مسلمات بريطانيات ينددن بالعمليات الإرهابية: «العنف الأسري يؤدي للتطرف»

الأحد 18 يونيو 2017 06:06 ص

في وقفة احتجاجية لمجموعة من المسلمات المحجبات قبل أيام، أعلنّ تأكيدهن من خلال اليافطات التي تحمل لون العلم البريطاني، على شجبهن للعمليات الإرهابية التي طالت بريطانيا في هجومي مانشستر وجسر لندن التي راح ضحيتها 35 شخصًا.

وقالت الناشطات أن الوقفة كانت للتأكيد للمجتمع والحكومة البريطانية بأنهن يقفن ضد الإرهاب، وقد تقدمن خلالها بعرض «رسالة» مفادها أن هذه الهجمات لم تكن ضد القيم الغربية بقدر ما هي «لعنة على البريطانيين المسلمين، حيث تمت عملية مانشستر في أول أيام الشهر الكريم، والثانية بينما يبدأ إفطار الملايين من المسلمين. ما يجعلها معركتنا جميعًا ومن كل الأديان مؤمنين وملحدين للتمسك بالحضارة وقدرة الاحتمال لمواجهة بربرية أفعال هؤلاء المجرمين».

وتابعت السيدات المسلمات اللاتي شاركن في الوقفة متسائلين: «هل ندين هذه الأفعال؟ نعم يدينها البريطانيون المسلمون في طول البلاد وعرضها، ونعيد إدانتها المرة تلو المرة. ولكننا أيضًا نعترف بعجزنا عن رفع أصواتنا وفعل أي شيء. لأن المتطرفين يستطيعون استهداف أي شخص منا في هدف واضح هو القتل. وزرع بذور التفرقة بيننا وتلويث الإسلام بجرائمهم وضلالهم».

كما لا «يمكننا تجاهل أن خطباء الكراهية الذين حمّلوا خطابهم كراهية وعنصرية وحقّروا الأقليات واللادينيين وحرية التعبير في الفن والثقافة. خصصوا خطابهم واختصوا بالتحامل على المرأة لحرمانها من حقوقها التي تتمتع بها، كما ونعترف بأن هناك ضغطا من هؤلاء المتطرفين يرتكز على أيديولوجية الكره وسموم الذكورية التي بثها خطباء الكراهية في استعلاء ذكوري يبحث عن السلطة. وعليه علينا لمواجهة خطابهم إشراك المرأة في مساعدتنا للتعرف على مظاهر التطرف وتحجيمها في الصغر. بالتحديد علينا مواجهة العنف المرتبط بالجنسانية (رجل أو امرأة). فالعنف الممارس ضد المرأة الذي تدفع إليه عصبية الجنس. والعنف الذي يأخذ شكلا ثقافيا كما في ختان البنات وقتل الشرف الموجود في مجتمعات الأقلية المسلمة ضد النساء والذي فشلت الحكومة في مواجهته ما هو إلا مركبة العبور للذكورية المسممة التي تبحث عن عزائها في العنف المفرط».

وشددن على ضرورة فهم دور المرأة وإشراكها في الحوار والمعالجة لأن «لديها القدرة على التعرف على العلامات الأولى للتطرف من خلال التصرف الذكوري مع المرأة وترابط هذا العنف الإجرامي مع السلوك المتطرف»، وفق تعبيرهن.

كما أشرن إلى أن الأدلة «تؤكد أن مرتكبي الجرائم الأخيرة كان لديهم سجل سوابق في العنف الأسري». حيث «هربت زوجة خالد مسعود بعد ثلاثة أشهر من الزواج. كما أن مجرم نيس الذي قتل 86 شخصا كانت لديه سوابق كثيرة في العنف الأسري لدى الحكومة الفرنسية، كلها تؤكد الصلة بين العنف والتطرف اللذين أديا للانضمام لداعش. كما يمثل الدليل على أن داعش يتجه لاستقطاب هؤلاء المجرمين».

