل مقابلاً لتقويم عيد الميلاد، فيما عبّر آخر عن تفاجئه من عرض متجر ألماني لتقويم كهذا.

كذلك بدا مواطنون ألمان مسلمون وغير مسلمين متشجعين للفكرة عندما سألهم تلفزيون «أر تي إل» في مجمع «سكايلاين بلازا» التجاري في فرانكفورت في وقت سابق من الشهر الماضي.

 

مبيعات جيدة

وفي متجر لبيع الشوكولاتة في برلين، قالت بائعة مسلمة متحمسة للفكرة، إن مبيعات التقويم جيدة حتى الآن، وما زالت تأتيهم طلبات، مشيرة إلى أنه رغم وجود زبائن ألمان أيضًا يشترونه بقصد الإهداء، إلا أن الفئة المستهدفة بالمنتج هم الزبائن المسلمون.

إلا أن أمرًا يمزج بين الاحتفالات الدينية الإسلامية والمسيحية لا يمر بالتأكيد دون معترضين عليه، فعندما عرضت الشركة المصنعة له الفكرة على صفحتها بموقع فيسبوك، انهالت عليها مئات التعليقات السلبية منها والإيجابية، مثل «أجدها فكرة مبتذلة»، «لن أشتري منتجات الشركة بعد الآن»، وغيرها من الانتقادات.

وتقول «دوكالي»، التي تعمل ككاتبة إعلانات أيضًا، إنها لم تقصد من الفكرة التمييع أو التزييف بل على العكس من ذلك، مضيفة أنه «يجب علينا التعلم من بعضنا، المسيحية تعد من الديانات التوحيدية في الإسلام، والسيد المسيح كان من المحبين لنبينا»، موضحة أنه ورد ذكر المسيح في الدين الإسلامي أيضًا. وتضيف أن الفكرة تقوم على تبادل الأشياء الدينية الجميلة التي تمارسها الشعوب، دون الخلط بينها.

و«نادين دوكالي» من مواليد مراكش، وجاءت مع والديها إلى مدينة فرانكفورت في العام 1967، وعملت في السنوات الأخيرة في تأليف ونشر الكتب الموجهة للأطفال، إلى جانب رواية السيرة النبوية «على طريقتها الخاصة»، على حد تعبيرها عبر موقعها الشخصي.

 

المصدر | الخليج الجديد + هافينغتون بوست

  كلمات مفتاحية

المغرب ابتكار مشروع شركة مبادرة إسلام تقويم تاريخ رمضان عيد الفطر تشجيع أطفال