مفكرون وكتاب ينتقدون تغير سياسة «ماكرون» تجاه «الأسد»

الثلاثاء 4 يوليو 2017 08:07 ص

نشرت صحيفة «ليبراسيون» الفرنسية مقالا أصدره مثقفون وكتاب ومفكرون فرنسيون وسوريون، ينتقدون فيه تحول سياسة الرئيس الفرنسي «إيمانويل ماكرون» تجاه الرئيس السوري «بشار الأسد»، بعد تصريحه لصحيفة «لو فيغارو» أنه «لا يرى خلفا مشروعا لبشار الأسد» الذي يعتبره عدوا للشعب السوري وليس عدوا لفرنسا، متهمين ماكرون بـ«تسخيف» الشعب السوري.

ووجه ما يقارب المئة مثقف وخبير فرنسي وسوري رسالة مفتوحة إلى الرئيس الفرنسي «إيمانويل ماكرون» منتقدين تغير موقفه المفاجئ حيال الرئيس السوري «بشار الأسد»، واصفين خطوته بأنها «خطأ تحليلي فادح».

وفي مقال نشر الاثنين في صحيفة «ليبراسيون» الفرنسية، انتقد باحثون وصحفيون وكتاب، تحليل الرئيس الفرنسي للملف السوري الذي ورد في مقابلة حديثة له مع صحيفة «لو فيغارو» الفرنسية.

وقال الرئيس الفرنسي في المقابلة التي نشرت في 22 حزيران/يونيو إنه «لا يرى خلفا مشروعا لبشار الأسد» وإن هذا الأخير ليس «عدوا» لفرنسا إنما للشعب السوري، بعدما كانت باريس لفترة طويلة في مقدمة المطالبين برحيل «الأسد».

وكتب الموقعون على المقال أن «خطوة ماكرون هي خطأ تحليلي فادح، لن تضعف فرنسا على الساحة الدولية فحسب إنما لن تقضي بأي شكل من الأشكال على الإرهاب».

ومن بين الموقعين الكاتبة والمفكرة السورية «سمر يزبك» و«ياسين الحاج صالح» والباحثين «زياد ماجد» و«فنسان جيسير» و«ليلى سورا» وكذلك الصحفيين «إديث بوفيه» و«غارانس لو كازن».

وتوجهوا إلى «ماكرون» بالقول «باعترافكم بشرعية بشار الأسد على الرغم من جرائمه الموثقة، إنما تضعون فرنسا في موقف الدولة المتواطئة».

وأضافوا «تقولون إنكم وضعتم خطين أحمرين، السلاح الكيميائي ووصول المساعدات الإنسانية، لكن هاتين النقطتين تم تخطيهما منذ زمن ومن دون أي عقاب. أنتم تستبعدون أمورا أخرى: قصف المدنيين والتعذيب والسجن الجماعي وحصار المدن والتجنيد الإجباري، هذه التجاوزات غير مقبولة».

وانتقدوا ماكرون لتقريبه سياسة فرنسا من المواقف الأمريكية والروسية عبر إعطائه «شيكا على بياض» للنظام السوري تحت عنوان مكافحة الإرهاب، مشددين على أن الأسد بالنسبة إليهم «ليس عدوا للإرهاب إنما هو مروج له».

وأخيرا، اتهم الموقعون على الرسالة الرئيس الفرنسي بـ«تسخيف شعب بأكمله، لأنكم لا ترون أنه قادر على أن ينتخب بنفسه خلفا شرعيا للأسد».

ومنذ آذار/مارس 2011، أوقعت الحرب السورية أكثر من 320 ألف قتيل وتسببت بملايين النازحين واللاجئين.

والشهر الماضي، شن مغردون عرب، هجوما على الرئيس الفرنسي «إيمانويل ماكرون»، التي قال فيها إنه لا يرى بديلا شرعيا لحكم سوريا سوى «بشار الأسد».

واعتبر المغردون تصريحات «ماكرون» محبطة، وتدل على ازدواجية معايير حقوق الإنسان في الغرب، متسائلين عن التوقيت التي يفقد فيه «الأسد» شرعيته، بعد كل هذه الدماء التي سالت والدمار الذي حل بسوريا.

وفي وقت سابق، قال «ماكرون»، إنه «لا يرى أي بديل شرعي للرئيس السوري بشار الأسد، وإن فرنسا لم تعد تعتبر رحيله شرطا مسبقا لحل الصراع المستمر منذ ستة أعوام».

وقال «ماكرون» في مقابلة مع ثماني صحف أوروبية: «منظوري الجديد بشأن هذه المسألة هو أنني لم أقل إن رحيل بشار الأسد شرط مسبق لكل شيء لأني لم أر بديلا شرعيا».

وأضاف أن «الأسد» عدو للشعب السوري، لكن ليس عدوا لفرنسا وأن أولوية باريس هي الالتزام التام بمحاربة الجماعات الإرهابية وضمان ألا تصبح سوريا دولة فاشلة.

 

المصدر | أ ف ب+ الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

ماكرون فرنسا الرئيس الفرنسي الأسد بشار الأسد