«كوربين» المخلص أبدا لفلسطين والعمال مستعد لجولة انتخابية جديدة

الاثنين 12 يونيو 2017 07:06 ص

قال زعيم حزب العمال البريطاني «جيرمي كوربين» إنه على استعداد لخوض جولة جديدة من الانتخابات، مرجحا إجراءها مطلع عام 2018.

وأضاف «كوربين» في مقابلة الأحد أجراها كبير مقدمي برامج هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) آندرو مار أنه من المحتمل جدا إجراء جولة انتخابات قبل نهاية العام الجاري، أو مطلع عام 2018".

وتابع «كوربين» (68 عاما) قائلا إن حزبه لديه برنامج، لدينا دعم، ولدينا استعداد لخوض انتخابات مجددا، وفي أقرب وقت.

واعتبر أن حزبه خرج منتصرا في الانتخابات المبكرة التي أجريت في البلاد وهو مستعد لخدمة الشعب الذي أولاه ثقته، بحد قوله.

وقال «كوربين» لقد طرحنا سياساتنا، وهي سياسات قوية ومفعمة بالأمل، وحصلنا على رد فعل رائع من الجماهير، واعتقد أنه من الواضح من الذي فاز في الانتخابات".

وأعلنت آرلينا فوستر زعيمة حزب المتحدين الديمقراطيين، الأيرلندي الشمالي، أنها ستجتمع برئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي الثلاثاء، ضمن مساعي عقد اتفاق تحالف مع حزب المحافظين، لدعم حكومته، عقب خسارته للأغلبية في الانتخابات التي جرت الخميس.

وتسعى ماي لعقد صفقة مع نواب الحزب الأيرلندي العشرة لضمان دعم حكومتها.

وخسر المحافظون الأغلبية في البرلمان، عقب حصولهم على 318 مقعدا، في الانتخابات العامة التي جرت الخميس، مقابل حصول حزب العمال على 262 مقعدا، والحزب الليبرالي الديمقراطي على 12 مقعد، والحزب الوطني الإسكتلندي على 35 مقعدا، فيما حصل حزب المتحدين الديمقراطيين (شمال أيرلندا) على 10 مقاعد.

وكان المحافظون خسروا مقاعد عدد من الدوائر التي اعتادوا الفوز بها، وخسر غافين بارويل، وزير الإسكان والتخطيط السابق مقعد لندن الكبرى، فيما أعلنت ماي السبت، تعيينه رئيسا لديوان الحكومة.

ولم يحصل أي حزب على الأصوات الـ326 اللازمة لتشكيل حكومة أغلبية.

وفي وقت سابق، قال «كوربين» المعروف بأنه أكثر النواب تمردا، إنه ما زال أمامه فرصة ليكون رئيس وزراء بريطانيا.

وبحسب صحيفة ديلي ميل، قال «كوربين» إنه بدون أغلبية واضحة لرئيسة الوزراء الحالية، تيريزا ماي، فإن الفرصة ما زالت موجودة حتى يحصل هو على المنصب وتعهد بالقتال لمنع ماي من قيادة حكومة أقلية.

وأشار «كوربين» في تصريحات صحفية: مازلت أستطيع أن أكون رئيس الوزراء.. الأمر لم ينته بعد، وقال عن ماي "إنها تأخذنا لسنوات مضت إنها تأخذنا لفترة السبعينات".

وأضاف، أنه لا يعتقد أن ماي وحكومتها لديهم أي مصداقية لدى الشعب حاليا.

ويأتي ذلك، في الوقت الذي تواجه فيه ماي ما وصفه البعض بمحاولة انقلاب ناعمة من وزراء وقيادات حزبها، للإطاحة بها من قيادة الحزب والحكومة ليتولى مكانها شخص أخر والترجيحات تشير لكون المرشح الأقرب هو بوريس جونسون وزير الخارجية.

وتعد تلك النتيجة مخزية بالنسبة لماي، التي دعت إلى انتخابات مبكرة أملا في تعزيز تفويضها عند إجراء المفاوضات المتعلقة بخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.

