«ظريف» يزور الجزائر وتونس وموريتانيا لبحث تطورات الأوضاع بالخليج

الأحد 18 يونيو 2017 08:06 ص

يبدأ وزير الخارجية الإيراني «محمد جواد ظريف»، اليوم الأحد، جولة في عدد من دول شمال أفريقيا بهدف التشاور حول التطورات الجارية في المنطقة.

وقال الناطق باسم الخارجية الإيرانية «بهرام قاسمي»، في تصريح نقلته «وكالة الأنباء الإيرانية» الرسمية (إرنا) عصر أمس السبت، إن وزير الخارجية «محمد جواد ظريف» سيبدأ، غدا، جولة في شمال أفريقيا تشمل الجزائر وموريتانيا وتونس.

وأوضح «قاسمي» أن الهدف من هذه الجولة، التي تستغرق يومين، هو بحث تعزيز العلاقات الثنائية بين إيران والدول الثلاث، والتشاور حول التطورات في المنطقة لا سيما في سوريا وقضايا الخليج، لافتا إلى أن «ظريف» سيلتقي رؤساء البلدان الثلاثة فضلا عن نظرائه فيها.

وشدد الناطق باسم الخارجية الإيرانية على أن التطورات الجارية في المنطقة تلزم الدول الإسلامية بمزيد من التضامن، مؤكدا أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية تعتقد ضرورة تلاحم الدول الإسلامية لمواجهة الحاقدين ومثيري الفرقة.

في غضون ذلك، قال مراقبون جزائريون إن الهدف الخفي لزيارة «ظريف» لن يخرج عن إقناع الدول الثلاث، وهي الجزائر وتونس وموريتانيا، للقيام بمساع جدية مع دول الخليج المقاطعة لقطر.

وتتزامن زيارة «ظريف» إلى الجزائر مع استقبال الأخيرة وزيرين خليجيين، هما المستشار في وزارة شؤون الرئاسة الإماراتية «فارس المزروعي»، ووزير الدولة للشؤون الخارجية القطري «سلطان بن سعد سلطان المريخي».

وكان وزير الخارجية الجزائري «عبدالقادر مساهل»، قد أجرى مباحثات مع المسؤولين الخليجيين حول الموقف الجزائري منذ اندلاع هذه الأزمة، وضرورة تسوية الخلافات والنزاعات التي يمكن أن تظهر بين بلدان شقيقة وجارة عن طريق الحوار.

وصرح وزير الدولة للشؤون الخارجية لدولة قطر «سلطان بن سعد سلطان المريخي»، بأن موقف الجزائر من الأزمة الخليجية مشرف، ويمكنها أن تؤدي دور وسيط في الملف.

وفور نشوب الأزمة بين دول الخليج، دعت الجزائر إلى الحوار واحترام مبادئ حسن الجوار، حيث أكد بيان للخارجية الجزائرية أنها تتابع باهتمام بالغ تدهور العلاقات بين بعض دول الخليج ودول المنطقة، وانعكاساته على وحدة وتضامن العالم العربي.

كما تلقى وزير الخارجية الجزائري «عبدالقادر مساهل»، في 5 يونيو/حزيران الجاري، اتصالا هاتفيا من نظيره القطري الشيخ «محمد بن عبدالرحمن آل ثاني»، بحثا خلاله الأزمة التي نشبت بمنطقة الخليج العربي، كما بحث الأمين العام لوزارة الخارجية الجزائرية «حسان رابحي»، مع السفير القطري بالجزائر «إبراهيم بن عبدالعزيز السهلاوي»، هذا الملف.

ودعت عدة أحزاب جزائرية وشخصيات أغلبها إسلامية السلطات لاستغلال رصيدها الدبلوماسي وعلاقاتها الجيدة مع مختلف دول الخليج، لأداء دور وساطة من أجل إنهاء الأزمة.

من جانبه، التقى الرئيس التونسي «الباجي قايد السبسي»، أول أمس الجمعة، بقصر قرطاج مع «سلطان بن سعد المريخي»، وزير الدولة للشؤون الخارجية القطري.

وقال بيان للرئاسة التونسية إن اللقاء تطرق إلى الأوضاع على الساحة الخليجية والمساعي المبذولة لتطويق الخلافات القائمة، كما تضمن دعوة «السبسي» إلى أهمية تجاوز هذه الأزمة في أسرع وقت ممكن من خلال الحوار، وفض الإشكاليات القائمة.

وحث «السبسي» على العمل على التهدئة وتجنب التصعيد وإعطاء الفرصة لأمير دولة الكويت، لمواصلة مساعيه الحميدة لتجاوز هذه الخلافات وتطويقها، مشددا على أهمية الحفاظ على روح التضامن والتعاون بين الأشقاء الخليجيين، والعمل على تعزيز وحدة الصف الخليجي، وتحصين منظومة «مجلس التعاون الخليجي»، باعتبارها تمثل نقطة مضيئة في تجارب الاندماج العربي.

من جهتها، قررت موريتانيا قطع علاقاتها الدبلوماسية مع قطر بشكل مفاجئ، متهمة إياها بدعم الإرهاب والعمل على تقويض العمل العربي المشترك، وبأن سياستها في المنطقة ارتبطت بدعم التنظيمات الإرهابية، وترويج الأفكار المتطرفة، وعملت على نشر الفوضى والقلاقل في العديد من البلدان العربية، وفق ما نقله بيان صادر عن وزارة الشؤون الخارجية والتعاون.

وأكدت الحكومة الموريتانية أن عودة العلاقات مع قطر قرار موحد سيتم اتخاذه بعد أن تزول الأسباب التي أدت إلى القطيعة، وبشكل مناسب بين الدول العربية.

وقال وزير الثقافة الناطق الرسمي باسم الحكومة «محمد الأمين ولد الشيخ» إن البيان الذي أصدرته وزارة الخارجية المتضمن قطع العلاقات مع قطر صاغ أسباب قطع هذه العلاقات، وإن أسباب قطعها في موريتانيا هي الأسباب نفسها التي صاغتها الدول العربية التي قطعت معها العلاقات.

وقد أعلنت السعودية والإمارات والبحرين ومصر في 5 يونيو/حزيران الجاري، قطع علاقاتها الدبلوماسية مع قطر، واتهمتها بـ«دعم الإرهاب»، في أسوأ صدع تشهده المنطقة منذ سنوات.

من جانبها، نفت قطر الاتهامات التي وجهتها لها تلك الدول، مؤكدة أنها تواجه حملة افتراءات وأكاذيب وصلت حد الفبركة الكاملة بهدف فرض الوصاية عليها والتنازل عن قرارها الوطني.

  كلمات مفتاحية

قطر إيران الجزائر تونس موريتانيا ظريف الأزمة الخليجية القطرية

أمير قطر‬ يتسلم رسالة شفهية من الرئيس الإيراني

مسؤول إيراني: تركيا اقتنصت السوق القطرية من أيدينا

«السبسي» و«ظريف» يبحثان أزمة الخليج وأزمات المنطقة العربية