للمرة الأولى.. رئيس وزراء الهند يزور (إسرائيل)

الاثنين 3 يوليو 2017 05:07 ص

في سابقة تاريخية للعلاقات بين البلدين، يبدأ رئيس الوزراء الهندي، «ناريندرا مودي»، اليوم الاثنين، زيارته لإسرائيل فيما يعد تأييداً علنياً لدولة يبدي منذ وقت طويل إعجابه بها لخبراتها العسكرية والتكنولوجية، لكن أسلافه كانوا يحافظون على مسافة معها، ومن المتوقع أن تعزز الزيارة التعاون العسكري بين البلدين.

ويقول المحللون إن الهند تنتهج عادة دبلوماسية حذرة في المنطقة خوفاً من إغضاب الدول العربية وإيران، فهي الدول التي تعتمد عليها الهند في وارداتها الكبيرة من النفط، أو إثارة استياء الأقلية المسلمة بين سكانها. والهند داعم قوي للقضية الفلسطينية حتى على رغم سعيها بعيداً من الأضواء لعلاقات مع إسرائيل.

ولكن يكشف «مودي» الآن عن علاقات عسكرية مزدهرة. ويقول مسؤولون في نيودلهي وتل أبيب إن مودي سيجري محادثات تستمر ثلاثة أيام مع نظيره الإسرائيلي «بنيامين نتانياهو» لتطوير بيع وإنتاج الصواريخ والطائرات من دون طيار ونظم الرادارات تحت شعار «صنع في الهند».

وأشاد «نتنياهو» بما وصفه بأنه «زيارة تاريخية»، وقال اليوم إنه والزعيم الهندي عملا معاً على مدى السنوات الماضية على بناء «صداقة قوية» بين إسرائيل والهند.

وقال «نتنياهو» لحكومته في تصريحات علنية إن «هذه الزيارة ستعمق التعاون في نطاق واسع من المجالات، منها الأمن والزراعة والمياه والطاقة، وتقريباً في جميع المجالات التي تعمل فيها إسرائيل».

وفي مقابلة له مع صحيفة «إسرائيل يا هوم» أجريت عشية الزيارة، وصف رئيس الوزراء الهندي إسرائيل بـ«منارة التكنولوجيا»، مشيرا إلى سعيه لوضع العلاقات بين البلدين على مستوى أعلى مبدئيا.

وقال «مودي» إن الهند وإسرائيل تواجهان التهديد المشترك الذي يمثله الإرهاب، مضيفا أنه يخطط للقيام بزيارة إلى مدينة القدس، لكنه لا يستطيع نقل سفارة بلاده من تل أبيب إلى هذه المدينة، إلا بعد تسوية قضية صفتها بين الفلسطينيين والإسرائيليين.

بدوره، أشاد رئيس الوزراء الإسرائيلي، «بنيامين نتنياهو»، بزيارة الزعيم الهندي لبلاده واعتبرها «زيارة تاريخية» تتزامن مع حلول الذكرى الـ25 لتدشين العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، مشيرا إلى أنه والزعيم الهندي عملا معا على مدى السنوات الماضية على بناء «صداقة قوية» بين إسرائيل والهند.

وقال «نتنياهو» لحكومته في تصريحات علنية «هذه الزيارة ستعمق التعاون في نطاق واسع من المجالات، منها الأمن والزراعة والمياه والطاقة، وتقريبا في جميع المجالات التي تعمل فيها إسرائيل».

تعاون عسكري

ويوضح مسؤولون في دلهي وتل أبيب أن مودي سيجري محادثات تستمر ثلاثة أيام مع نظيره الإسرائيلي لتطوير بيع وإنتاج الصواريخ والطائرات المسيرة من دون طيار، ونظم الرادارات التي ستحمل علامة «صنع في الهند»، وذلك من دون زيارة رام الله وعقد لقاءات مع المسؤولين الفلسطينيين، وفقا لما يجري عادة.

