«حماس» ترفض طلبا من «عباس» بوقف التفاهمات مع «دحلان»

الاثنين 3 يوليو 2017 05:07 ص

تجرى السلطة الفلسطينية مفاوضات غير مباشرة مع حركة «حماس»، لإثنائها عن «التفاهمات» التي أجرتها مع «محمد دحلان» القيادي المفصول من حركة «فتح».

وبحسب مصادر فلسطينية، فإن الرئيس «محمود عباس» و«فتح» أرسلا اقتراحات لـ«حماس» عبر ثلاث جهات، إحداها دولية واثنتان محليتان، يطلبان فيها إلغاء التفاهمات مع «دحلان» وقطع العلاقة معه، إضافة إلى الشروط الثلاثة المعروفة لوقف ما سماه «الإجراءات غير المسبوقة»، وتتضمن أن تحل «حماس» اللجنة الادارية (حكومة الأمر الواقع) التي أعادت تشكيلها ومنحتها الثقة من المجلس التشريعي في قطاع غزة قبل شهور قليلة، والموافقة على تشكيل حكومة وحدة وطنية، وعلى تنظيم انتخابات عامة في فلسطين.

وأشارت المصادر التي تحدثت مع صحيفة «الحياة»، إلى أن «الوسطاء الثلاثة» نقلوا الرسالة الى «حماس» قبل أيام، وأبلغوها أن «عباس» جاهز لبحث أي قضية مع الحركة بعد تنفيذ هذه الشروط وليس قبلها.

رد «حماس»

وأوضحت أن «حماس» رفضت الشروط جميعاً، واشترطت تراجع «عباس» عن كل «الإجراءات غير المسبوقة» التي اتخذها خلال الشهور الثلاثة الأخيرة، ومن بينها فرض الضرائب على الوقود اللازم لتشغيل محطة الكهرباء الوحيدة في القطاع، وإلغاء طلبه من (إسرائيل) تقليص نحو 48 ميغاواط من الكهرباء التي تزود بها القطاع، وإلغاء قرار وقف التحويلات الطبية وتغطية علاج مرضى القطاع مالياً، وإلغاء قرار الحسم بنسب كبيرة من رواتب موظفي السلطة، وكذلك التراجع عن وقف رواتب أسر الشهداء والأسرى.

كما اشترطت حركة «حماس»، دفع رواتب نحو 40 ألفاً من موظفيها الذين عينتهم غداة الانقسام في يونيو/ حزيران عام 2007.

وقالت المصادر إن الحركة في حاجة إلى ضمانات مسبقة من أطراف عدة، فلسطينية وعربية ودولية، للموافقة على حل اللجنة الإدارية.

وأضافت أن الحركة رفضت قطع العلاقة مع «دحلان» الذي يعتبر نفسه «زعيم التيار الإصلاحي» في «فتح»، أو التراجع عن أي تفاهمات معه، بل تعتبر أن هذا «شأناً يخصها»، فضلاً عن أن «المصالحة مع دحلان تصب في نهاية المطاف في المصالحة الفلسطينية عموماً».

واعتبرت المصادر أن لدى «حماس» خططاً وقرارات، من بينها منع سفر عضو اللجنة المركزية لحركة «فتح»، مسؤولها في القطاع «أحمد حلس» الذي منعته أجهزتها الأمنية من مغادرة القطاع إلى رام الله قبل أيام. وتوقعت أن تتخذ قرارات مشابهة في حق قادة «فتحاويين» آخرين في مقابل منح تسهيلات كبيرة لتيار «دحلان» للعمل في القطاع والتحرك بحرية.

تعاون مع مصر

وأشارت المصادر إلى أن الحركة ردت بوضوح وصرامة على شروط «عباس» أمس عندما توجه وفد كبير من لجنتها الإدارية إلى القاهرة برئاسة عضو المكتب السياسي «روحي مشتهى».

واعتبرت المصادر أن استقبال الوفد في القاهرة يعني اعترافاً مصرياً صريحاً باللجنة الإدارية، وإشارة ضمنية واضحة إلى «عباس» برفض حلها، بل التعاون معها على أرض الواقع.

ولفتت أيضاً إلى «الدعوة» لزيارة القطاع التي وجهها رئيس المكتب السياسي للحركة في القطاع «يحيى السنوار»، إلى القيادي «سمير المشهراوي» الذراع الأيمن لـ«دحلان».

