كيف تورط صديق «بن زايد» في مؤامرة لاغتيال العاهل السعودي الراحل؟

الأربعاء 28 يونيو 2017 12:06 م

الجاسوس الليبي المتورط في مؤامرة قتل الملك السعودي الراحل «عبد الله» له صلات وثيقة بالحاكم الفعلي لدولة الإمارات العربية المتحدة، وفق ادعاءات نجل الرئيس الليبي الراحل «معمر القذافي» وهو ما يأتي منافيا للادعاءات السعودية حول التورط القطري.

وكان وزير الخارجية السعودي «عادل الجبير» أعلن في وقت سابق أن أمير قطر السابق الشيخ «حمد بن خليفة آل ثاني» قام في عام 2003 بالتآمر مع الديكتاتور الليبي السابق «معمر القذافي» لقتل ولي العهد السعودي آنذاك الأمير «عبد الله بن عبد العزيز» في مكة.

وتم تنفيذ المؤامرة التي جاءت بأوامر من «القذافي» من قبل كل من «محمد إسماعيل»، العقيد في الاستخبارات العسكرية الليبية آنذاك، ورئيس جهاز التجسس الليبي «موسى كوسا» و«عبد الرحمن العمودي»، وهو زعيم مسلم أمريكي يقضي حاليا حكما بالسجن لمدة 23 عاما في الولايات المتحدة، بعد اعترافه بدوره في محاولة الاغتيال.

وكان المخططون يخططون لاغتيال الحاكم السعودي بإطلاق صاروخ على موكبه. وكان دور «إسماعيل» مركزيا في المؤامرة سواء في تجنيد القتلة المحتملين أو الدفع للمنشقين السعوديين في لندن للمشاركة في المؤامرة.

إلا أنه في مقابلة سابقة لم تذع في عام 2014، قال «الساعدي»، نجل القذافي، إن «إسماعيل» كان صديقا حميما لولي عهد أبوظبي «محمد بن زايد»، وكان له خط هاتف مباشر معه، وتم منحه الجنسية الإماراتية بعد سقوط حكومة «القذافي» في عام 2011.

وكان «عادل الجبير» قد ادعى في مقابلة مع قناة العربية وجود صلات بين قطر وبين مؤامرة دبرها «القذافي» لاغتيال العاهل السعودي الراحل في مكة.

مزاعم القحطاني

وغرد المستشار في الديوان الملكي السعودي، «سعود القحطاني»، بشكل منفصل، حول كون أمير قطر السابق شارك بشكل شخصي في المؤامرة الفاشلة. وقال إن الشيخ «حمد بن خليفة» سافر إلى طرابلس وقال للقذافي انه مستعد «للوفاء بجميع طلباته» في الحصول على المنشقين السعوديين المعنيين.

وقال «القحطانى» إن القذافي «أطلق هذه الخطة بعد أن أهانه الأمير عبد الله في مؤتمر جامعة الدول العربية».

وأضاف «القحطاني» في تغريداته: «كان القذافي غاضبا للغاية وأقام اتصالات مع المنشقين السعوديين، وتحديدا أولئك الذين يعيشون في لندن، الذين لم يتعاونوا معه بسبب اتفاقهم مع أمير قطر حمد بن خليفة للعمل لصالحه».

«وطلب القذافي من أمير قطر مساعدته على الانتقام من عبد الله، وأشار حمد إلى استعداده لذلك وافقوا على عقد اجتماع».

ويؤكد «القحطاني»: «أصدر حمد بن خليفة أوامره إلى المنشقين في لندن بتنفيذ كل الأوامر التي تصل إليهم من العقيد الليبي محمد إسماعيل».

لكن المقابلة مع «الساعدي القذافي»، التي بثتها وسائل الإعلام الليبية على الإنترنت في نوفمبر/ تشرين الثاني 2014 بعد اعتقاله في النيجر وتسليمه إلى ليبيا، تبرز صلات «إسماعيل» المزعومة بالإمارات العربية المتحدة، وهي خصم لقطر.

يقول «الساعدي» في الفيديو: «أقام محمد إسماعيل في أبوظبي بعد أن حصل على الجنسية الإماراتية. وقد تم جلبه إلى الإمارات بواسطة ولي عهد أبوظبي محمد بن زايد».

ويضيف «الساعدي»: «محمد بن زايد لديه رقم هاتف محمول محجوز فقط للتواصل مع رؤساء الدول، ومحمد إسماعيل لديه هذا الرقم».

وأورد تسريب بثته قناة ليبية في مارس/ آذار 2015، تضمن اتصالات من داخل مكتب «عبد الفتاح السيسي» الرئيس المصري إبان توليه رئاسة الدفاع، إن «محمد دحلان» وصل برفقة العقيد «محمد إسماعيل» إلى ليبيا عبر طائرة خاصة، مؤكدا أنهم قدموا من أبوظبي.

