طائرة حربية مصرية تقتل 3 مدنيين بـ«الواحات» والجيش يحذر ذويهم

الجمعة 7 يوليو 2017 11:07 ص

قُتل ثلاثة مصريين، في قصف صاروخي، نفذه الجيش المصري، بطريق الخطأ، قرب بئر مياه في منطقة الواحات البحرية، غرب البلاد.

ولم تصدر أية بيانات أو تصريحات رسمية تخص الحادثة.

وقال موظفان اثنان يعملان في شركة سياحية في الواحات البحرية، إن المهندس العامل في رصف الطرق، ويدعى «أحمد الفقي»، توجه بسيارة دفع رباعي ومعه ثلاثة عمال من الواحات إلى أحد الآبار في منطقة المناجم. وعند وصولهم نَزَلَ أحد العمال لملء المياه وانتظر الثلاثة الآخرين في السيارة، وخلال هذه اللحظات مَرَتَ طائرة على ارتفاع منخفض، وضربت السيارة بصاروخ ووابل من الطلقات، ليقضى الثلاثة، بينما لم يصب العامل الرابع بأذى.

وأضاف المصدران، أنه بعد سماع أهل المنطقة بالحادث توجه عدد كبير منهم إلى منطقة حدوثه، ووجدوا السيارة في حالة تفحم كامل، وعثروا على أشلاء القتلى الثلاثة في الجوار.

وفي حين لم تصدر أية تصريحات رسمية عن الحادثة، قال المتحدث الرسمي باسم القوات المسلحة لـ «مدى مصر» إن وزارة الداخلية هي المنوط بها التحدث عن الأمر، كما لم يؤكد المتحدث العسكري أو ينفِ الواقعة.

وقال أحد مستخدمي موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، إن أحد أقاربه هو المهندس «أحمد الفقي»، وقد قُتل في الحادثة. وقد دفن في مدافن العائلة في القاهرة بعد صلاة الجنازة في مسجد السيدة نفيسة، وسط القاهرة، أمس الخميس.

وكتب «Shehab Helmy»، «اللي طلعني من صمتي النهاردة مصيبة من أكبر المصايب وهي مقتل المهندس الشاب أحمد الفقي على يد طائرات حربية مصرية (مش إسرائيلية) أثناء تواجده في مكان عمله وهو محجره في الواحات المعلوم للجيش والحكومة؛ لأن هذا المكان مسؤول عن تنفيذ مقاولات رصف طرق للحكومة المصرية».

وأضاف:«أحمد كان مهندس شاب في الثلاثينيات من عمره، وكان المفروض إنه آمن في مكان عمله، واتقصف بطيارات حربية تابعة لجيش بلده. أحمد ما كانش مكسيكي ولا كان محتاج تصريح عبور في طريق مؤمن من الجيش، ولا كان فيه حالة تأهب قصوى ولا دي منطقة إرهاب، ولا كان شايل سلاح ولا كان جنب داعش، أحمد كان بيدير شغله اللي بينفذه للحكومة المصرية واتقتل غدر».

وتابع:«أحمد مهندس شاب عنده ٤ أطفال أكبرهم عنده ١٢ سنة، أنا نفسي أعرف أمهم هتقول لهم أبوهم مات إزاي؟ إيه المنطق اللي هيترسخ في مخ ولاده عن قاتل أبوهم (اللي هو ظابط طيار في القوات الجوية المصرية) هو واللي سمح له بالضرب وكل المؤسسة المسؤولة عن ذلك.. الناس دي كلها كده برمتهم إزاي حد ممكن يقنع الأطفال دول إنهم أبطال، ولا خير أجناد الأرض، ولا زفت على دماغهم؟!»، حسب تعبيره.

وكشف «Shehab Helmy» في تدوينته، عن مفاجأة، بالقول:«الجهة العسكرية اللي قابلت إخوات أحمد إشترطت عليهم عدم النطق بالحقيقة وإلا مش هيسلموهم جثة أخوهم، وتم الإعلان في جميع وسائل الإعلام الرسمي إن الحادث كان ضد كمين إرهابي في الواحات».

واختتم تدوينته، «دي مش دولة وده مش جيش ولا ده إعلام، ولا دول بني آدمين ولا ده منطق ولا دي أخبار، وما ينفعش الواحد يتعرض لأخبار بالشكل ده علشان ما يفقدش المتبقي من قدراته العقلية».

بينما انتشرت تحذيرات بين مستخدمي موقع فيسبوك تنصح العاملين في المصانع والشركات بالصحراء الغربية، وتحديدًا بمناطق الفرافرة والواحات والوادي الجديد، بعدم استخدام سيارات الدفع الرباعي لاشتباه الطائرات التابعة للقوات الأمنية أن تكون مملوكة لمهربين أو إرهابيين.

وكان خطأ معلوماتي لدى قوات الأمن قد أدى، في سبتمبر/آيلول من العام 2015، إلى مقتل 12 شخصًا وإصابة 10 آخرين في الواحات الغربية، بعد إلقاء صاروخ عليهم من طائرة، بينهم سائحين من المكسيك ومرشدين سياحيين، كانوا في قافلة سياحية قالت السلطات الأمنية في البداية إنهم خرجوا عن خط السير المحدد لهم ووصلوا إلى منطقة محظورة. لكن تبيَّن فيما بعد حصولهم على تصريح من القوات المسلحة بالسير في منطقة الحادث.

ووقتها، أدان الرئيس المكسيكي «إنريكي بينا نييتو»، الهجوم مطالبًا بإجراء تحقيق كامل فيه، وحصلت الحكومة المكسيكية على تعويضات لأسر الضحايا بملايين الدولارات.

  كلمات مفتاحية

الواحات الجيش المصري أحمد الفقي وزارة الداخلية المصرية مصر

المكسيك تلوح بتحرك دولي ضد مصر بعد مقتل وإصابة عدد من مواطنيها

مصر في ورطة سياسية واقتصادية بعد قتل 8 سياح مكسيكيين بنيران مروحية عسكرية

مصر.. 8 سائحين مكسيكيين و4 مصريين قتلوا بنيران مروحية عسكرية

ارتفاع عدد قتلى حادث الواحات المصرية إلى 16 بينهم 8 سياح مكسيكيين