 مؤكدات «أن الحرب ضد الإرهاب ستكون معركة الأجيال وأن مسؤوليتها تقع علينا جميعا لأننا سنتحمل كل عواقبها. وتتطلب حوارًا وتشاركًا من كل المجتمعات الإسلامية».

وطالبت الموقعات على البيان، الحكومة البريطانية أن تتحرى التطرف مع مجرمي العنف الأسري، وإشراك النساء في الحوار الدائر حول الإرهاب وتبيان تداعيات العنف الأسري في التطرف والإرهاب. ومساندة ودعم النساء المسلمات رئيسات الجمعيات الإسلامية في كل المدن في محاربة التطرف و«هو ما يتطلب التواصل وإشراكهن في عمل السياسات واقتراح الحلول. إضافة إلى التمويل الذي يكفل الاستمرار في العمل»، بحسبهن.

كما طالبن صناع السياسات الحكومية والإعلام وقادة المجتمعات الإسلامية بـ«دعم النساء النشيطات اللواتي يواصلن عملهن المجتمعي بلا كلل. والاعتراف بقدراتهن في التغيير المجتمعي الإيجابي ليس فقط كمساعدات أو تابعات ولكن متساويات في القدرة والعمل مع كل الذكور في المناصب المماثلة».

كما طالبن الإعلام بـ«الابتعاد عن تسليع المرأة. وإعطاء الفرصة بإشراك النساء المسلمات من خلفيات ومجتمعات إسلامية مختلفة العلمانية وغيرها، والمحجبة والسافرة، في الحوار الدائر حول الاندماج والتطرف الإسلامي وعدم إنكار وجود مناضلات مسلمات في مجتمعاتهن نراهن في حياتنا اليومية، فالمرأة المسلمة سواء بحجاب أم بدونه تعمل على التغيير الإيجابي. وللأسف لا نرى مثل هؤلاء النساء في الإعلام لبحث القضايا المطروحة. مثل هؤلاء النساء أغنياء في الثقافة والمعلومات وهن الأقدر على التحليل والتواصل في قضايا الحقوق الإنسانية». 

وبحسب صحيفة «القدس العربي» التي نشرت البيان، تقول إحدى موقعات الرسالة، «زهرة زيدي»: «في الوقت الحالي تتجه الحكومة اتجاها نمطيا في التواصل مع قادة المجتمعات الإسلامية، الذين هم ذكور ومتدينون بالتأكيد، ولكني مللت وقرفت من هذا الاتجاه الواحد». وأضافت أن المنظمات النسوية تميل للعمل مع بعضها في طريقة أقل تنافسية وينظرن للعمل سويا بدون النظر على أنها معركة ويديرن حواراتهن الحساسة والخاصة بأسلوب متمدن وحضاري لا يستطيع الآخرون إدارته، وفق قولها.

وتتضمن قائمة الموقعات على الرسالة، «عائشة هازاريك» المستشارة الخاصة لوزيرة حزب العمال السابقة «هارييت هيرمان»، و«سارة خان» مديرة تنظيم ضد التطرف المسمى «إلهام» التي تؤكد أن فشل السلطات في مجابهة ومنع بعض الطقوس الثقافية التي حملتها الأقليات تقوي التطرف والمتطرفين.

كما شاركت في التوقيع مرشحة حزب العمال، «أمينة لون» التي قالت للصحيفة بدورها «شئنا أم أبينا فإن المرأة تبقى هي الحاضنة الأساسية والرئيسية التي تتواصل مع كل الأجيال. الأمر الذي لا ينطبق على الرجل، وهي التي تقوي من خلال التربية إحساس أبناءها في الهوية والانتماء من الصغر».

  كلمات مفتاحية

بريطانيا امرأة المرأة سيدات مسلمات بريطانيات وقفة احتجاجية إرهاب تنديد تطرف عنف

بريطانيا تخفض مستوى التهديد الإرهابي