«إيكونوميست»: واشنطن صارت مشلولة في عهد «ترامب»

الأحد 2 يوليو 2017 04:07 ص

يأتي يوم 4 يوليو/تموز ليحيي ذكرى اتحاد 13 مستعمرة ضد الحكم البريطاني في يوم فخرٍ للأمريكيين. لكنّه يأتي وهناك انقسامات بين الجمهوريين والديمقراطيين، وبين عمال المصانع وطلاب الجامعات، وبين سكان المدن والأحياء الشعبية، كما وتأتي في حضور «دونالد ترامب»، الذي لا يعبر عن عرض من أعراض الانقسامات في الشارع الأمريكي فقط، بل كسبب من أسبابها.

وقد اعتمد منذ أيامه الأولى في الحملة الانتخابية على الخطاب الانقسامي الذي يهاجم فئات معينة من المجتمع الداخلي، فضلًا عن التمييز ضد الأجانب. وبعد 5 أشهر له في الإدارة، لا يبدو أنّ طريقته قد نجحت. فقد قاد «ترامب» سياسة أكثر ضررًا بالولايات المتحدة من سلفه «أوباما».

ولم تبدأ عدم الثقة والشك بين الأمريكيين مع تولي «ترامب» فقط، وخلال عقود، اشتكى الأمريكيون من جمود السياسة في واشنطن وزيادة نفوذ جماعات الضغط بعيدًا عن صالح المواطن الأمريكي.

وأصبحت المؤسسات الأمريكية أضعف من أي وقتٍ مضى، وأصبح يسيطر عليها رجال الأعمال والمصالح الخاصة، وأصحاب العلاقات بالدول الأجنبية.

لكن يرى البعض أنّ دولة بحجم الولايات المتحدة مع ثرواتها الهائلة من المال والموارد، إضافةً إلى ثروتها البشرية الهائلة من الكفاءات والأيدي العاملة، تجعلها تتخطى هذا بسهولة، وإن كان ترامب سيئًا، فيمكن تغييره وتغيير الوضع برمته بعد 4 أعوام.

وتكون بالفعل هذه النقاط مزايا تفوق هائلة، لكنّها لا تفعل سوى تخفيف الأضرار الواقعة على واشنطن. وإذا استمرت هذه السياسات المتناقضة، ستعاني واشنطن كثيرًا في قادم الأعوام. ويؤثر إصلاح الرعاية الصحية على سدس الاقتصاد. وتتسبب الشكوك وعدم الثقة في ضرر اجتماعي كبير. وتحمل البيروقراطية الكثير من العيوب. وبالإضافة إلى ذلك، وفرت سياسات الرئيس السيئة تزايد القوة الاحتكارية للشركات دون منازع. وحتى نظام التعليم والتدريب في المدارس قد أصابه الجمود. وإذا استمر ترامب لـ 8 أعوام، على الرغم من استبعاد ذلك، قد يسبب شللًا تامًا ونقصًا في الكفاءة تضرب البلاد.

والأخطار واضحة بالفعل في السياسة الخارجية. ولا يقوم السيد «ترامب» إلى بفعل ما يضر القيادة الأمريكية بشكلٍ دائم. ومن شأن الشراكة عبر المحيط الهادئ أن ترسخ مفهوم أمريكا للأسواق الحرة في آسيا وأن تعزز تحالفاتها  العسكرية. لكنّ رفض ترامب لاتفاق باريس بشأن المناخ، أظهر أنّه لا يرى العالم كمنتدى تعمل فيه الدول معًا لحل المشاكل، ولكن كمنطقة تتنافس فيها لصالحها. ويؤدي عدم انتظامه في صنع القرار، وتضامنه مع الأوتوقراطيين، إلى جعل حلفائه يتساءلون عما إذا كان بإمكانهم الاعتماد عليه في أي أزمة.

المصدر | إيكونوميست

  كلمات مفتاحية

ترامب أوباما السياسة الأمريكية الشرق الأوسط