ونقلت وكالة «رويترز» عن «بالا باسكار»، رئيس قسم غرب آسيا بوزارة الخارجية الهندية، قوله: «لدينا علاقات في مجالات مختلفة مع إسرائيل تمتد من التعاون الزراعي إلى الأمن الداخلي».

وأضاف «باسكار» أن علاقة الهند مع كل من الإسرائيليين والفلسطينيين مهمة، ولا يتعين النظر إلى هذه العلاقة من منظور آخر.

شراكة استراتيجية

ومن المتوقع أن يعلن الجانبان الهندي والإسرائيلي عن شراكة استراتيجية في مجالات المياه والزراعة وتكنولوجيا الفضاء خلال زيارة مودي، لكن العلاقات العسكرية التقنية هي التي يجري تطويرها بالدرجة الأولى، لا سيما أن الهند أصبحت الآن أكبر سوق للسلاح الإسرائيلي حيث تشتري معدات وأسلحة بقيمة مليار دولار سنويا من إسرائيل.

وفي أبريل/نيسان الماضي أبرمت الهند اتفاقا مع شركة «إسرائيل لصناعات الطيران والفضاء» الحكومية بقيمة حوالي ملياري دولار، فيما وصف بأنه «أكبر صفقة سرلاح» في التاريخ الإسرائيلي. وبموجب الاتفاق، ستقوم الشركة الإسرائيلية بتزويد الهند بمنظومة دفاعية متقدمة من صواريخ أرض-جو متوسطة المدى، وقاذفات، وتكنولوجيا اتصالات.

وتم الإعلان في وقت لاحق عن صفقة أخرى قيمتها 630 مليون دولار لتزويد البحرية الهندية بأنظمة دفاع صاروخي إسرائيلية.

ونقلت «رويترز» عن «إيلي الفاسي»، نائب الرئيس التنفيذي لشؤون التسويق بشركة «إسرائيل لصناعات الطيران والفضاء» أنها تورد طائرات من دون طيار ورادارات ونظم اتصالات ونظم لأمن الإنترنت إلى الهند.

وقال «الفاسي»، في تصريحات أدلى بها الاثنين: «نحن نتكيف مع سياسة صنع في الهند التي تقول إن الشركات المحلية فقط هي التي تفوز بعطاءات، لذلك نقوم بتأسيس ثلاث مشروعات مشتركة في الهند مع شركات محلية هندية».

وأضاف أن شركة الصناعات الفضائية الإسرائيلية وقعت مذكرة تفاهم لصنع صواريخ مع شركة بهارات الكترونيكس ليمتد الهندية الحكومية وأطلقت مشروعا مشتركا مع «ديناميك تكنولوجيز» لصنع طائرات من دون طيار وتبحث عن شريك في مشروع مشترك لوحدتها «إلتا» المختصة بنظم الاتصالات والحروب الإلكترونية.

وتنفذ الهند برنامجا للتحديث العسكري بقيمة تزيد على مئة مليار دولار لمواجهة منافستيها باكستان والصين.

ويقول المحللون إن الهند تنتهج عادة دبلوماسية حذرة في الشرق الأوسط خوفا من إغضاب الدول العربية وإيران، فهذه الدول تعتمد عليها الهند في وارداتها الكبيرة من النفط، كما إن دلهي تخشى إثارة استياء الأقلية المسلمة بين سكانها. وتبقى الهند داعما قويا للقضية الفلسطينية في المحافل الدولية، وبنفس الوقت فهي تسعى إلى أن تكون بعيدة عن الأضواء في علاقاتها مع إسرائيل.

وفي أبريل/نيسان الماضي، أعلنت شركة «إسرائيل لصناعات الفضاء والطيران» (حكومية)، عن عقد صفقة تبيع بموجبها «منتجات عسكرية وأمنية» للهند بقيمة ملياري دولار، لتكون «الأكبر في تاريخ الصناعات الأمنية الإسرائيلية»، حسب إعلام محلي.

  كلمات مفتاحية

الهند إسرائيل

منظمة الفلاحين الهندية تنضم لحركة المقاطعة الدولية لـ(إسرائيل)