«أردوغان» يبحث مع «ترامب» الأزمة الخليجية وسلاح «ب ي د»

الجمعة 30 يونيو 2017 01:06 ص

أجرى الرئيس التركي «رجب طيب أردوغان» أجرى، الجمعة، اتصالاً هاتفياً مع الأمريكي «دونالد ترامب»، تناول سبل حل الأزمة الخليجية، وقلق أنقرة من تسليح واشنطن لـ«حزب الاتحاد الديموقراطي» الكردي (ب ي د).

وقال «ماهر أونال»، المتحدث باسم حزب «العدالة والتنمية» الحاكم في تركيا إن «أردوغان» بحث خلال الاتصال مع «ترامب» الأسلحة الأمريكية المقدمة إلى (ب ي د)، الذي تعتبره أنقرة الذراع السوري لـ«حزب العمال الكردستاني» (بي كا كا) المُصنف كـ«منظمة إرهابية»، حسب ما أفادت صحيفة «صباح دايلي» التركية.

وأضاف «أونال» أن الرئيس التركي سيجري، بعد قليل، اتصالا هاتفياً مع الرئيس الروسي «فلاديمير بوتين»، دون ذكر أية تفاصيل بشأن المواضيع التي سيجرى التناقش بشأنها.

من جانبه، قال البيت الأبيض، عبر بيان، إن «ترامب» بحث هاتفيا مع «أردوغان» سبل حل الأزمة الخليجية، حسب وكالة «رويترز» للأنباء.

كان «أردوغان» أجرى لقاءً ثنائيًا مع «ترامب» في البيت الأبيض خلال زيارة رسمية أجراها إلى العاصمة الأمريكية واشنطن في 16 مايو/أيار الماضي.

وفي 5 يونيو/حزيران الجاري، أعلنت كل من السعودية والإمارات والبحرين ومصر قطع علاقاتها وإغلاق موانيها وأجوائها ومعابرها البرية في وجه الدوحة بادعاء تقديم الأخيرة «الدعم للإرهاب»؛ وهو الاتهام الذي نفته قطر بشدة، وقالت إنها تواجه حملة افتراءات وأكاذيب وصلت حد الفبركة الكاملة بهدف فرض الوصاية عليها، والضغط عليها لتتنازل عن قرارها الوطني.

ولاحقاً، قدمت الدول الأربعة، عبر دولة الكويت، قائمة من 13 مطلباً، إلى قطر، من بينها إغلاق القاعدة العسكرية التركية على أراضيها، والتي وصفتها الدوحة بأنها «ليست واقعية ولا متوازنة وغير منطقية وغير قابلة للتنفيذ».

وبينما تسعى تركيا إلى حل سلمي للأزمة الخليجية، لم تخفي دعمها الواضح لقطر، بينما استنكر «أردوغان» ر طلب دول الحصار من قطر إغلاق القاعدة التركية، معتبراً أن هذا الطلب يمثل «عدم احترام» لبلاده، خاصة أن الدول الأربع لم تتحدث مع أنقرة في الموضوع ولم تطلب منها سحب قواتها.

وبخلاف ذلك، تبدى أنقرة قلقاً متصاعداً من الدعم الأمريكي لتنظيم «ب ي د».

والأربعاء الماضي، بحث وزير الدفاع التركي «فكري إشيق» مع نظيره الأمريكي «جيمس ماتيس» عدداً من القضايا، ومنها الأسلحة الأمريكية المقدمة إلى «ب ي د»، وذلك في لقاء بالعاصمة البلجيكية بروكسل على هامش مشاركتهما في اجتماع وزراء دفاع دول حلف شمال الأطلسي (ناتو).

ونقلت وكالة «الأناضول» للأنباء التركية الرسمية، عن مصادر وصفتها بأنها «مطلعة»، إن الاجتماع استمر نحو ساعة، بحضور وفدي الوزيرين، وخلاله جدد «إشيق» لنظيره الأمريكي انزعاج تركيا من علاقة الولايات المتحدة مع تنظيم «ب ي د».

وأضافت المصادر أن الوزيرين بحثا تفاصيل رسالة بعثها «ماتيس» إلى نظيره التركي حول الأسلحة المقدمة إلى تنظيم «ب ي د»؛ حيث بيّن الوزير الأمريكي أن علاقتهم مع «ب ي د» هو وضع مؤقت لفترة قصيرة، ونابع عن ضرورة وليست عن رغبة.

في السياق ذاته، قال بيان صادر عن وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) إن «ماتيس» أعاد التأكيد على دعم بلاده لتركيا في محاربتها لـ«بي كا كا»، وعزمها زيادة التعاون مع جهود تركيا في هذا الصدد.

كانت «قوات سوريا الديمقراطية»، التي يمثل مقاتلي «وحدات حماية الشعب» (ي ب ج)، الذراع المسلح لـ«ب ي د»، عمودها الفقري، حصلت على أسلحة، بينها مدرعات، من إدارة الرئيس الأمريكي «دونالد ترامب» خلال الأشهر الأخيرة.

وبدعم أمريكي، بدأت «قوات سوريا الديمقراطية» في 5 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي حملة «غضب الفرات» لطرد مسلحي «الدولة الإسلامية» من مدينة الرقة، معقل التنظيم في سوريا.

واعتمد الرئيس الأمريكي السابق «باراك أوباما» سياسة في سوريا تعتمد على قتال تنظيم «الدولة الإسلامية» عبر دعم «قوات سوريا الديموقراطية» بالسلاح، وتكثيف الضربات الجوية ضد التنظيم، الأمر الذي سارت على نهجه إدارة «ترامب».

وفي وقت سابق، قال وزير الخارجية التركي «مولود جاويش أوغلو» إن تسليح تركيا لأكراد سوريا سيجعلها في «وضعية بلد داعم للإرهاب».

ولا تخفي أنقرة خشتيها من استغلال الأكراد الحرب الحالية في سوريا في تنفيذ مشروعه لقيام دولة كردية في شمال سوريا، على غرار الإقليم الكردي في شمال العراق، وتقلق من أن تشجع هذه الخطوة الأكراد في تركيا على المطالبة بخطوة مماثلة.

وكان الأكراد في سوريا أعلنوا خلال مؤتمر عقد في رميلان بريف الحسكة في 17 مارس/آذار 2016، عن تأسيس نظام فدرالي يضم 3 مناطق تتمتع بالحكم الذاتي أقامتها جماعات كردية قبل عامين.

وأوضح المشاركون في المؤتمر، آنذاك، أن المناطق التي ستنضم إلى النظام الفيدرالي ستسمى «إقليم روج آفا وشمال سوريا»، وسيكون فيه تمثيل لكافة العناصر الاثنية في تلك المناطق.

  كلمات مفتاحية

تركيا أمريكا ترامب بوتين الأزمة الخليجية سوريا ب ي د

واشنطن: ربما نسلح الوحدات الكردية حتى بعد استعادة الرقة

واشنطن تتعهد لتركيا باستعادة أسلحتها من الأكراد بعد الرقة

وزير الدفاع الأمريكي لـ«يلدريم»: تسليح «ب ي د» ليس خيارا بل التزام علينا في معركة الرقة

أنقرة تحتج على توجيه الاتهام لمرافقي «أردوغان» باشتباكات واشنطن