تصاعدت أزمة «الطفل الإيطالي»، القتيل بمدينة «طلخا» بمحافظة الدقهلية، شمال القاهرة، والذي تعرض للموت خنقا بعد محاولة اعتداء جنسي عليه، وسط غضب في الشارع الإيطالي.

وفرضت الأجهزة الأمنية المصرية، أمس السبت، طوقا أمنيا مشددا بمحيط منزل المتهم بعد محاولة عدد من الأهالى إشعال النار فيه.

وكانت نيابة طلخا، برئاسة «محمود حجازي»، وكيل النيابة، وتحت إشراف المستشار «أيمن عبدالهادي»، المحامى العام لنيابات جنوب الدقهلية، قررت مساء أمس، حبس المتهم «أحمد. ش»، 28 عاما، «حداد»، 4 أيام على ذمة التحقيق فى اتهامه بقتل الطفل «وليد محمد حامد الغطاس»، 9 سنوات، الذى يحمل الجنسية الإيطالية بقرية «ميت الكرماء»، بتهمة الخطف والقتل العمد، وذلك عقب معاينة مسرح الجريمة والتصريح بدفن الجثمان.

وأفاد المتهم، بقتل الطفل في أقواله خلال التحقيق أمام نيابة طلخا: «أنه خنق الطفل بوضع قطعة من القماش على وجهه بسبب صراخه أثناء محاولته الاعتداء عليه جنسيًا داخل بدروم منزله».

وتبين من تحريات المباحث، أن الطفل مولود فى إيطاليا، وأن زيارته التي بدأت قبل أيام بصحبة والديه إلى مصر تعد الأولى له، وفق صحف مصرية.

واختفى «الطفل الإيطالى» ثاني أيام العيد، وتم الكشف عن الجثة داخل جوال بعد انبعاث رائحة كريهة أسفل منزله بمدينة طلخا.

وقال «محمد حامد الغطاس» والد الطفل، في تصريحات صحفية، «على مدار ثلاثة أيام كنا بنبحث عنه في كل مكان، وكل شباب القرية يبحث معنا وحتى جارنا، الذي قتله كان يبحث معنا، ولم يتركنا لحظة في البحث، وكنا نعتقد أن أحدًا خطفه لطلب فدية، لكننا لم نتلق أي اتصالات، وبدأت تظهر رائحة كريهة في المنزل الملاصق لنا، وكنا نعتقد أن قطة ماتت وخرجت منها الرائحة، ورفضت والدة المتهم إعطائنا مفاتيح المنزل، للبحث عنها وإزالتها، وقامت بسمّ الدواجن وإلقائها بالشارع حتى تغطي على رائحة الجثة».

واستطرد قائلًا: «استعنا بأمين شرطة، فدخل ومعه بعض الشباب فسمعت صراخهم جثة جثة، وأحدهما قال ابنك هنا يا محمد.. ولم أتمالك نفسي وسقطت على الأرض».

وتابع والد الطفل: «المتهم ووالدته كانا يخططان للخروج بالجثة وإلقائها في مكان لإخفاء الجريمة، لكن ربنا أراد كشفهم لأن الأهالى من لحظة اختفاء ابني لم يتركوا الشارع أمام البيت الكل يبحث أو يسأل ومنزل المتهم ملاصق لمنزلنا، فلم يتمكنا من الخروج حتى خرجت الرائحة لتكشف الجريمة».

وأوضح والد الطفل أن «إبني مسك في القاتل وقاله سيبني يا عمو.. لكن المجرم لم يرحم ضعفه وطفولته وخنقه حتى الموت، وأطالب بإعدامه في ميدان عام حتى يكون عبرة للجميع»، مشيرًا إلى أن «هناك غضب بإيطاليا بعد الحادث ومدرسته لن تسكت، وزملائه نظموا وقفة احتجاجية بالشموع حزنا على مقتل زميلهم، وكل الشارع الإيطالي عرف بالجريمة وهي جريمة في حق مصر كلها»، وفق تصريحاته.

ولم يصدر بعد أي تعليق رسمي من السلطات الإيطالية، وسط توقعات بمطالبة روما المشاركة في التحقيقات، كون الطفل يحمل الجنسية الإيطالية.

وقررت الحكومة الإيطالية سحب سفيرها في القاهرة للتشاور منذ أبريل/ نيسان قبل الماضي، احتجاجًا على ضعف تعاون الجانب المصري في التحقيقات بشأن مقتل طالب الدكتوراه، «جوليو ريجيني»، في مصر، العام الماضي.

وذكر تقرير الطب الشرعي بعد فحص الجثة في روما أن «ريجيني» قد تعرض للتعذيب على مدى عدة أيام، وأنه فارق الحياة بعد تعرضه لكسر فقرات عنقه.

وفي يونيو/ تموز قبل الماضي، صوّت البرلمان الإيطالي على قرار بمنع تصدير قطع غيار مقاتلات «إف-16» إلى مصر للضغط على السلطات المصرية لإجراء تحقيقات أكثر شفافية فيما يخص مقتل «ريجيني».