قال خبراء وعاملون في قطاع السياحة المصري، إن قرار الحكومة أمس الخميس، بزيادة أسعار المواد البترولية، سيتسبب في  ارتفاع سعر البرنامج السياحي من 20 إلى 25%.

وأكد «محمد فلا» عضو جمعية مستثمري السياحة بالبحر الأحمر، إن تلك الزيادة تمثل نسبة النقل السياحي والخضروات والمواد الغذائية التي يستخدمها السائح والسولار والغاز المستخدم في عمليات التدفئة داخل الفنادق.

وحذر «ثروت عجمي»، مستشار غرفة شركات السياحة بالصعيد، من أن الرحلات النيلية بين محافظتي «الأقصر» و«أسوان»، جنوبي البلاد، ستكون الأكثر تأثرا بزيادة أسعار المواد البترولية حيث يمثل السولار أكثر من 30% من قيمة تكلفة الرحلة.

وأضاف أنه لا يمكن زيادة الأسعار في منتصف الموسم بالنسبة للعقود السارية مع الشركات الأجنبية، لافتًا إلى أن هذا القرار سيؤثر بالسلب على الموسم الشتوي المقبل بالنسبة للحركة السياحية الوافدة.

وقال «يسري عبدالوهاب»، نائب رئيس اتحاد النقل الجوي (تحت التأسيس)، إن أسعار تذاكر الطيران ستشهد زيادة طفيفة بمقدار زيادة الأسعار المرتبطة بالنقل البري من نقل الركاب والبضائع والركب الطائر (أطقم الطائرة) إلى المطار، لافتا إلى أن أسعار الوقود المستخدم فى تموين الطائرات لن يشهد أية زيادة نظرا لأنه يباع بالسعر العالمي.

وأشار «ماهر نصيف»، عضو غرفة شركات السياحة السابق، إلى إرتفاع تعريفة النقل بين المحافظات بنحو 25 جنيه، حيث ستزيد تعريفة السفر من القاهرة إلى منتجع «شرم الشيخ»، شمالي البلاد، إلى 145 جنيها بدلا من 120 جنيه حاليا، كما سترتفع تعريفة السفر لخط القاهرة- الغردقة، شرقا، من 110 إلى 135 جنيه، وهو ذات الحال بالنسبة لـ«مرسى مطروح»، شمال غربي البلاد.

وتسبب ارتفاع أسعار المحروقات الذي أعلنته الحكومة المصرية، وبدأت في تطبيقه أمس الخميس، في إثارة تخوفات لدى العاملين من أن يؤدي هذا القرار لمزيد من الخسائر خاصة في فترة الركود الذي تعانى منه السياحة حاليا، بحسب صحيفة «الشروق» المصرية اليومية.

ومن المتوقع أن يتكبد القطاع السياحي في مصر خسائر كبيرة بعد تطبيق الأسعار الجديدة خاصة أن 90% من التعاقدات حتى نهاية العام الجاري تمت بالأسعار القديمة ولا يمكن رفعها حاليا على السائح، فضلا عن تراجع الحركة السياحية الوافدة حاليا بغالبية المدن السياحية المصرية.

وتعاني السياحة المصرية، تدهورا حادا منذ عدة سنوات، خاصة عقب حادث تفجير الطائرة الروسية بسيناء في أكتوبر/تشرين الأول 2015، بواسطة عبوة ناسفة تم زرعها على متن الطائرة، وتبنى تنظيم «الدولة الإسلامية» لاحقا مسؤولية العملية.

وتواجه السياحة المصرية أزمة حادة، جراء الإجراءات التي اتخذتها روسيا ودول أخرى أوقف رحلاتها للمطارات المصرية، حتى تراجع إجمالي عدد السياح الوافدين إلى مصر بنحو 42% خلال الشهور العشرة الأولى من 2016 (من يناير/كانون ثاني حتى أكتوبر/ تشرين الأول) مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي، ليبلغ نحو 4.339 مليونًا، حسب بيانات رسمية.