الأمير «مشعل آل ثاني»: الإمارات تقود الحصار وهي أكبر شريك تجاري لإيران

الأحد 25 يونيو 2017 05:06 ص

كتب الأمير «مشعل بن حمد آل ثاني» الأخ الأكبر لأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني مقالا لصحيفة «واشنطن بوست» انتقد فيه الحصار الذي فرصته الرياض وأبوظبي على بلاده،مشيرا أنه لا علاقة له بمزاعم تمويل الإرهاب ولكته بهدف إلى إنهاء استقلال السياسة القطرية.

وتنشر الخليج الجديد في السطور القادمة ترجمة عربية لمقال الأمير القطري:

وصلنا إلى اليوم الـ 20 من الحصار الدبلوماسي والاقتصادي والاجتماعي المفروض على قطر من قبل العديد من جيرانها العرب. ومع قائمة المطالب الهزلية التي أعلنتها الدول المحاصرة، نسأل سؤالًا بسيطًا: هل كانت الإجراءات حقًا متعلقة بمخاوفهم بشأن دعم قطر المزعوم للإرهاب، أم كان الأمر متعلقًا بالمشاكل التي طال أمدها بين دول مجلس التعاون الخليجي؟

وقد أكدت حكومتنا، منذ اليوم الأول، على أنّ الحصار لا علاقة له بالاتهامات الموجهة ضد قطر. ولا تعدو الادعاءات القائلة بأنّ قطر تدعم الإرهاب وأنّ قطر حليف سري لإيران، كما قالت وزارة الخارجية، عن كونها مجرد سحابة من الدخان لمحاولة انتهاك سيادة قطر ومعاقبتها على استقلالها.

وقد وصفت السعودية والإمارات حملتهما المناهضة لقطر بأنّها محاولة لإجبار قطر على التخلي عن «دعمها للإرهابيين»، على الرغم من أنّهم يعرفون أنّنا لا نؤيد الإرهاب ولن نؤيده أبدًا. وهم يعرفون أنّ الإرهاب يشكل تهديدًا لقطر كما هو الحال بالنسبة للسعودية والإمارات والدول الأخرى.

والكذبة الكبيرة الثانية في حملة التشويه تتمثل في زعم أنّ قطر حليفٌ سريٌ لإيران. ويحافظ السعوديون والإماراتيون وكل حكومات الخليج على علاقاتٍ دبلوماسية وتجارية مع إيران. وفي الواقع، يعد أكبر شريك تجاري لإيران هو الدولة التي تقود الآن الحصار المناهض لقطر، وهي الإمارات. لكنّ الأهم من ذلك أنّ قطر تقدم دعمًا حيويًا للمعارضة في سوريا، والتي تقاتل ضد القوات الحكومية المتحالفة مع إيران.

ووراء سحابة الدخان، نعتقد أنّ الدول المحاصِرة تسعى إلى عزل ومعاقبة قطر على استقلالها، وعلى دعمها للتطلعات الحقيقية للشعوب ضد الطغاة والمستبدين.

وكان يجب أن يكون هناك دائمًا مدخلٌ لإنهاء الخلاف، وقد كانت قطر تعتقد دائمًا أنّ الحوار والتفاوض والتوفيق هي الحلول المثلى للعنف والصراع. وقد عززنا تلك المناقشات من خلال سياسة خارجية «مفتوحة الباب» طوال تاريخنا.

وقد اجتمعت وفودٌ من السلطة الفلسطينية وحماس و(إسرائيل) وطالبان والإخوان المسلمين وممثلو الحكومات الغربية على طاولة المفاوضات في الدوحة لإجراء المناقشات السلمية حول القضايا الرئيسية التي تواجه الشرق الأوسط. وتتيح لنا سياسة الباب المفتوح هذه أن نتدخل بالنيابة عن الحكومات، مثل الولايات المتحدة، التي تحتاج من وقتٍ لآخر إلى الانخراط في تلك القضايا، لكن لا يكون لديها قنوات اتصال خاصة بها. ولقد مثلت قطر منذ فترة طويلة طاولة المفاوضات المركزية في المنطقة، ولن نعتذر عن هذا.

وتزعم البلدان المحاصرة لنا أنّ استعدادنا للمشاركة مع هذه الجماعات يعني تأييدنا لأيديولوجياتها وأجنداتها. لكن لم يحدث ذلك. وفي الواقع، تتعارض وجهات نظرنا غالبًا تمامًا مع المجموعات التي نستضيفها في الدوحة. لكن لا يمكن للمرء أن يصل إلى طاولة المفاوضات إذا كان الباب مغلقًا.

وتسعى الدول المحاصِرة بوضوح إلى دق إسفين بين قطر والولايات المتحدة لتحقيق مكاسب سياسية خاصة بها. ولكي ينجح ذلك، قد يكون لذلك آثار سلبية عميقة على جهود مكافحة تنظيم الدولة الإسلامية وغيرها من التهديدات في المنطقة وحول العالم. وكما أوضحت الحكومة القطرية، وكما أشارت تصريحات وزير الخارجية الأمريكي «ريكس تيلرسون» الأخيرة، لن تنجح هذه الدول في تحويل الولايات المتحدة أو قطر عن هذه المهمة الحرجة.

وكما أوضحت الحكومة الأمريكية، يعرف المسؤولون الأمريكيون أنّ قطر حليفٌ موثوقٌ به وشريكٌ قويٌ للولايات المتحدة، في أوقات الشدة والرخاء. وهم يعرفون أنّنا مشاركٌ نشطٌ في التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم الدولة الإسلامية، وأنّنا نعمل عن كثب مع أجهزة الأمن الأمريكية لتحديد هوية الإرهابيين المشتبه فيهم ومنع مصادر تمويل الإرهاب. كما يعترفون بالدور الهام الذي لعبته قطر في استضافة قاعدة العديد الجوية الأمريكية، في الوقت الذي رفضت فيه دول أخرى في الشرق الأوسط أي وجودٍ عسكري للولايات المتحدة على أراضيها.

وتعتبر سياسات قطر عقلانية وأخلاقية وعادلة، وسوف تؤدي جهودنا، الرامية إلى تعزيز الحوار ومعارضة الطغيان، إلى مستقبلٍ أفضل، ليس لشعبنا فحسب، بل للعالم أيضًا. ولقطر الحق في رسم مسارها الخاص، دون تدخلٍ من الدول الأخرى، وهذا ما يمكننا القيام به. وسيبقى باب طاولة المفاوضات مفتوحًا.

المصدر | واشنطن بوست

  كلمات مفتاحية

حصار قطر الإمارات السعودية قطر