محاولة قتل الأمير الساخر

وكانت السلطات السعودية قد أدانت «إسماعيل» لدوره في تنظيم هذه المؤامرة بعد اعتقاله في نوفمبر/تشرين الثاني 2003 بعد ساعات من مغادرته المملكة بعد انهيار الخطة. وقال مسؤولون سعوديون انه اعترف بدوره، كما تم استجوابه من قبل مكتب التحقيقات الفيدرالي ووكالة المخابرات المركزية.

وتم التخطيط لمؤامرة عام 2003 من قبل «القذافي» بعد أن سخر منه الأمير «عبد الله» خلال قمة جامعة الدول العربية حيث قال عبد الله للقذافي في جلسة علنية: «الكذب وراءك والقبر أمامك».

وذكرت تقارير حديثة إن المؤامرة شملت دفع مبلغ مليون دولار للمسلحين السعوديين الذين سيستخدمون قنابل يدوية او صواريخ محمولة على الكتف في الهجوم على ولي العهد السعودي أثناء مروره بمكة المكرمة.

وذكرت صحيفة «واشنطن بوست»، أن المؤامرة أُحبطت على عدة مراحل، بما في ذلك تحويل الأموال إلى البنك الخطأ في المدينة المنورة، والنقود التي كانت محشوة في عدة أكياس وتركت خارج غرفة في فندق هيلتون في مكة لتقع في يد مزود خدمة بريد سعودية.

و نقل عن «إسماعيل» قوله إن مهمته كانت هي الدفع للمسلحين. واعتبرت تصريحاته، التي قورنت مع تلك الصادرة عن «العمودي»، ذات مصداقية كافية للولايات المتحدة لإطلاق تحقيق.

وقام المسؤولون البريطانيون بالتحقيق في القضية والدور المزعوم لمنشقين سعوديين يعيشون في لندن. وذكرت صحيفة نيويورك تايمز، أن محققي مكتب التحقيقات الفدرالي سألوا «إسماعيل» ما إذا كان قد تعرض للتعذيب أو سوء المعاملة أثناء احتجازه في السعودية، ولكنه قال إنه تلقى معاملة جيدة ولكنه يود التقدم بطلب للجوء السياسي خشية أن يتم اغتياله حال عودته إلى ليبيا.

وحصل «إسماعيل» على عفو من الملك «عبد الله» حين وصل إلى الحكم عام 2005 كخطوة لإعادة العلاقات مع ليبيا، وعاد «إسماعيل» إلى بلاده مرة أخرى للعمل في خدمة عائلة «القذافي». ولا يعرف بالتحديد أين يقيم «إسماعيل» اليوم على الرغم من ورود معلومات تشير إلى أنه كان على اتصال مع «سيف الإسلام»، نجل القذافي الآخر، حتى عام 2012.

عودة عشيرة القذافي؟

وذكر «الساعدي» في ذات المقطع أن إمارات العربية المتحدة كانت تخطط لإعادة أحد أفراد عائلة «القذافي» للحكم في ليبيا.

وأضاف إن «محمد بن زايد يريد أن يعود سيف الإسلام القذافي إلى الحياة السياسية في ليبيا حين تهدأ الأمور في البلاد».

كان «سيف الإسلام» قد أطلق سراحه مؤخرا من السجن حيث حافظ «إسماعيل» على اتصال به عبر فريقه القانوني واقتيد الى شرق ليبيا التي يسيطر عليها الجنرال «خليفة حفتر» حليف الإمارات فى ليبيا.

وتأتي ادعاءات «الجبير» و«القحطاني» في الوقت الذي تقود فيه السعودية حصارا على قطر بسبب مزاعم تمويلها للإرهاب ودعمها لإيران. وتنفي قطر بشدة هذه الادعاءات.

وكانت المملكة العربية السعودية، التي تدعمها الإمارات والبحرين، قد فشلت خلال أسبوعين من النزاع في تقديم اي دليل ضد قطر بما في ذلك ادعاءات محاولة الاغتيال التي وصفتها وزارة الخارجية الأمريكية أنها «غامضة».

وفي الأسبوع الماضي، وضعت المملكة 13 شرطاً لإنهاء الحصار، بما يتضمن فرض قيود شديدة على السياسة الخارجية وإغلاق قناة الجزيرة ، ولكن الدوحة رفضت تلك الشروط.

المصدر | ميدل إيست آي

  كلمات مفتاحية

الملك عبد الله محمد بن زايد القذافي محمد إسماعيل