وكشفت المصادر أن «المشهراوي» و«سليمان أبو مطلق» أحد كبار مساعدي «دحلان»، سيصلان القطاع الأسبوع المقبل، مرجحة ألا يعود «دحلان» في الوقت الراهن، وأن عودته قد تتأخر أسابيع أو شهور قليلة.

وقالت إن أنصار «دحلان» سيحتفون بالرجلين، وسينظمون احتفالات لهما في مناطق عدة في القطاع، كما سيلتقيان قيادة «حماس»، وفي مقدمها رئيس المكتب السياسي «إسماعيل هنية».

جولة «هنية»

وأضافت أن الانفتاح على مصر و«دحلان»، شجع «هنية» نفسه على أن يقوم بجولة خارجية بعد عيد الأضحى المبارك تشمل مصر ودولاً عربية وربما إسلامية.

وستكون هذه الجولة الأولى من نوعها لـ«هنية» بعد انتخابه رئيساً للمكتب السياسي قبل نحو شهر ونصف الشهر، وسيسعى خلالها الى تعزيز علاقات الحركة العربية والاقليمية.

وأشارت المصادر الى أن هذا الهدف أحد هدفين تسعى «حماس» إلى تحقيقهما من وراء «المصالحة وطي صفحة الماضي» مع «دحلان» الذي تبغي أن يشكل لها «جسراً» لإقناع الغرب بتوجهاتها السياسية، خصوصاً بعدما أصدرت وثيقتها السياسية الجديدة مطلع مايو/ أيار الماضي.

ووفق المصادر، فإن الحركة لا تتطلع في المرحلة الحالية الى أي تحالف سياسي مع الرجل الذي تربطه علاقات قوية بهيئات ومؤسسات حاكمة في دول عربية عدة ودول أوروبية وأجنبية، علاوة على الولايات المتحدة و(إسرائيل).

حلم الرئاسة

وأوضحت أن «دحلان» يسعى من خلال الانفتاح على «حماس» إلى الحصول على «موطئ قدم له في فلسطين» بعدما حرمه «عباس» من البقاء في الضفة الغربية التي لجأ إليها بعدما سيطرت «حماس» على القطاع مباشرة عام 2007.

واعتبرت المصادر أن ليس بإمكان «دحلان» العودة إلى غزة من دون مصالحة مع «حماس»، وهي أقرب وأسهل من المصالحة مع «عباس».

ولفتت إلى أن «دحلان» يسعى للعودة إلى فلسطين عبر غزة، كي يعمل على تحقيق حلمه في الوصول الى «كرسي الرئاسة».

وترجح المصادر أن «دحلان» لا يسعى إلى خلافة «عباس» مباشرة، بل أن يخلف الأخير قيادي «فتحاوي كمرحلة انتقالية» تمهد له الطريق إلى «كرسي الرئاسة».

يشار إلى أن تفاهمات «دحلان» مع الحركة، ترافقت مع تفاهمات بين مصر و«حماس» في شأن الأمن على الحدود، وترتيبات فتح معبر رفح، المعبر الحدودي الوحيد لقطاع غزة على العالم الخارجي، وإدخال السولار الصناعي لتشغيل محطة الكهرباء في القطاع.

وتزامن هذان التطوران الكبيران مع تطورين كبيرين آخرين، الأول الإجراءات غير المسبوقة التي اتخذتها السلطة في قطاع غزة، والثاني المقاطعة التي فرضتها دول الخليج بقيادة المملكة العربية السعودية ومصر على قطر، الداعم الرئيس لـ«حماس».

ويقول المقربون من «دحلان» إنه استفاد من الحقائق والتغيرات الأخيرة المتمثلة في وجود قيادة جديدة وقوية لـ«حماس» مركزها غزة وليس قطر، ووجود ضغوط جديدة وقاسية للسلطة في غزة أدت إلى تضرر الجمهور الواسع، وليس فقط «حماس»، وحاجة مصر إلى سند في حرب الاستنزاف التي تخوضها في مواجهة الجماعات السلفية في سيناء.

وبدأ تطبيق هذه التفاهمات بدخول الوقود من مصر إلى القطاع، وتنسيق عودة عدد من قادة تيار دحلان إلى غزة بعد العيد، مثل سمير مشهراوي، وإعلان توفير دعم إماراتي مالي كبير (150 مليون دولار) لإقامة محطة لتوليد الكهرباء تعمل بالطاقة الشمسية في القطاع.

المصدر | الخليج الجديد + الحياة

  كلمات مفتاحية

حماس محمود عباس فلسطين السنوار مصر عباس فتح