العلماء يصنعون أول جلد «معملي» للزواحف

الاثنين 3 يوليو 2017 02:07 ص

تمكن العلماء من إنماء جلد بشري في المختبر وتم استخدامه في ترقيع جلد ضحايا الحروق، لكنهم لم يتمكنوا من فعل نفس الشئ مع غير الثدييات حتى الآن، لكن فريقا من العلماء تمكن بنجاح مؤخرا من إحراز إنجاز جديد، بعد أن قاموا بإعادة بناء جلد سلحفاة البحر الخضراء أثناء قيامهم بدراسة لمعرفة المزيد عن عدوى فيروسية خطيرة على الزواحف المهددة بالانقراض.

السلحفاة الخضراء هي سلحفاة بحرية ضخمة توجد في جميع أنحاء البحار الاستوائية وشبه الاستوائية، وهي تهاجر لآلاف الأميال أثناء ارتحالها بين أماكن التغذية والتكاثر، وقد كانت منتشرة لدرجة أن طواقم السفن كانوا يجمعونها لتناولها كطعام، حتى إنها استخدمت تجاريا في منتجات مثل الحساء المعلب والجلود، أما الآن، فالسلحفاة الخضراء مهددة بالخطر، واصطيادها أو أخذ بيضها هو شئ غير قانوني.

لسوء الحظ، فإن الإنسان ليس التهديد الوحيد لهذه السلاحف، فهي أيضا معرضة لفيروس مرتبط بالورم الليفي يسمى «كيلونيد هيربس فيروس»، وفي السلاحف (خاصة في تلك المحيطة بهاواي وفلوريدا والبرازيل) فإنها تسبب أوراما على الجلد والعيون والفم وكذلك داخل الجسم.

هذا ليس تشويها فقط، ولكنه أيضا يضعف مناعة السلاحف، ويجعلها عرضة لالتهابات ثانوية، والهزال وحتى الموت.

سابقة فريدة

المشكلة على مدى العشرين سنة الماضية التي عرقلت محاولة العلماء لفهم ومعالجة الفيروس في السلاحف الخضراء، كانت في إيجاد طريقة لإعادة إنتاج الأورام تحت ظروف المختبر.

ولكي يفعلوا هذا، فقد قام الفريق باستخدام جلد عادي وخلايا ورم تم أخذها من السلاحف، واستخدموها في زراعة الخلايا، وهندستها لإنتاج شكل معقد ثلاثي الأبعاد لجلد السلحفاة.

وقد قال العالم «ثيري وورك»، والذي ينتمي للفريق، أن هذا الجلد الجديد أقرب بكثير إلى الجلد الحقيقي للسلحفاة الحية عن أي طريقة سابقة، وهو يسمح للعلماء بملاحظة تناسخ الفيروس في ظاهرة لم يسبق لها مثيل.

لم يكشف هذا الإنجاز عن مراكز تكاثر الفيروس الذي يشبه الشمس داخل الخلايا فحسب، وإنما قد يؤدي أيضا لاختبارات على الدم لكشف الفيروس، وفهم الأمراض التي تسببها الفيروسات في الزواحف بشكل أفضل.

داء الورم الحليمي الليفي هو أكثر مرض معدي يؤثر على السلاحف الخضراء المهددة، وفد تقود اكتشافات الفريق في نهاية المطاف لفهم الأورام التي يسببها فيروس الهربس في البشر كذلك.

 

المصدر | نيو أتلاس

  كلمات مفتاحية

علوم الزواحف جلد معملي