باحث فرنسي: «ماكرون» سيستقبل «تميم» و«بن زايد» لإطفاء حرائق «ترامب»

السبت 24 يونيو 2017 10:06 ص

توقع الباحث الفرنسي «باسكال بونيفاس» رئيس معهد العلاقات الدولية والاستراتيجية في باريس ألا تمتثل قطر لشروط الدول المقاطعة، مشيرا إلى أن الرئيس الفرنسي «إيمانويل ماكرون» سيلتقي قريبا أمير قطر «تميم بن حمد» وولي عهد أبوظبي «محمد بن زايد» كل على حدة لبحث الأزمة.

واعتبر «بونيفاس» أن  قطع العلاقات الدبلوماسية بين الدول الخليجية الأربع السعودية والإمارات والبحرين، بالإضافة إلى مصر مع قطر واتهامها بالإرهاب خطير جدا ومبالغ فيه وهدفه نزع مصداقية قطر، وهذا سينعكس سلبا ليس فقط للدول المعنية بل للعالم أيضا».

وأكد أنه من غير المرجح أن تغير قطر سياستها بشكل كامل وتخضع للتهديدات السعودية، لأنها ستخسر بذلك استقلاليتها، مشددا أن الخطورة في الأمر هو دفع قطر أكثر وأكثر في ذراعي إيران.

وعن أصل الصراع بين السعودية وقطر، قال «بونيفاس إن هناك أمرين مهمين كانا سببا مباشرا لحدوثه، أحدهما خلافات قديمة جدا، والثاني التناقض الكبير بينهما رغم أن كلا البلدين على المذهب السني والبلدين وهابيتان ومتعارضتان»، بحد قوله.

وأضاف أن «قطر أرادت دائما أن تتميز عن الجار الأكبر مساحة والأكثر قوة، لهذا فقد طورت سياسة مختلفة  لكي تكون موجودة في المشهد وهذا ما يزعج السعوديون بشكل كبير، الذين يرون في بعض الأحيان قطر أمتدادا بديهيا لمملكتهم».

وتابع قائلا إن «قطر تعمل ومنذ 20 عاما على تضاعف المبادرات لكي تكون موجودة مقابل السعودية، فيما ترى الرياض هذا الأمر على أنه نوع من التحدي لها».

وأضاف أن قطر أطلقت قناة الجزيرة التي تزعج دول الخليج، وساندت الربيع العربي ومختلف الثورات، في حين أن دول الخليج كانت ضدها، كما ساندت قطر أيضا الإخوان المسلمين، بينما بالنسبة للسعودية، فإن الإسلام السياسي هو نوع من الانحراف ومعركة يجب خوضها، وغالبا ما يرون فيها تهديدا، وكذلك فإن السعوديين يلومون قطر لعلاقاتها الجيدة مع إيران لأنهم يرون في إيران تهديدا وجوديا.

الإخوان وإيران

وأشار «بونيفاس» إلى أن قطر عملت على المحافظة على علاقات جيدة مع إيران، من أسباب هذا التقارب تقاسم حقل غاز طبيعي هائل بينهما، وهذا ما يزعج السعودية أيضا.

واعتبر الباحث الفرنسي أن «الإخوان المسلمين حركة سياسية يمكن مواجهتها سياسيا لكنها ليست حركة إرهابية، في حين أن إيران ليس بلدا يدعم الإرهاب، يمكن أن تكون هناك خلافات حول طبيعة النظام الإيراني لكن من الخطأ القول إن إيران تدعم الإرهاب».

كما اعتبر أن زيارة الرئيس الأمريكي «دونالد ترامب» للسعودية والذي وصفه بمشعل الحرائق في أول زيارة خارجية له بعد تنصيبه، وصفقات الأسلحة الكبيرة التي وقعها معها كلها عوامل ساعدت على تطمينها  والبدء فورا بقطع العلاقات مع قطر، وأضاف أن هذه السياسة لن يكون فيها إلا خاسرين ولن يربح أحدا.

وأعلنت قطر، مساء الجمعة، عن تسلمها «ورقة» تتضمن طلبات من الدول المحاصرة ومصر، يوم الخميس، مؤكدة أنها تعكف على بحثها لغرض إعداد الرد المناسب بشأنها وتسليمه لدولة الكويت».

ووفق وكالتي أنباء «رويترز» و«أسوشيتد برس»، فإن الكويت سلمت قطر، مساء الخميس، قائمة مطالب كل من السعودية والإمارات والبحرين ومصر، وذلك بعد نحو أكثر من أسبوعين من فرض حصار على قطر بدعوى دعمها الإرهاب، وهو ما تنفيه الدوحة.

ومن بين هذه المطالب التي اشترط أصحابها الموافقة عليها في غضون 10 أيام، إغلاق قنوات «الجزيرة»، وخفض التمثيل الدبلوماسي مع إيران، والاقتصار على  التعاون التجاري معها بما لا يخل بالعقوبات المفروضة على طهران، والإغلاق الفوري للقاعدة العسكرية التركية، ووقف أي تعاون عسكري مع تركيا داخل الأراضي القطرية.

وجاء تسليم المطالب بعد «إلحاح» أمريكي علني، على لسان وزير الخارجية الأمريكي، والذي شدد في وقت سابق على ضرورة تقديم مطالب «واقعية وقابلة للتنفيذ».

وقبل أيام تراجع قصر الإليزيه عن خبر اعتزام الرئيس الفرنسي عقد لقاءين منفصلين في باريس مع كل من أمير قطر وولي عهد أبوظبي لنزع فتيل الأزمة الخليجية.

وقال إنه ما من شيء مؤكد بخصوص اللقاءين، دون تقديم أية توضيحات عن سبب هذا التراجع.

المصدر | رأي اليوم + الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

قطر السعودية أمريكا ماكرون بن زايد تميم ترامب