بطل الطبقة العاملة

وينتمي «كوربين» إلى عائلة معروفة بنشاطها الحقوقي؛ وهو معروف أيضا بانتمائه إلى أقصى الأيديولوجية اليسارية التي دفعته لتكريس مسيرته في الدفاع عن الطبقة العاملة، وحقوق الأقليات والمهمشين في المجتمع البريطاني، رغم أنه لا يصنف ماديا وإجتماعيا من الطبقة العاملة، إلا أن البعض يطلق عليه في بريطانيا أنه «بطل الطبقة العاملة» ومعروف بثبات موقفه المناصر للأقليات والعمال منذ عقود.

ويطلق عليه آخرون «السياسي المثير للجدل»، فمنذ بداية حياته البالغة اعتاد كوربين أن يسير عكس التيار، فبعد تخرجه من المدرسة الثانوية انضم إلى إحدى الصحف المحلية في بريطانيا، ولم يعر انتباها للدراسة في الجامعة، لم يتخرج في إحدى الجامعات المرموقة البريطانية مثل أوكسفورد أو كامبريدج، بل إنه ترك الجامعة ليتطوع في جامايكا لمدة عامين، ليعود بعدها ويبدأ مسيرته في العمل الحقوقي حتى تم انتخابه لكي يكون عضوًا في البرلمان البريطاني عام 1984.

وقبل ترشحه في البرلمان لم يكن يعرف عن جيرمي كوربين اهتماماته السياسية، فكل ما كان يشغله هو الانضمام وحتى تأسيس الجمعيات التي تدافع عن حقوق الإنسان داخل بريطانيا وخارجها، مثل «منظمة تحرير نيلسون مانديلا» و«العدالة من أجل ضحايا ديكتاتور تشيلي بينوشيه»، بحسب ما أفاد تقرير نشره موقع ساسة بوست نقلا عن صحف بريطانية.

دعم القضية الفلسطينية

وفي نهاية يونيو (حزيران) عام 2016، تم اتهام كوربين بأنه معاد للسامية حينما كان يتحدث في أحد مؤتمرات حزب العمال عن التنظيمات الإرهابية من وجهة نظره، وهي «تنظيم الدولة الإسلامية» والقاعدة، وقارنهما بإسرائيل.

 وقال إن اليهود ليسوا مسؤولين عن أفعال الجيش الإسرائيلي وحكومة بنيامين نتنياهو، وأيضًا المسلمون ليسوا مسؤولين عن أفعال الجماعات الإسلامية المتطرفة، ولم يعجب هذا الكلام المناصرين لإسرائيل في حزب العمال أو حزب المحافظين، واتهموه بأنه يعادي الديانة اليهودية.

ووصف «كوربين» قطاع غزة في خطابه إلى وزير الشؤون الخارجية البريطاني عام 2013 بأنها «مخيم معاناة كبير اللاجئين»، وذلك بعد عودته من فلسطين أثناء تواجده في واحدة من القوافل الطبية التي اتجهت لمد غزة بالمساعدات، بعد الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة في ذلك الوقت، وطلب كوربين من الوزير عدة مطالب من بينها منع استقبال السياسيين الإسرائيليين إلى بريطانيا، ووضع حد لعدم حيادية الـ«BBC» في وصفها لما اعتبره المقاومة الفلسطينية.

ولـ«كوربين» تاريخ طويل في دعم فلسطين والوقوف أمام الاعتداءات الإسرائيلية من قيادة المسيرات المناهضة لإسرائيل في شوارع بريطانيا، وترؤسه مبادرات تدعم فلسطين وحقوقها، وجمعه تبرعات لقوافل المساعدات الغذائية والطبية من أجل الفلسطينيين وقت حصارهم.

وفي عام 1992 أثناء حرب الخليج، وقف «توني بين» رئيس حزب العمال في البرلمان البريطاني ليناهض ويعترض على حرب العراق، ويدعو الحكومة للعدول عن قرارها بالمشاركة في حرب الخليج حفاظًا على أرواح الآلاف التي قد تُزهق من جراء تلك الحرب، وكان يجلس خلفه مباشرة جيرمي كوربين الذي عاد عام 2003 ليقف في وجه «توني بلير» رئيس الوزراء ورئيس حزب العمال آنذاك، وشن ضد تلك الحرب حملة شرسة من مناظرات وتصريحات إعلامية، وقاد أكبر مظاهرة سياسية في تاريخ بريطانيا في حديقة الهايد بارك.

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

بريطانيا كوربين فلسطين حزب العمال