تركيا تحذر من حملة «استفزازية» لتشويه اللاجئين السوريين

الأربعاء 5 يوليو 2017 08:07 ص

حذرت تركيا، مما أسمته «الحملة المفتعلة ضد وجود السوريين»، لافتة إلى أن «أهدافها استفزازية».

وقال «ويسي كايناك» نائب رئيس الوزراء التركي: «بالتأكيد سيكون هناك من يقترف جرماً من بين 3 ملايين سوري في تركيا»، مضيفا: «لكن نسبة الجريمة بين السوريين أقل من نسبتها بين مواطنينا».

وتابع: «علينا أن ننظر إلى اللاجئين السوريين على أنهم ثروة بشرية كبيرة، ويوجد فيهم أشخاص ذو كفاءات عالية، وأؤكد لكم بأنّ العديد من المعامل التركية تواصل عملها في ولايات قهرمان مرعش، والعثمانية وأضنة وأنقرة وغازي عنتاب، بالاعتماد على السوريين».

جاء هذا، عقب ظهور على مواقع التواصل الاجتماعي، وخاصة في الأوساط القومية، تقارير وعبارات تشير إلى قلق متزايد بشأن مسؤولية السوريين عن نسبة كبيرة من الجرائم.

ونشرت وسائل إعلام تركية، فيديو تجمُّع مجموعة من الشباب التركي الغاضب حول شابَين سوريَّين، قيل إنهما كانا يلتقطان صوراً للفتيات الموجودات على الشاطئ، والاعتداء عليهما.

وبدأت أزمة شواطئ السباحة في تركيا والسوريين تأخذ مساحة كبيرة في الصحافة التركية، حيث ركزت وسائل الإعلام على المشاكل والمشاجرات بين الأتراك والسوريين، لتجعلها حديث الجميع، بعد ربطها دائماً بأزمة اللاجئين.

عنصرية

وتصدّر وسم باللغة التركية بعنوان «Suriyeliler Evine Dönsün»، والذي يعني باللغة العربية «يا سوريين عودوا إلى بلادكم»، الأكثر تداولا على «تويتر» في تركيا، قبل أن يتراجع ويتم حذفه ويحل محله وسم «Suriyeli Mülteciler Kardeimizdir» الذي يعني باللغة العربية «السوريون إخواننا».

وشهد الوسم الجديد مشاركة من مغردين أتراك أعربوا عن رفضهم لمضمونه قائلين إن «السوريين ضيوف تركيا، ويجب دعمهم في ظل الحرب التي تشهدها بلادهم منذ سنوات».

وغرد الكاتب التركي «بيرات كارتال» على التعليقات العنصرية ضد السوريين، قائلا: «وطنهم تركيا، وسنقوم بحماية المضطهدين».

وأضاف «يوسف كبلن» الكاتب التركي بجريدة «شفق الجديد»، متسائلا: «ماذا يعني هذا يا سوريون اذهبوا إلي بلدكم؟.. إذن دعونا نطرد الجورجيين والبوسنيين والألبان والمقدونيين أيضا.. إلى أي نوع من العقلية الفاشية يروج هذا الوسم؟».

من جانبها، كتبت الناشطة التركية في مجال حقوق الإنسان «إران كيسكن»: «من يؤيد وسم يا سوريون عودوا إلى بلادكم هو شخص فاشي وعنصري.. عيب عليكم؟».

الداخلية ترد

فيما اعتبرت وزارة الداخلية التركية، الأربعاء، أنّ تضخيم الأحداث المؤسفة التي تقع أحياناً بين اللاجئين السوريين والمواطنين الأتراك في بعض الأماكن، «يهدف إلى زرع الفنتة بين الطرفين، وجعلها أداة لاستخدامها من أجل تحقيق غايات سياسية داخلية».

وأوضحت في بيان اليوم، نقلته «الأناضول»، أنّ «جهات معينة تتعمد تضخيم الأحداث المؤسفة وتروّج لها، بشكل لا يتوافق مع معايير حسن الضيافة والعمل بمبدأ الأنصار والمهاجرين، ويُحدث شرخاً داخل المجتمع».

وأضافت أن «المعطيات الرسمية الموجودة لديها تشير إلى أنّ نسبة انخراط السوريين في المشاكل والأحداث المؤسفة أقل من النسب التي يتم الترويج لها».

وأكّدت أنّ «نسبة انخراط السوريين في المشاكل والأحداث المؤسفة، متدنية جداً، مقارنة بعدد الجرائم التي تُرتكب في تركيا، في حال الأخذ بعين الاعتبار عدد اللاجئين السوريين الموجودين على الأراضي التركية».

ولفتت أنّ نسبة انخراط السوريين في الأحداث التي تُخل بالنظام العام في تركيا خلال الفترة الممتدة بين عامي 2014، و2017، تبلغ 1.32% تقريباً من إجمالي المشاكل والأحداث التي حصلت في البلاد.

وأضاف بيان الداخلية التركية أنّ قسماً كبيراً من المشاكل التي كان السوريون طرفاً فيها جرت بين بعضهم البعض نتيجة خلافات بينهم.

وأشار البيان إلى وجود تراجع في عدد الجرائم التي ارتكبها السوريون خلال النصف الأول من العام الحالي، بنسبة 5%، مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، وذلك رغم زيادة عددهم داخل الأراضي التركية.

وأعلنت الأمم المتحدة في مارس/آذار 2017، أن عدد اللاجئين الذين فروا من النزاع في سوريا إلى تركيا ولبنان والأردن والعراق ومصر تجاوز 5 ملايين شخص.

ولا تزال تركيا البلد الذي يستقبل أكبر عدد من اللاجئين السوريين، إذ بلغ عددهم حوالى 3 ملايين لاجئ.

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

تركيا لاجئين سوريين جرائم حملة