استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

وداعـاً للديمـقراطـية!

الاثنين 12 يونيو 2017 07:06 ص

يفكّر الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، في السياسة بعقلية "البزنس مان"، ورؤيته للسياسة تقوم على الصفقات، حتى في مكافحة الإرهاب إذ يلخّص الكاتب في صحيفة النيويوركر روبن رايت استراتيجيته بـ"دعونا نبرم صفقة"، والصفقة هي بيع الأسلحة للعرب، بدعوى مواجهة إيران وتشكيل "ناتو" إسلامي، في المقابل ستخلق إدارة ترامب آلاف فرص العمل في الولايات المتحدة الأميركية.

حتى موقف ترامب من قطر فتربطه تقارير وتحليلات غربية بالأسباب نفسها، الضغط عليها لتوقيع صفقات مماثلة بشراء أسلحة، وإتمام صفقة طائرات عسكرية، بالإضافة بالطبع إلى الأسباب الأخرى، مثل الضغط عليها لوقف الدعم لحركات الإسلام السياسي، السلمية (مثل الإخوان والآخرين)، قبل المقاتلة.

لكن مفهوم "الصفقة" في سياسات إدارة ترامب تجاه منطقة الشرق الأوسط يتجاوز عقود بيع الأسلحة إلى العودة للعقد العرفي- التاريخي، أو الصفقة التقليدية، بين الإدارة الأميركية والأنظمة العربية، التي تقوم على مقولات المدرسة الواقعية واعتبار "المصالح الصلبة" في العلاقة مع تلك الدول، ما يعني التضحية تماماً بأي اهتمام أميركي بقضايا الديمقراطية وحقوق الإنسان والحريات العامة والحريات الإعلامية في هذه الدول!

لم يعد ترامب فقط إلى الصفقة التاريخية بين الإدارة الأميركية والأنظمة العربية، كما كانت الحال خلال الحرب الباردة، بل ذهب إلى أقصى مدىً في هذا المجال، فالإدارات الأميركية سابقاً لم تكن جدية في الدفع نحو الديمقراطية والحريات العامة، لكنّها مارست بعض الضغوط وأصدرت تصريحات بما يعطي هذه الملفات قدراً، ولو ضئيلاً، من الاعتبار في الخطاب السياسي الأميركي وفي تعريف علاقتها بالدول العربية، فيما غابت تماماً حتى هذه "الغرفة الصغيرة" في الاهتمام بالديمقراطية اليوم تماماً عن جدول أعمال أميركا في المنطقة!

لاحظوا مثلاً أنّ كلمة ترامب في مؤتمر الرياض في الشهر الماضي في الرياض خلت تماماً من أي حديث عن الديمقراطية، وعن موضوع الحريات العامة وحقوق الإنسان، ما يعطي "شيكّاً مفتوحاً" على بياض للأنظمة العربية لممارسة ما تريده من دون حسيب أو رقيب.

ذلك يفسّر لنا الدعم المطلق والكبير من قبل الرئيس الأميركي للرئيس المصري، عبدالفتاح السيسي، بل والضغط على الجميع للتعاون معه، ويفسّر أيضاً تحوّل موقفه من بعض الدول العربية التي انتقدها كثيرا خلال الأعوام السابقة!

يتجاور مع هذه المواقف تغلّب منظور يميني متشدد على ترامب وإدارته تجاه الحركات الإسلامية عموماً، سواء السلمية والسياسية أو حتى المتطرفة والمتشددة، وهو منظور يضعهم جميعاً في حزمة واحدة، ويصنّفهم في خانة الإرهاب، كما رأينا في الأيام الماضية، فيتساوى راشد الغنوشي، وربما رئيس وزراء المغرب الحالي، د.سعد الدين العثماني مع البغدادي والجولاني في هذه التعريفات والتصنيفات.

الهدف المعلن هو إيجاد تحالف إسلامي- أميركي لمواجهة إيران وداعش، وتشكيل ما يسمى "ناتو إسلامي"، وما يحدث حالياً مع قطر هو في سياق ترتيب البيت الداخلي.

لكن النتيجة الواقعية لن تكون إلاّ تفجير البيت الداخلي وقلبه رأساً على عقب، ومزيدا من الكوارث في المنطقة العربية وإحداث تمزقات جديدة وأزمات أخرى وسدّ أي أفق جديد.

المعركة مع قطر لا تخفي معركة أكبر مع قوى الإسلام السياسي كافّة، والتيارات العريضة الموجودة في الشارع خلفها، وإرهاصات الأزمة مع تركيا عادت، ومع إيران وصلت إلى مرحلة متقدمة، وإلغاء المساحة الديمقراطية سيعزز الصدام مع التيارات الديمقراطية والليبرالية والمدنية.

وفي ظل الشروط السياسية والاقتصادية والاجتماعية، فإنّ الزج بهذا المجموع الأكبر من المجتمعات العربية في خانة العداء والمواجهة لن يكون وصفة جميلة للمرحلة القادمة وسيبتلع عوامل الاستقرار والتوازن الهشة الحالية!

* د. محمد أبورمان باحث أكاديمي بـ«مركز الدراسات الاستراتيجية» بالجامعة الأردنية

المصدر | الغد الأردنية

  كلمات مفتاحية

إدارة ترامب سياسة الصفقات مكافحة الإرهاب روبن رايت استراتيجية بيع الأسلحة للعرب مواجهة إيران تشكيل قطر حركات الإسلام السياسي الإخوان سياسات إدارة ترامب الشرق الأوسط قضايا الديمقراطية حقوق الإنسان الحريات العامة الحريات الإعلامية