مسؤول أمريكي سابق: صفقة الأسلحة للسعودية «ملفقة».. وإليكم الأدلة

الخميس 6 يوليو 2017 09:07 ص

أكد المسؤول السابق في وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية «سي آي أيه»، «بروس ريدل» أن صفقة السلاح الأمريكية مع السعودية، التي تم الإعلان عنها، إبان زيارة «دونالد ترامب» إلى السعودية، في مايو/أيار الماضي، «ملفقة»، مقدماً أدلته على ذلك.

وفي مقابلة أجراها مركز «كارنيغي للشرق الأوسط» معه، قال «ريدل» إن «ترامب» أعطى السعوديين شيكاً على بياض لملاحقة أعدائهم، وأن قطر كانت البداية.

كان «ريدل» اعتبر في مقال نشره «معهد بروكينغز»، مؤخراً، أن العقود الدفاعية بقيمة 110 مليارات دولار التي قيل أن «ترامب» توصل إلى اتفاق بشأنها مع السعودية، هي في الواقع «أخبار ملفّقة».

وبشأن أدلته على ذلك، قال «ريدل»، في المقابلة التي نُشرت الخميس، «انقضت أسابيع ولم يبادر البيت الأبيض والبنتاغون بعد إلى عرض عقود مبيعات الأسلحة المزعومة على الملأ، فمن المفترض أن يكونوا الآن في صدد مناقشة منظومات الأسلحة المشمولة في الصفقة، ويجب رفع إشعارات إلى مجلس الشيوخ للحصول على موافقته على المبيعات».

وأضاف: «كان يجب أن تشكّل الصفقة نقطة محورية في البيان المشترك الصادر عن السعودية والولايات المتحدة في ختام قمة الرياض، غير أن شيئاً من هذا كله لم يحدث».

وأوضح أن الصفقة التي تم الإعلان عنها لم تتضمن عقوداً نهائية، وأن جزءاً كبيراً منها يعود إلى تفاهمات من عهد الرئيس السابق «باراك أوباما»، مشيرا أيضا إلى تصاعد المعارضة داخل الكونغرس الأمريكي لبيع أسلحة للسعوديين، في ضوء المخاوف من استخدامها ضد المدنيين في الحرب باليمن.

واستطرد «ريدل» في عرض أدلته على كون الصفقة «ملفقة»، قائلاً: «لطالما طالب الإسرائيليون واشنطن بتعويضات مقابل أي عمليات كبرى لبيع الأسلحة إلى السعوديين، فعندما باع أوباما المملكة أسلحة بقيمة 60 مليار دولار قبل خمسة أعوام، منها مقاتلات (إف 15)، وطائرات حربية من طراز (أباتشي)، وسواها من الأسلحة، طلبت إسرائيل صفقة للحصول على طائرة مقاتلة شبح إضافية من طراز (إف 35) من أجل الحفاظ على تفوّقها النوعي على العرب، وكان لها ما أرادت».

وأضاف: «في حال التوصُّل إلى صفقة حقيقية (مع السعودية) بقيمة مليارات الدولارات، كونوا على يقين من أن الحكومة الإسرائيلية ستُسمِع صوتها في هذا المجال، وعندئذٍ لن يكون خبراً ملفّقاً».

«ترامب» منح السعوديين شيكاً على بياض

المسؤول الأمريكي السابق تطرق، خلال المقابلة، إلى الأزمة الخليجية الحالية، واعتبر أن هناك علاقة بين التصعيد الراهن من قبل السعودية والإمارات والبحرين ومصر ضد قطر وزيارة «ترامب» للرياض يومي 20 و21 مايو/أيار الماضي.

وقال: «لقد تلاعب السعوديون جيداً بفريق ترامب قبل قمة الرياض وخلالها؛ حيث أغدقوا الإطراء على الرئيس وعائلته، واستقدموا جمهوراً خاضعاً من القادة المسلمين الذين لم يحظَ معظمهم بفرصة التكلم، وحرصوا على عدم خروج تظاهرات عامة مناهضة لترامب في رحلته الأولى إلى الخارج».

وفي المقابل، حسب «ريدل»، «كرّس ترامب المملكة في موقع القائد الأول للعالم الإسلامي؛ فالسعوديون هم الأخيار، والإيرانيون هم الأشرار (...)، وقد حصل الملك سلمان على شيك على بياض لملاحقة أعدائه، ويبدو أن قطر تتصدّر القائمة التي وضعها العاهل السعودي».

فوضوية «ترامب» مع الأزمة الخليجية

المسؤول الأمريكي السابق هاجم بشدة تعامل «ترامب» مع الأزمة الخليجية حيث مال لتبني وجهة نظر دول الحصار.

 وقال «ريدل»: «الأزمة الخليجية هي أزمة صغيرة نسبياً بحسب المعايير شرق الأوسطية، غير أن ترامب يتعامل معها بطريقة فوضوية».

 وأضاف: «إذا كان ما يجري هو تجربة اختبارية عن إدارة الأزمات في الخليج، فإن النتائج التي ظهرت حتى الآن تشي بأن الإدارة الأمريكية ليست جاهزة لوقت الذروة. هذا ليس الفريق المناسب لجَبْه التحديات الحقيقية. تخيّلوا فريق ترامب يتعامل مع التداعيات التي قد تتأتّى عن اندلاع حرب في غزة أو لبنان».

وحول مستقبل الأزمة الخليجية، قال: «ليس واضحاً ما الذي ستؤول إليه هذه الأزمة (...) الملك سلمان ونجله، ولي ولي العهد وزير الدفاع محمد بن سلمان، أكثر ميلاً إلى خوض حروب وأشد استعداداً للمجازفة (...) إذا كان اليمن يحمل من مؤشّر في ما يتعلق بالأزمة القطرية، فعلينا أن نتوقّع مساراً فوضوياً يستمر وقتاً طويلاً».

واعتبر أن «الاحتضان السعودي لترامب يجعل المملكة في خلاف مع الأمة الإسلامية»، مضيفاً أن «الأسرة المالكة السعودية احتضنت ترامب لأنه ليس باراك أوباما؛ فهو لا يأبه لحقوق الإنسان، ويكره الصحافة الحرّة».

واختتم «ريدل» المقابلة قائلا: «ترامب مخادع يمارس الخداع على الشعب الأميركي والعالم. هو ليس مؤهلاً البتّة لأداء الوظيفة الأكثر صعوبة في العالم».

وأضاف: «يُخفي ترامب شيئاً ما عن الآلية القضائية بشأن علاقته مع الحكومة الروسية. سوف يفضح الإعلام الأمريكي ترامب عاجلاً أم آجلاً. لكن ذلك قد يستغرق سنوات عدة. في الانتظار، سوف يتكبّد عالمنا أضراراً كثيرة».

  كلمات مفتاحية

أمريكا ترامب صفقة الأسلحة السعودية الأمريكية العلاقات السعودية الأمريكية الأزمة الخليجية

السعودية تشتري ذخائر أمريكية دقيقة التوجيه بـ7 مليارات دولار